الحزب الشيوعي الفلبيني ( الماوي ) ضد الحرب العدوانية الأمريكية-الإسرائيلية على إيران

البيان الرسمي للحزب الشيوعي الفلبيني ( الماوي ) لإدانة الحرب العدوانية الأمريكية-الإسرائيلية ضد إيران
، بتاريخ 16 يونيو 2025:

يدين الحزب الشيوعي الفلبيني بأشد العبارات الممكنة الهجمات العسكرية العدوانية وغير المبررة التي يشنها الكيان الصهيوني، المدعوم من الولايات المتحدة الأمريكية، ضد إيران منذ يوم الجمعة 13 يونيو. هذه الهجمات تشكّل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي ولسيادة إيران، وقد استهدفت منشآت عسكرية وغير عسكرية، من بينها مصافي نفط ومواقع صناعية ومرافق بحثية، إضافة إلى مبانٍ سكنية مدنية.
بتوجيه من أسيادها في واشنطن، شنّت إسرائيل هذا العدوان على إيران بهدف استراتيجي يتمثل في فرض هيمنة الإمبريالية الأمريكية على منطقة الشرق الأوسط والسيطرة على ثرواتها النفطية الهائلة. ومن خلال هذه الضربات الصاروخية، تسعى إسرائيل والولايات المتحدة إلى معاقبة إيران على تمسّكها بسيادتها ورفضها الخضوع للهيمنة الإمبريالية، كما ترميان إلى بثّ الرعب في نفوس دول المنطقة وإجبارها على الرضوخ لقوة أمريكا وإسرائيل.
وتحاول الولايات المتحدة توظيف تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA) لترويج رواية "احتمال وجود إيران نووية" من أجل تحريض إسرائيل على شنّ الهجوم. أما الادعاء الإسرائيلي بأن هذه الضربات "هجمات وقائية" فهو مجرد تكرار لخطاب إمبريالي تقليدي. إسرائيل، التي يُقدّر امتلاكها لنحو 400 رأس نووي، لا تملك أي حق في فرض حظر على إيران لتطوير قدراتها، سواء الاقتصادية أو العسكرية. كما أن هذه الضربات عطّلت مفاوضات استئناف الاتفاق النووي، الذي كانت الولايات المتحدة قد انسحبت منه في 2018.
ويزداد فظاعة هذا العدوان في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي الوحشي على قطاع غزة منذ نحو عامين، والذي أسفر عن استشهاد ما يقارب 60 ألف فلسطيني، وتدمير كامل للبنية التحتية في غزة، وتفاقم أزمة إنسانية حادّة.
مُعزّزة بالدعم الأمريكي وتواطؤه، وسّعت إسرائيل الصهيونية عدوانها العسكري خلال العام الماضي لتشمل لبنان واليمن وسوريا، حيث نفّذ الجيش الأمريكي نفسه هجمات صاروخية على اليمن. كما استولت قوات الاحتلال الإسرائيلية على مرتفعات الجولان وأجزاء استراتيجية أخرى من الأراضي السورية.
نحن نقف إلى جانب إيران وحقها في الدفاع عن نفسها والرد على العدوان الأمريكي الإسرائيلي والاستفزازات المتكررة. ونطالب بوقف فوري للضربات الصاروخية الإسرائيلية والأمريكية ضد إيران. كما نعيد تأكيد دعمنا الكامل للشعب الفلسطيني، ونطالب بانسحاب قوات الاحتلال الصهيونية من غزة، وتمكين الشعب الفلسطيني من إعادة بناء منازله وحياته.
إن هذه الحرب العدوانية ضد إيران ما هي إلا مؤشر على تعمّق أزمة الإمبريالية، ودليل على محاولة الولايات المتحدة بقيادة ترامب لإعادة تقاسم موارد العالم لمصلحتها. من أوروبا إلى الشرق الأوسط وآسيا، تُمعن الولايات المتحدة في ضخّ الموارد العسكرية وخوض حروب بالوكالة ضد الدول التي ترفض هيمنتها العالمية.
الحزب الشيوعي الفلبيني، إلى جانب كافة القوى الثورية في الفلبين، ينضم إلى كافة القوى التقدمية والمحبّة للسلام لرفع الصوت ضد آلة الحرب الأمريكية الإسرائيلية. من الضروري بناء جبهة ديمقراطية موحدة لمواجهة الحروب العدوانية الأمريكية واستعداداتها الحربية. ومن الملحّ أن نقف معاً دفاعًا عن حق الشعوب في تقرير مصيرها وفي السلام.
يجدّد الحزب الشيوعي الفلبيني التزامه بالنضال ضد الإمبريالية وحلفائها، ويدعو إلى وقف فوري للأعمال العدائية، وانسحاب القوات الأجنبية، واحترام سيادة إيران وكافة الشعوب التي تواجه تهديدات مماثلة.