بوب أفاكيان – الثورة عدد 123 : تؤكّد إسرائيل على أنّه يتعيّن أن يملك العنصريّون الإباديّون الجماعيّون أسلحة نوويّة ، لكن إيران ليس بوسعها أن تملك أيّ برنامج نوويّ ، حتّى لغايات سلميّة .
شادي الشماوي
2025 / 6 / 30 - 10:51
جريدة " الثورة " عدد 911 ، 21 جوان 2025
www.revcom.us
هذا بوب أفاكيان – الثورة عدد 123 .
إليكم بعض الوقائع الهامة : إسرائيل ، ذاتها كدولة أبارتايد عنصريّة ، تملك عددا كبيرا من الأسلحة النوويّة – و قبل الإطاحة بنظام الأبارتايد العنصري في دولة جنوب أفريقيا قبل عدّة عقود ، كانت لإسرائيل علاقات " وثيقة " جدّا بذلك النظام و ساعدته عمليّا في مساعيه لإمتلاك أسلحة نوويّة ( و قد جرى التخلّى عن هذه المساعي عقب إلغاء نظام الأبارتايد في دولة جنوب أفريقيا ) .
و قد شرعت الآن الحكومة الإسرائيليّة – التي تزخر برجال مجانين إباديّين جماعيّين عنصريّين كذبوا مرارا و تكرارا و بشكل مفضوح ل" تبرير " أعمالهم الهمجيّة – في حرب كبرى ضد إيران ، بزعم ( و هي تنتظر من الجميع أن يقبلوه ببساطة ) أنّ إيران وشيكة جدّا من تطوير سلاح نوويّ . و بنيامين نتنياهو ، رئيس الحكومة الإسرائيليّة ، كان لعقود يزعم أنّ إيران كانت " وشيكة جدّا " من تطوير سلاح نوويّ – في حين أنّه تبيّن ، المرّة تلو المرّة ، أنّ ذلك محض كذب . و هذه الحرب ضد إيران التي تخوضها إسرائيل ، بعدُ جريمة حرب كبرى أخرى ، في أوج هجومها الإبادي الجماعي على الشعب الفلسطيني .
و دعونى أكون واضحا للغاية مرّة أخرى ، مثلما كنت ، بالعودة إلى ثمانينات القرن العشرين : إنّه لمهمّ بصفة حيويّة – كتعبير عن الإنسانيّة الأساسيّة و الأمميّة الجوهريّة – أن نساند بصلابة الشعب الإيراني ضد النظام الإيراني من عصر الظلمات و القمعي بإجرام . و في الوقت نفسه ، و للأسباب عينها ، من الأهمّية الحيويّة أن نعارض بصلابة الهجوم الإسرائيلي اللاقانوني على إيران ، و كذلك إبادتها الجماعيّة المقترفة و المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني ، بدعم كامل من حكومة الولايات المتّحدة ، في ظلّ ترامب و كذلك بايدن قبله .
لقد كانت إسرائيل مساندا قويّا لتحرّك ترامب ، طوال فترته الرئاسيّة الأولى ، لتتنكّر الولايات المتّحدة لإتّفاق عقدته مع إيران يحدّد البرنامج النوويّ الإيراني في الأغراض السلميّة – وهو إتّفاق إلتزمت به إيران . و في إطار المفاوضات الحديثة بين نظام ترامب و إيران ، صرّحت إسرائيل مجدّدا ليس فقط أنّ إيران يجب أن توافق على عدم تطوير أسلحة نوويّة فحسب و إنّما أيضا يجب أن تتخلّى عن برنامجها النوويّ كلّه ، حتّى و إن كان لأغراض سلميّة . و هذا هو الموقف الذى تبنّاه ترامب في ما لم تكن فعلا مفاوضات مع إيران و إنّما إبتزاز من الصعلوك ترامب . و الآن شنّت غسرائيل هجوما كبيرا على إيران ، و بشكل واضح دائسة القانون الدوليّ ( و هذا شبيه بالحرب التي شنّتها الولايات المتّحدة بغزوها للعراق سنة 2003 ، إستنادا على أكاذيب مفادها أ،ّ العراق يملك أسلحة دمار شامل – جريمة حرب أخرى هلّل لها كذلك نتنياهو و دعّمها تماما ) . و لم يقم ترامب بالدعم و المساعدة العمليّين لإسرائيل في جريمة الحرب الجديدة هذه – فحسب بل هدّد بالتدخّل المباشر للولايات المتّحدة و مزيد تصعيد ما يهو بعدُ هجوما كبيرا على إيران ، مفاقما من خطر حرب أوسع نطاقا مع إمكانيّة حتّى فظائع أكبر .
أجل ، ترامب فاشيّ- و لهذا دلالة واقعيّة و تبعات رهيبة بالنسبة للشعب في هذه البلاد ، و للعالم ككل : من الأهمّية المباشرة و الحيويّة أن تتمّ تعبأة الشعب جماهيريّا حول الموقف الحيويّ الذى تقدّمت به RefuseFascism.org أنّ باسم الإنسانيّة ، نرفض القبول بأمريكا فاشيّة ! و المطلب الملحّ بأنّه يجب على نظام ترامب الفاشيّ أن يرحل ، الآن ! و في الوقت نفسه ، من المهمّ أيضا الإقرار بأنّ النظام الرأسمالي – الإمبريالي هو الذى ولّد نظام ترامب الفاشيّ هذا في هذه البلاد ، و أنّ الطبقة الحاكمة لهذه البلاد و ممثّليها السياسيّين ككلّ هم المسؤولين عن جرائم الحرب الفظيعة و الجرائم ضد الإنسانيّة ، في الشرق الأوسط و عبر العالم ، و كذلك داخل هذه البلاد نفسها – شيء موثّق تماما ضمن سلسلة " جرائم أمريكا " و أعمال أخرى على موقع أنترنت revcom.us .
هناك مسألة عميقة للغاية طرحها طبيب تطوّع للعمل في غزّة – يجتهد ، وسط دمار و عذابات هائلين ، لتوفير الرعاية الطبّية للفلسطينيّين و الفلسطينيّات الذين يتعرّضون بلا رحمة هناك ، بشكل طاغي مدنيّين و عدد ضخم من الأطفال . و متحدّثين عن واقع أنّ كلاّ من الحزبين الديمقراطي و الجمهوري قد ساندا الهجمات الإباديّة الجماعيّة الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني ، أثار هذا الطبيب بحدّة : ماذا يعنى أنّه لا وجود لحزب سياسي كبير في الولايات المتّحدة " لا يقبل " بالإبادة الجماعيّة ؟ و كلّ الناس المحترمين يتعيّن أن يفكّروا في حقيقة و تبعات ذلك العميقة !
مثلما جرى توضيح ذلك في " دستور الجمهوريّة الإشتركيّة الجديدة في شمال أمريكا " الذى ألّفته ، نقرّ نحن الشيوعيّون الثوريّون بالحاجة العميقة ، و نكرّس أنفسنا للعمل بلا كلل و لا ملل ، من أجل إلغاء كافة الأسلحة النوويّة . إنّه لمنطق صعاليك نموذجي ، يعلنه كلّ السياسيّين الكبار للطبقة الحاكمة في هذه البلاد ، أنّ الولايات المتّحدة – البلد الوحيد الذى إستخدم عمليّا الأسلحة النوويّة – يمكن أن تملك آلاف مثل هذه الأسلحة ، ما يمثّل تهديدا لوجود الإنسانيّة ذاته ، و " حلفاء " الولايات المتّحدة مثل إسرائيل يمكن أن يملكوا أسلحة نوويّة ، لكن البلدان التي لا تعجبنا " نحن " لا يتعيّن السماح لهم بإمتلاك أيّ من هكذا أسلحة . و الآن يهدّد ترامب بالمضيّ من مساعدة إسرائيل إلى المشاركة العمليّة في جريمة حربها ضد إيران ، مع التدمير الأكبر حتّى و الأخطر الذى ستخلّفه !
و كلّ هذا يشدّد مع ذلك مرّة أخرى ، المطلب الحيويّ و المباشر بأنّه يجب على نظام ترامب الفاشيّ أن يرحل – الآن !
و ، حتّى بعبارات أكثر جوهريّة ، يشدّد على هذه الحقيقة العميقة :
" نحن ، شعوب العالم ، لم يعد بوسعنا السماح لهؤلاء الإمبرياليّين أن يواصلوا الهيمنة على العالم وتحديد مصير الإنسانيّة. هناك حاجة للإطاحة بهم في أقرب وقت ممكن . و إنّه لواقع علميّ أنّ الإنسانيّة ليست مضطرّة للحياة على هذا النحو ".