نهج الفخاخ الحربية لما بعد العولمة الامريكية


أمين أحمد ثابت
2025 / 6 / 19 - 23:14     

( لمن يريد تنشيط الاستقراء العقلي خارج زيف الوعي )


مالم تفصح عنه الفضائيات وكل مواضع الحديث والنقاش وحتى كل السياسات العالمية - والتي كلها في مواطن الوعي الزائف المتلقي بقبول الانخداع طوعيا عن الحقائق المغيبة وتلفيق لها فهما وجدلا مخالفا لما تظهر من الاحداث

ولذا فالحقيقة المغيبة أن الحرب الاسرائيلية على غزة بذريعة ٧ اكتوبر ، وحاليا الحرب الاسرائيلية الايرانية
. . كلتاهما كانتا خديعة وفق النهج السري للمخطط الامريكي بتغير واقع المنطقة تمهيدا لشرق اسيوي جديد لشراكة عربية اسرائيلية تقوده علميا وادارة سياسية ومالية عالمية اسرائيل ، وتمثل السعودية الوجه الاخر عن العرب كخزينة مالية وثروات وموقع استراتيجي لحركة التجارة العالمية القادمة بعد التطبيع وتفريخ القوى الوظيفية البشرية العربية وادارتها بما فيها اليد العاملة والعقول المهاجرة اليها والمنطقة للعمل ، وربما توضع الامارات او قطر الموضع الظاهر عن العرب بينما ستمثل مصر العراب لهذه القيادة العربية في الشراكة الشرق اوسطية القادم .
ف ٧ اكتوبر كان فخا لمحو غزة - فموقعها يمثل ركنا هاما لسيطرة اسرائيل على التجارة العالمية ، ومن جانب اخر انهاء تفريخ توالد العربي الفلسطيني على تربية مقاومة وشوفينية بعدائية مطلقة لاسرائيل واليهود وليس فقط المتصهينين.، خاصة وأن قوى المقاومة الثورية غير الاسلاموية قد دجنت في الضفة الغربية وتماهيها مع السلطة الفلسطينية هناك ، اما الحرب الراهنة فقد استخدم المخطط الامريكي اسرائيل في صناعة الفخ واقعيا بصلفها ووحشيتها بدء في الكسر الجوهري لحزب الله في مقتل زعمائه وحماس
ومن قبل قتل سليماني وغيره من قادة ايران ، وضرب متكرر للمفاعلات الايرانية كتمهيد لترويج ان الحرب من اجل منع ايران انتاج القنابل النووية وانها من التخصيي النشط يوحي بأنها قد صنعت القنبلة النووية ، ولذا فبدء الاعتداء الاسرائيلي وخطاب التهديد والوعيد مس الايجو الايراني للرد بقوة وخوض معركة لمحو اسرائيل ، والحقيقة انها حربا لاستنزاف القوة العسكرية لايران بمساعدة امريكية غير مباشرة كلما تصادف ايران بواطن ضعف في حربها امام ايران
الى جانب ماستسببه هذه المواجهة الابادية والتدميرية وضعا حرجا في الداخل الايراني من حيث المعيشة والامان ، وستلعب الحرب الالكترونية في رفع هذا الاضطر اب - إن المسألة ابعد من جر ايران الى توقيع اتفاقية حظر الصناعة النووية على ايران ، بل الى تعويض سياسة العصى والجزرة الامريكية الفاشلة وسببت اقتراب ضياع الشرق اوسطية بالمتحكم الامريكي خاصة وشيوع العدائية العربية لتسريب
اعادة رسم المنطقة بانتهاء المسألة الفلسطينية التي رسمت بإتفاقية السلام العربية الاسرائيلية ، حيث تتم السيطرة اسرائيليا تحت دولتها لما اعطي بارض الدولة الفلسطينية ومن يقبل من الفلسطينيين الباقين غير القابلين للتهجير سيمثلون اقلية تحت حماية الدولة الاسرائيلية والغالبية سيتم توزيعهم هجرة الى كل من الاردن وسينا ولبنان وسوريا وفتح تسهيل تهجير الكثير الى اوروبا وغيرها من دول العالم المتقدم - مثل اوباما وبايدن اخر الرؤساء لامريكيا لاقفال نهج العولمة على مبدأ نظرية الفوضى الخلاقة ، حيث مثلت ابسياسة الناعمة المخادعة تنامي المتضادات المتفارقة بين ما تنتجه الفوضى الخلاقة بإنهاء لارث الدولة المدنية او مشروعها عربيا واطلاق نهج الحرية غير المشروطة والتي انتجت كانتونات مسلحة مافوية اسلاميوية غالبا بدلا عن دولة الوطن الواحد ، وهو ماخلق قوى ابوية دموية متخلفة جشعة في النهب ادت الى افقار شعوب المنطقة العربية وتزايد تفريخ نشوء القوى المليشاوية المسلحة والتي إن كشفت عن فائدتها لانتهاء القوى السياسية واقعا بفعل انهاء الدولة وتماهيها مع سلطة منتقاة ومدعومة امريكيا كمعبر شرعي عن الدولة الغائبة، إلا مالم يكن في الحسبان أن القوى الكانتونية المليشاوية غالبا ما ستكون مقلقة للمتحكم الامريكي على الداخل العربي ومسببة عدم الاستقرار الداخلي وتخليق حروب عربية عربية مستقبلا على الدوام
من هنا كان لترامب الصعود للحكم كتمهيد لفرض الفوضى الخلاقة المخلخلة لقواعد وشروط واسس توازن القوى الكبرى
لانتاج على اثرها قواعد واسس مغايرة لتلك الحاكمة للعبة التوازن الدولي للقوى الكبرى القائمة الى اليوم ، ووفقا
للرغبة الامريكية تكون امريكا قطبا فوق الاقطاب الاخرى ، وفي تكتلها لا وجود لشركاء نديين كأروبا ولكن كشركاء تايعين في التكتل العالمي القادم مقابل قطبي روسيا والصين فقط ، وكاد دور اوباما ان يضيع مسار المخطط الامريكي بحدوث خلخلة كل المعايير الاجتماعية والواقعية في المنطقة العربية وشكلت واقعا مناخات لدخول مشاريع عالمية وعربية مالية في تلك البلدان المخلخلة ، و مثل فترة بايدن بتعمق تلك الثغرات لهروب الاستقرار في المنطقة وانفلات حبال لعبة الصراع الداخلي من يد المظمة الدولية المقبوضة امريكيا ، وتزايد العداء لامريكا في دعمها الوقع والمشارك لاسرائيل في حربها الابادية للفلسطينيين واشهار الخطاب العنصري للصهيونية الاسرائيلية وممارساتها النازية الفاشية في حربها المضاد لكل القوانين الدولية لحماية الانسان وحقوق الشعوب
فعودة ترامب اعاد البوصلة لإعادة تخليق الشرق اوسط الجديد عبر لعبة حرب التدمير ودموية الابادة البشرية عبر وسيطها الاسرائيلي ، وبذا بعد تصفية القضية الفلسطينية وصعق القوة العسكرية الصاروخية تحديدا تكون عندها ايران وتركيا قد استبعدتا من وجودهما كشريك اعلى في الشرق اوسطية القادمة ، وباعتراف ترامب بقطبين فقط في لعبة توازن القوى عالميا ، ولذا ستبدأ مرحلة بدء صناعة قواعد وشروط النظام العالمي الجديد القادم بتصفية الحرب الاوكرانية لصالح روسيا مقابل عبثها في اعادة قبضها على المنطقة العربية ، وتستمر الادارة الامريكية على اعتماد تسويق الفوضى الخلاقة في الشرق الاسيوي وامريكا اللاتينية بينما تسعى الصين وروسيا نحو تخليق بدائل لسيادة تحكم الدولار واليورو على الاقتصاد والتجارة العالميين ، وبناء ممهدات خلق التكتلات الندية لتكتل القطب الامريكي الغربي على العالم .