48 ساعه فرصه محور (المقاومه)..لتكتيك ميداني محوري
ليث الجادر
2025 / 6 / 20 - 02:59
دخل محور المقاومة خلال 48 ساعة القادمة في تحركات تكتيكية مركزة تستهدف إرباك إسرائيل والولايات المتحدة في وقت تستعد فيه واشنطن لتلقي إحاطات استخباراتية مهمة للرئيس ترامب والكونغرس. الهدف هو خلق حالة من التوتر والضغط على صناع القرار الأمريكي والإسرائيلي من خلال مشاغلة القوات الإسرائيلية وضرب قواعدها أو منشآتها، إلى جانب تعقيد المهمة الاستخباراتية التي تعتمد عليها الولايات المتحدة في إدارة ملفات المنطقة. هذا السيناريو يعكس تحولًا في أساليب القتال عبر تنفيذ عمليات خلف خطوط العدو تستغل ضعف القدرة الجوية للمقاومة مقارنة بالتفوق الإسرائيلي في الأجواء الإيرانية والمحيطة.
ستعتمد المقاومة على ضربات صاروخية وطائرات مسيرة دقيقة المدى، إضافة إلى عمليات تخريبية داخل الأراضي المحتلة، تركز على تعطيل البنى التحتية ومراكز الاتصال العسكرية والإلكترونية. في الوقت نفسه، ستتم هجمات إلكترونية لتشويش أنظمة الرصد والدفاع الإسرائيلية، مما يتيح فرصة أكبر لنجاح الهجمات الميدانية. التنسيق بين مختلف فصائل المقاومة سيكون حاسمًا للحفاظ على عنصر المفاجأة وتجنب التسريبات، مع التأكيد على تنوع أساليب الهجوم من ضربات متفرقة ومتعددة الاتجاهات.
التوقيت الحساس لهذه التحركات مرتبط بالإحاطات الأمنية الأمريكية، حيث يراد عبر هذه العمليات خلق حالة من عدم اليقين والتردد في مراكز اتخاذ القرار، مما قد يدفع إلى تأجيل أو تعديل استراتيجيات الرد أو الضربات العسكرية. ورغم التفوق الجوي الإسرائيلي، فإن اعتماد المقاومة على أساليب غير تقليدية والقتال خلف خطوط العدو يعزز قدرتها على فرض حالة من الفوضى المنهجية التي تستهدف إضعاف التنسيق والرد الإسرائيلي.
ومع ذلك، تبقى هذه العمليات محفوفة بالمخاطر، خصوصًا في ظل رد الفعل السريع والدقيق من الجانب الإسرائيلي، والحاجة إلى تجنب سقوط ضحايا مدنيين أو تصعيد لا يمكن السيطرة عليه. تنسيق عالي المستوى وتخطيط دقيق ضروريان لتجنب هذه المخاطر ولضمان تحقيق الأهداف المرجوة. في المجمل، يُمكن اعتبار هذه الفترة بمثابة اختبار لتكتيكات المقاومة الحديثة وقدرتها على التأثير في مجريات الصراع الإقليمي في ظل الهيمنة الجوية الإسرائيلية.
بالإضافة إلى ذلك، فإن هذه المرحلة قد تشكل اختبارًا لقدرة محور المقاومة على الحفاظ على وحدة الخطوط الخلفية، وتعزيز التنسيق بين فصائل متعددة في بيئات عمل مختلفة، من لبنان واليمن إلى العراق وسوريا. التحدي الأكبر يكمن في إدارة التوترات المتصاعدة دون الدخول في مواجهة شاملة قد تجر المنطقة إلى أزمات أكبر. كما أن استثمار هذه الفرصة التكتيكية يجب أن يكون محسوبًا بعناية لضمان تحقيق أقصى أثر ممكن مع الحد من الخسائر والتداعيات السلبية.
بالتالي، فإن 48 ساعة القادمة ليست مجرد لحظة عابرة في الصراع، بل هي اختبار لقدرة محور المقاومة على فرض قواعد الاشتباك الجديدة، والرد على الهيمنة الجوية والتكنولوجية الإسرائيلية، وفي الوقت ذاته، القدرة على توظيف الوقت المناسب في مسرح دولي سياسي متوتر، حيث تتقاطع فيه المصالح والرهانات بين القوى الكبرى.
فالادارة الأمريكية تمشي متوازية الخطى في ترنح، ما بين التوثب إلى أشهار السلاح، وبين الميل إلى طاولة المفاوضات، بين مشروع إسرائيل لشرق أوسط أحادي القطب، وبين ضغط سري وغير معلن من الصين وروسيا للحفاظ على إيران كظل لنفوذهما بشكل أو بآخر.