تحليل أوكويان الأولي للتطورات بعد الهجوم الإسرائيلي على إيران
الحزب الشيوعي التركي
2025 / 6 / 17 - 00:16
شارك الأمين العام للحزب الشيوعي التركيTKP كمال أوكويان عبر حسابه في X تحليله الأولي للتطورات الأخيرة.
14 يونيو 2025
1.منذ البداية، أكدنا أن تغيير السلطة في سوريا - بصرف النظر عن العوامل الأخرى - يتماشى مباشرة مع خطط إسرائيل ومصالحها. بطبيعة الحال، يجب الاعتراف بالمنافسات والتناقضات بين القوى التي طالبت بهذا التغيير ويسّرته. ومع ذلك، في بعض الأحيان تصبح هذه النزاعات الداخلية مجرد تفاصيل وتفقد أهميتها. في نهاية المطاف، خرجت إسرائيل والمملكة المتحدة والولايات المتحدة منتصرة في سوريا. يعمل أحمد الشرع حاكمهم المعين لدمشق.
2. أولئك الذين يدعون أن "تركيا قد فازت" في سوريا ليسوا على صواب الا إذا كانوا يقصدون ب "تركيا" أرباح شركات البناء والطاقة والأسلحة والمنسوجات والمواد الغذائية والشركات المماثلة. ولكن إذا أخذنا في الاعتبار مصالح الغالبية العظمى من المواطنين الأتراك، فمن الواضح أن تركيا خسرت في سوريا.
3. من الواضح أن ما جلبته الولايات المتحدة وإسرائيل إلى هذه المنطقة ليس سوى نهب و سلب واحتلال وحرب و مذابح . لا يمكن إنكار :أن تكون متواطئا أو تساعد في عمليات هذين البلدين جريمة ضد الإنسانية.
4. بشكل مأساوي، ولكن تمشيا مع طبيعة الرأسمالية، حتى مع ضعف الإمبريالية الأمريكية، فإنها لا تزال قادرة على جعل العديد من البلدان تتنافس على "الصداقة" و"التعاون" معها. أصبح البحث عن حصة أكبر من الاقتصاد الذي تسيطر عليه الولايات المتحدة، ومحاولة تجنب الابتزاز والتهديدات من خلال تعاون مشؤوم، وتأمين السلامة من خلال إعادة توجيه العداء الأمريكي تجاه الآخرين قاعدة قياسية تقريبا في العلاقات الدولية.
5. قد يحمل حساب حكومة حزب العدالة والتنمية - أي أن كسر نفوذ إيران في المنطقة وسوريا سيفتح طريقا لتركيا - بعض المنطق. ومع ذلك، فإن الثمن الذي يطالب به الثنائي الأمريكي الإسرائيلي، الذي يطالب الآن بحرية شن الحرب إلى جانب قوات حلفاءهم، في أي مكان ويتجاهل جميع القواعد حول الحدود والخرائط، "لترك تركيا وشأنها" سيكون مميتا لشعبنا.
6. إن المواءمة مع الولايات المتحدة، والتعاون معها، وحساب الفوائد المفترضة لهذا التعاون ليس سوى تذوق الفاكهة السامة. عندما هاجمت إسرائيل جارتنا إيران أمس، وقفت وراءها الاستخبارات والخدمات اللوجستية والأسلحة والدبلوماسية الأمريكية. ولكن ما هي الدول على بعد آلاف الكيلومترات التي تعاونت مع الولايات المتحدة لتقديم هذا الدعم؟ لم يتم قبول تركيا في حلف شمال الأطلسي عن طريق الصدفة؛ لم يتم إنشاء قواعد إنجيرليك وكورسيك وغيرها من القواعد للاستعراض؛ و تصريحات مثل "نحن على وفاق جيد جدا" لم يتم الإدلاء بها دون سبب.
7. لا يوجد بديل سوى مسائلة النظام الاستغلالي الحالي، القائم على "المصالح الخاصة"، التي تهدف إلى إبعاد تركيا عن محور الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وحلف شمال الأطلسي. لا توجد رأسمالية جيدة؛ بدون محاربة الرأسمالية، لا يمكن للمرء أن يكون مناهضا للإمبريالية حقا.
8. هذا هو بالضبط ما شجع العدوان الإسرائيلي الأمريكي الذي أطلق العنان للدمار في جميع أنحاء المنطقة لسنوات. يعلم الجميع أن التحركات الأمريكية الأخيرة والهجوم الإسرائيلي على إيران يهدفان إلى إضعاف وعزل الصين، منافستهم الرئيسية. فلماذا يفشل ما يسمى "التحالف الصاعد الجديد" أو دول "الجنوب العالمي" في العمل معا ردا على ذلك؟
9. لا يمكن أن تكون الإجابة ببساطة "إنهم يريدون تجنب حرب كبيرة". هل هناك بدائل للحرب؟ بالتأكيد. لكن قوانين الرأسمالية لا تسمح بذلك. أدت حروب السنوات الأخيرة والغزوات وتغييرات النظام - مدفوعة في الغالب بالإمبريالية الأمريكية - إلى توسيع التأثير الاقتصادي للصين في هذه البلدان والمناطق، بغض النظر عن نتائجها. بغض النظر عن نظام البلد أو سجل السياسة الخارجية، يمكن اعتبار تطوير العلاقات الاقتصادية خيارا "سلميا" للسياسة الخارجية. ولكن في العالم الإمبريالي، تولد المنافسة الصراع حتما، لذا فإن السلام غائب بشكل أساسي. سعت الإمبريالية الأمريكية، مع أو بدون ترامب، إلى وقف الزخم الذي يعمل لصالح الصين - وهي تفعل ذلك الآن. سؤال ترامب المتكرر، "هل نحن حمقى؟" يعكس هذا الواقع.
10. فلماذا لا يوجد موقف حازم ضد إسرائيل بينما تنفذ الولايات المتحدة هذه العمليات الدموية؟ يتطلب هذا السؤال إجابة شاملة. دعونا ننظر في جانب واحد فقط: نعم، إيران حاسمة بالنسبة لروسيا والصين، ولكن إسرائيل - ورأس المال اليهودي المنتشر عالميا - مهم أيضا بالنسبة لهما. على الرغم من تدهور علاقات الصين مع إسرائيل بسبب الأحداث في غزة، إلا أن العلاقات الاقتصادية الاستراتيجية لا تزال قائمة بين الاثنين. ينطبق الشيء نفسه على روسيا. أذكر أنه خلال حرب أوكرانيا، سمحت الولايات المتحدة لإسرائيل المفضلة لها بعدم المشاركة في العقوبات ضد روسيا.
11. عندما بدأت إسرائيل في ضرب إيران، تعكس الإدانات التي لا معنى لها ومجرد الدعوات إلى الحوار هذه العلاقات المعقدة. تحتفظ الهند، وهي عضو رئيسي في مجموعة بريكس، بعلاقات عميقة مع كل من الولايات المتحدة وإسرائيل.
12. أشارك كل هذه لأشرح أن مقاومة مبدئية من داخل النظام ضد الإمبريالية الأمريكية والصهيونية الإسرائيلية لا يمكن أن تظهر، وعندما يشكل الجميع نظام تحالفهم الخاص ويجرؤون على مواجهة حرب كبيرة، فإن ذلك لن يفيد البشرية بأي حال من الأحوال. أما بالنسبة لمن يدخل في تلك التحالفات، فلا ينبغي لأحد أن يتحدث بثقة كبيرة.
13 الإمبريالية هي نظام عالمي تهيمن عليه الاحتكارات متعددة الجنسيات. يتميز بالمنافسة والصراع والنهب والاستغلال العميق والحرب. في هذه البيئة، الضحايا والخاسرون هم دائما المضطهدون. ما لم ينهض العمال ويقاتلون من أجل أنفسهم - ما لم يتبنوا التضامن بدلا من الاقتتال الداخلي - لا ينبغي توقع العدالة والأخلاق والمبادئ والمثل الثورية من الدول التي تمثل حكم هذه الاحتكارات متعددة الجنسيات.