السيد المحترم طارق حجي صادم في أحكامه وتقييماته


سعيد مضيه
2025 / 7 / 2 - 21:56     

في هوامشه المنشورة بالحوار المتمدن في 1 تموز يصدر الدكتور طارق حجي المحترم في مقاله بالرابط ادناه احكاما على نقيض ثقافته الثرة الموسوعية .
https://www.ahewar.net/debat/show.art.asp?aid=875112
الهوامش التي طرح فيها المثقف الكبير والمفكر طارق حجي أحكامه وتقييماته جاءت صادمة لمتابعي فكره ومستفزة متحدية ومهينة. فقد عانينا طوال عقود من تزوير مقاومتنا إرهابا وعرض العدوان الهمجي علينا واغتصاب وطننا والتهديد بتهجيرنا دفاعا عن النفس.
في هذه المنطقة ، المبتلاة على مدى أكثر من مائة عام بالعدوان الصهيو امبريالي، لا يخفى على الدكتور المحترم اننا ما زلنا مرتبطين بثقافة متخلفة موروثة عن العصر الوسيط ومطعمة بمنتجات ثقافة الليبرالية الجديدة. منيت جهود التحديث بالفشل وما زلنا نكابد سلطوية الأنظمة الأبوية التي تكافح التعليم النقدي والثقافة النقدية والإعلام النقدي تصديها للأوبئة .
في اوضاعنا المعقدة تشكلت الثقافة الوطنية، بعناصرها الفكرية والانفعالية، في مجرى الكوارث والنكبات وحتى المجازر التي ألحقتها بنا السيطرة الامبريالية والاستيطان الكولنيالي. هي ثقافة الارتباط بواقعنا والإجابة على أسئلته؛ يشاركنا في خبراتها النكدة شعوب القارات الثلاث. نحن وإياهم نقيّم الأحداث والمواقف من منطلق العواطف المحكومة بالعقل ضمن إطار تجارب مريرة مع المجازر والحروب العدوانية التي باتت قدرنا المشؤوم تتدعم خلالها الأطماع بالثروات والموقع الاستراتيجي بالمساعي المحمومة لتوسيع الاستيطان الكولنيالي ليشمل المنطقة ما بين النيل والفرات. تارة يلجأ الى العدوان المسلح لتسليك الدروب ، وتارة يلوذ بحيل التفاهة الثقافية مثل الدبلوماسية الروحية والسياسات الأبراهامية .
وانت تنأى بنفسك عن الهم القومي وتغفل العناصر القومية في ثقافتك ، فرسمت لنفسك انتماء البحر المتوسط ، عازلا نفسك داخل قفص كثيرا ما حذرت منه ، وجاءت تقييماتك بالهوامش لا تصدر عن الثقافة الغزيرة بل عن بروباغاندا تصغي لها وتؤثر في قناعاتك العاطفية.
انت مرتبط بمصر فقط؛ وترتبط بثقافة البحر المتوسط ؛ بينما الدبلوماسية المصرية تعير الأهمية للأبعاد الاسترتيجية الضرورية ومنها فلسطين.
وانت ترى في الولايات المتحدة موقفا نبيلا وهي التي غدرت بإيران وحرضت عليها بعدوان همجي قتل عددا من العلماء، قصف مؤسسات مدنية، أدانته الدبلوماسية المصرية ومعظم دول العالم. ثم أتبعته بقصف همجي بالقنابل المخترقة ضد المولدات النووية ، والذي أدين كذلك. تشيطن إيران بالتوحش فماذا تركت لنظام أبارتهايد مدان من قبل العدالة الدولية يمعن إبادة جماعية بسكان غزة، إبادة تطال البشر والحجر وتبيد السياسة والثقافة والتعليم والصحة والتراث، مرافق وخدمات وأجهزة تقنية؟ تلوم المبادر بغزوة 7 أكتوبر ولكن عليك ان تدين اعتداءات واستفزازات وانتهاكات للمقدسات والمحرمات حدثت قبل أكتوبر، كانت تستدرج الى ردة فعل تتخذ مبررا لحرب الإبادة الجماعية .
لعلك لا تذكر رغم ثقافتك الغزيرة، ان الميليشيات الإرهابية الصهيونية استمرت تعتدي بالسلاح على العرب الفلسطينيين، الى جانب الجنود والشرطة الإنجليز واليهود المعارضين للصهيونية، طوال الحقبة من عام 1937 حتى 1947. حيث نجحت أخيرا في استدراج العرب الى صدامات مسلحة غير متكافئة ، ورطتهم في صدام دموي نتيجته محسومة سلفا؛ ومن ثم راحت تدعي انها تحارب دفاعا عن النفس. كما سيق وقلت ثقافتنا مرتبطة بالعصر الوسيط ، لم تتطعم بالعقلانية، وللانفعالية فيها دور كبير.
في ضوء رؤيتنا المستمدة من الواقع الكئيب نرجو المعذرة ، إذ نجد جميع تقييماتك للأحداث الاخيرة لا تصدر عن ثقافتك الغزيرة، إنما مصدرها منابر الإعلام المنحازة، تلك التي تقيم التضامن مع شعب غزة إرهابا ، وتحرض على مطاردة من يرفعون الصوت في أميركا تضامنا مع غزة في نكبتها؛ بل وتلجأ شرطة ترامب الى اعتقالهم وزجهم بالسجون الأميركية. ولا نود طرح تحليلات لما يقبع خلف الأكمة.
تعيب على ايران المنحازة للتحرر الوطني وللشعب الفلسطيني المظلوم، وبانية الحضارة العلمية انها متوحشة، تسخر عملاء وتابعين!
حتى نتنياهو برر اغتياله لحسن نصر الله بأن المغدور مركز إدارة وتحكم لجبهة المقاومة . هذا المفكر الكبير، والمناضل الجسور، الشيخ المعمم ، العلماني في جميع استنتاجاته؛ المنفتح على جميع الديانات والعقائد الفكرية والحركات النضالية، والتي أصغى الملايين في أرجاء المعمورة لخطاباته، لم يتصرف من موقع تبعية. اجل أخطأ ودفع الثمن مقبلا عير مدبر ، حيث يتولى خلفاؤه بإجراء مراجعة نقدية؛ فهو وجميع الأطراف ممن شيطنْتهم ملتزمون بقضية نبيلة وشريفة هي قضية الضمير في هذا العصر. باتت قضية البشرية جمعاء. والكثير من مفكري الغرب والشرق أشادوا بالسيد حسن نصر الله وبمواقفه.
في هذه الأيام تتكاثف الضغوط من أجل نزع سلاح حزب الله وشيطنة التيار المناهض للتوحش الصهيو امبريالي بالمنطقة والعالم. ولا صوت يرتفع ضد أسلحة العدوان المضطرد والمستدام وقنابله النووية . الا ينطلق القائمون على الكيان الصهيوني من منطلقات ثيوقراطية بالية قائمة على الزيوف ؟ لعله تاثير التيار الغلاب والريح التي تعصف في جنبات المعمورة .