العرب ودين الذكاء الإصطناعي


عزالدين مبارك
2025 / 6 / 21 - 20:14     

العرب والمسلمون هم زعماء الكلام والدجل وأبطال من ورق وأئمة التنديد وفي الخفاء مطبعون مع الكيان وعلاقاتهم معه متطورة ديبلوماسيا وتجاريا وحتى عسكريا وقد رأينا ذلك بمناسبة عدوان أمريكا على العراق والناتو على ليبيا وما يقع الآن ومنذ عامين في غزة . الدولة الوحيدة التي فهمت اللعبة هي إيران وقد بنت قاعدة علمية وعسكرية وضحى شعبها في سبيل هذا الهدف بالغالي والنفيس ولذلك يتجند ضدهم الغرب كله لهزمها وتفتيتها حتى يتمكن الكيان من حكم جميع دول منطقة الشرق الأوسط ويستولي على مواردهم وثرواتهم أما العرب فقد جاء ترمب ليأخذ فائض الريع النفطي منهم حتى يبقوا ضعفاء من أجل أمريكا قوية وعظيمة وهو في الحقيقة تمويل لحروب الكيان في غزة ولبنان وإيران وربما لتمويل غزوات أخرى في بلدان أخرى.فعلى الدول العربية أن تتبع طريقة إيران الناجعة وترك دين الطقوس والخرافات والأساطير والبغل الطائر والجن والعفاريت واعتناق دين العلم والذكاء الإصطناعي والمسيرات الشبحية والعالم الرقمي للدفاع عن أنفسهم من الذئاب الجائعة وهيمنة الدول المارقة والجشعة وقد علمنا التاريخ الماكر أن الجغرافيا متحركة وغير ثابتة وقد تغيب دول وامبراطوريات وتظهر أخرى على أنقاضها بحرة قلم وفي رمشة عين كلما تقاعس أهلها أو في لحظة غفلة ولهو وهذا التوجه يتطلب بكل تأكيد تضحية ومشروع وذكاء وفطنة وعزم راسخ شعبي والتمكن من ناصية العلم والتكنولوجيا والحداثة وتوديع عالم الخرافة والطقوس البالية ودولة الفقهاء والشيوخ ورضاعة الكبير ونواقض الوضوء وجنس الملائكة وتقديس أهل النقل والخرافة المجنحة والذهاب نحو العقل والفكر والنقد والبحث العلمي. فدروس ما يقع أمام أعيننا وفي محيطنا القريب وعلى تخوم بلدنا أكبر ناقوس خطر يهدد وجودنا كذوات وكدول قد نصبح بين ليلة وضحاها عبيدا وخدما تحت رحمة دول فاعلة ومتطورة وقوية أذلاء و مذهولين ومفعول بنا في عالم لا يعترف بالضعفاء بل يحتقرهم ويلتهمهم ويقطعهم إربا إربا كلما استفرد بهم ويأتي ليأخذ منهم أموالهم وثرواتهم كجزية الحماية والرعاية قسرا أو طوعا فهل يمكن للذئب حماية قطيع من الغنم عوض الراعي النائم بعد وليمة دسمة؟