لنلحق الهزيمة بالفاشيّة ، لنقم بالثورة


شادي الشماوي
2025 / 6 / 14 - 00:20     

، مدوّنة المنظّمة الشيوعيّة الثوريّة ، المكسيك ، 2 جوان 2025Aurora Roja " الفجر الأحمر " /
جريدة " الثورة " عدد 909 ، 9 جوان 2025
www.revcom.us

ملاحظة الناشر : شريط الفيديو الناطق باللغة الإسبانيّة نُشر في الأصل على مدوّنة " الفجر الأحمر " ، لسان حال المنظّمة الشيوعيّة الثوريّة ، المكسيك . المحاضر هو أنجال سندوفال ، من حركة الثورة . ترجمة محاضرته إلى الأنجليزيّة أنجزها متطوّعون من موقع أنترنتrevcom.us على أساس شريط الفيديو المسجّل في 2 مارس 2025 في إطار فعاليّات معرض الكتاب الدولي – بلاسيو دى منريا ، مدينة المكسيك ، حيث كان لمنشورات الحزب الشيوعي الثوري كشك للأدب الثوريّ، خاصة أعمال بوب أفاكيان .
---------------------------------
" الفاشيّة في الولايات المتّحدة : آن الأوان للغضب العادل و الشرعي و التصميم الثوريّ . لنلحق هزيمة حاسمة بالفاشيّة و نضع نهاية للنظام بأكمله " . محاضرة لحركة " الثورة " في معرض الكتاب الدولي – بلاسيو دى منريّا ، مدينة المكسيك، 2 مارس 2025 .
المحاضرة :
الفاشيّة في الولايات المتّحدة : آن الأوان للغضب العادل و الشرعي و التصميم الثوريّ . لنلحق هزيمة حاسمة بالفاشيّة و نضع نهاية للنظام بأكمله

... و يعبّر بوب أفاكيان عن الواقع الحقيقي بشأن الوضع غير المسبوق الذى تواجهه الآن الولايات المتّحدة و يواجهه الآن العالم .، عندما يقول إنّ نظام ترامب 2025 ليس مجرّد إدارة أخرى تبلغ السلطة . هذه فاشيّة . إنّه خطر هائل على الناس هناك في الولايات المتّحدة ، هنا في المكسيك ، و حول العالم . و ليس هناك شيء إسمه إبرام سلام مع هذه الفاشيّة على أنّه شيء يفترض شرعيّا ناجم عن الانتخابات هناك في الولايات المتّحدة . ليس هناك من خيار آخر سوى إلحاق الهزيمة به . و هذا بالضبط ما يقاتل من أجله الشيوعيّون الثوريّون هناك ، المنظّمين في الهيئات الشيوعيّة الثوريّة من أجل تحرير الإنسانيّة . إنّهم يقاتلون لتعبأة الملايين لإلحاق الهزيمة بالفاشيّة بتوحيد و تعبأة كلّ شخص يمكن توحيده لبلوغ ذلك الهدف .
وهم يقاتلون أيضا للإطاحة ، بواسطة ثورة فعليّة ، بالنظام الذى فات أوانه و الإضطهادي الذى ولّد هذه الفاشيّة ، و من ثمّة تشييد نظام و عالم ممكن يكون أفضل بألف مرّة . لذلك يستحقّون منّا كلّ الدعم . و من الإستعجالي أن نقيم وحدة ثوريّة في صفوف الناس هناك في الولايات المتّحدة ، و هنا في المكسيك ، و حول العالم ، ضد الفاشيّة ، ضد النظام الرأسمالي – الإمبريالي الذى ولّد هذه الفاشيّة ، و في سبيل ثورة تحريريّة فعلا .
و يعود ذلك إلى أنّه ، مثلما شدّ> بوب أفاكيان في تحاليله الثاقبة ، في عالم اليوم ، نواجه خيارا بين مستقبلين ممكنين : شيء فظيع أم شيء تحريريّ حقّا . و تقول بعض الأصوات إنّ إدارة ثانية لترامب و حزبه الجمهوريّ الفاشيّ لن تكون سيّئة جدّا ؛ إنّه يتكلّم كثيرا فحسب . و الواقع نفسه يثبت لنا أنّ ذلك خاطئ . هذه الفاشيّة أعادت شحن نفسها ، وهي الآن تتحكّم في المحكمة العليا و كلّ من مجلس الشيوخ و الكنغرس و لديها خطّة كاملة " مشروع 2025 " ، لفرض الفاشيّة . و منذ اليوم الأوّل من عهدته الرئاسيّة ، ختم أكثر من مائة أمر تنفيذيّ ليطلق العنان لأجندته الفاشيّة و الكارهة للنساء و العنصريّة و الإمبرياليّة و الكارهة للمهاجرين ، و الكارهة للمثليّين و المتحوّلين و المزدوجين جنسيّا . وهو برنامج تقوده المعاداة المجنونة للعلم و الأصوليّة المسيحيّة . إنّهم يُنكرون وجود ارتفاع حرارة الكوكب و هم يطلقون إستغلالا بغير حدود للنفط و نهب البيئة ، بتبعات كارثيّة على الإنسانيّة و جميع الأنواع الأخرى على كوكب الأرض . و يرغبون في الإستيلاء على قنال البنما و على غرينلاند و على غزّة – بالإبادة الجماعيّة و التطهير العرقي للفلسطينيّين . و هو يروّج للتوسّع الإمبريالي السافر ، يزعم ترامب ، " لقد أنقذنى الإلاه لجعل أمريكا عظيمة من جديد ". وهو مصمّم على القيام بكلّ ما يلزم للحفاظ على الهيمنة الإمبرياليّة للولايات المتّحدة على منافسيها الإمبرياليّين في الصين و روسيا – مزيد مفاقمة خطر حرب نوويّة عالميّة ثالثة بتبعات رهيبة .
و منذ اليوم الأوّل ، صرّح ترامب بما يفترض أنّه حالة طوارئ قوميّة لتعبأة كلّ من الجيش و الحرس الوطني ليلاحقوا و يرهبوا المهاجرين . وهو يبحث عن سحب جنسيّة أطفال المهاجرين الذين لا يملكون وثائقا المولودين في الولايات المتّحدة. وهو يفتح معسكرات إعتقال جديدة على الحدود الجنوبيّة ن و حتّى في القواعد العسكريّة للولايات المتّحدة في غوانتانامو بكوبا . وهو يضغط على الحكومة المكسيكيّة و الرئيس المكسيكي كلوديا شاينباوم التي رغم خطابها القومي المزيّف ، تخضع لمطالبه بإرسال جنود للحدود الشماليّة للمكسيك ليقوموا بالعمل القذر لوكالة الهجرة التابعة للولايات المتّحدة ( ICE ) – القمع و السجن و الترحيل كلّ يوم لإخواننا و أخواتنا المهاجرين من البلدان المجاورة أو البعيدة . و قد شرعت شاينباوم بعدُ في عهدتها الرئاسيّة لمدّة ستّ سنوات ب مجزرة إقترفها الجيش المكسيكي في حقّ ستّة مهاجرين في التشياباس و إثنين آخرين في شواوا ، بيد أنّ الإمبرياليّة تطالب الآن بالمزيد .
في مواجهة كلّ هذا ، يرفع الشيوعيّون الثوريّون في الولايات المتّحدة شعار ، " باسم الإنسانيّة ، نرفض القبول بأمريكا فاشيّة " و لا يقولون " باسم الولايات المتّحدة " . و لا يقولون حتّى " باسم شعب الولايات المتّحدة ". يقولون بالأحرى هذا من منطلق موقف أمميّ صارم : هذا هو " باسم الإنسانيّة ".
و مثلما يشدّد على ذلك بوب أفاكيان في رسالته للسنة الجديدة المتوفّر لدينا هنا لكلّ من يرغب في الحصول عليها : لم يعد الوقت وقت القبول بفاشيّة ترامب / الماغا هذه على أنّها شرعيّة و البقاء في إطار طريقة سير الأشياء في ظلّ هذا النظام ، كما يدعو قادة الحزب الديمقراطي و ممثّلون آخرون تقليديّون للطبقة الحاكمة الناس إلى ذلك . و نحن نضيف باسم حركة الثورة و منظّمة الشيوعيّين الثوريّين ، المكسيك ، أنّه من واجبنا كذلك أن لا نقبل بتواطؤ الحكومة المكسيكيّة التي أعلنت أنّها ستتعاون مع إدارة ترامب الفاشيّة وهي فعليّا تتعاون معها .
و بالنسبة إلى الذين يحاججون بأنّ يجب العمل مع ترامب لأنّه كسب الانتخابات ، لنُشر إلى أنّ هتلر هو الآخر صعد إلى الحكم بواسطة الانتخابات . هل كان سيكون صائبا التعاون مع النازيّين إذن ؟ لآ . ما من انتخابات يمكن أن تشرعن الفاشيّة. و يسترسل أفاكيان ليقول ، " ليس زمن منعطف داخلي و محاولة " الإعتناء بالذات " و الحال أنّ طاغوت فاشيّة ترامب / الماغا يكسب القوّة و يسحق الجماهير الشعبيّة . إنّه زمن التواصل مع جميع الآخرين الذين يشعرون بذات الغضب إزاء فاشيّة ترامب / الماغا – زمن عمل جماعي و صراع فيه تضحية بالنفس من أجل المصلحة الأعظم : المصلحة الأعظم لإلحاق الهزيمة بالفاشيّة . " ( رسالة على وسائل التواصل الاجتماعي ، الثورة عدد 111 ) . إنّه زمن الغضب الثوريّ العادل و الشرعي و التصميم على إلحاق الهزيمة بالفاشيّة و النظام برمّته .
كيف يمكن إلحاق الهزيمة بهذه الفاشيّة ؟ بتعبأة عشرات الملايين من الناس في الولايات المتّحدة ، متّحدين مع أناس حول العالم ، لينهضوا و يخلقوا أزمة سياسيّة حادة بحيث لا يستطيع ترامب الحكم و تطبيق أجندته الفاشيّة . و هذا ممكن لأنّ ملايين الناس في الولايات المتّحدة يكرهون ترامب و الفاشيّة . و على العكس تماما لما تسعى وسائل الإعلام التضليليّة لجعلنا نعتقده ، ترامب لم يكسب الغالبيّة الغالبة في الانتخابات . في الواقع ، لم يكسب إلاّ بمجرّد 1.6 بالمائة من الأصوات. الولايات المتّحدة بلد منقسم إلى بلدين : بين الذين يساندون الفاشيّة و تفوّق البيض و التفوّق الذكوريّ و جنون رجعيّ متطرّف آخر ، من جهة ؛ و من الجهة الأخرى ، الذين يكرهون هذا الإضطهاد و يرغبون في وضع نهاية له و هم يعدّون عشرات الملايين من الناس . ‘نّهم الذين خرجوا جماهيريّا للإحتجاج على مقتل جورج فلويد سنة 2020 . هؤلاء هم الناس الذين خرجوا إلى الشوارع للإحتجاج على الهجمات على المهاجرين و دفاعا عن المثليّين و المزدوجين و المتحوّلين جنسيّا ، و ضد الأوامر التنفيذيّة و ما إلى ذلك . و هذه الإحتجاجات عادلة و شرعيّة و إيجابيّة لكن هناك حاجة إلى المزيد . هناك حاجة إلى حركة مصمّمة ليس فقط من أجل الإحتجاج بل من أجل الإطاحة بالفاشيّة . و الشيوعيّون الثوريّون يقاتلون بالضبط لتعبأة ملايين الناس في هذا النضال .
و بوسعكم إلقاء نظرة على الكراريس التي لينا هنا . و كذلك بوسعكم إقتنائها من الكشك عدد 714 و الحصول عليها من على الأنترنت من موقع revcom.us . معظمها مجانا . و هناك تعثرون على مختلف أصناف التحرّكات المؤثّرة التي ينظّمها الشيوعيّون الثوريّون مع آخرين . و الوقت لا يسمح لى بأن أق>ّم لكم سوى مثال واحد بهذا المضمار .
قبل تدشين تسلّم ترامب للسلطة ، واجه الشيوعيّون الثوريّون الفاشيّين الذين ينظّمون قوافلا لتخويف المهاجرين و هرسلتهم. حينما تكون مهاجرا في الولايات المتّحدة ، لا خيار لديك للشغل سوى الوقوف خارج Home Depot و عندما يقتنى الناس حاجياتهم ، ينادونك و يأخذونك للعمل . حسنا ، ذهب الفاشيّون إلى هناك لهرسلة عمّال النهار ، لذلك نظّمت الهيئات الشيوعيّة الثوريّة مسيرة ، اليد في اليد و الكتف في الكتف ، لإيقاف هرسلة الفاشيّين لعمّال النهار ، قائلين لهم ،" لن نتراجع أمام هذا التخويف و هذه الهرسلة " و عديد الحرفاء الذين كانوا سيقتنون سلعا خرجوا من سيّاراتهم ، و إلتحقوا بالرفاق و الرفيقات و ساروا معهم في مظاهرة لإيقاف هرسلة عمّال النهار . و تراجع الفاشيّون و إضطرّوا على مغادرة المكان . و إحتفل عمّال النهار بهذا الإنتصار الصغير و أخذوا يتحدّثون مع الشيوعيّين الثوريّين . و تسلّموا مطويّات و مناشير من الشيوعيّين الثوريّين . هذا مجرّد مثال وحيد ، و بوسعكم البحث عن المزيد و المزيد على وسائل التواصل الاجتماعي بصدد ما يجرى في الولايات المتّحدة .
و شدّد أفاكيان أيضا على أنّ هذه الفاشيّة وليدة هذا النظام الرأسمالي – الإمبريالي . و واقع أنّ هذا النظام في الولايات المتّحدة إتّخذ تعبيرا متطرّفا بإيصال النظام الفاشيّ إلى السلطة ، مظهر من مظاهر الطبيعة الفاسدة لهذا النظام ككلّ . إنّه نظام يجب الإطاحة به بواسطة ثورة إن كان ليوجد مستقبل للإنسانيّة . و بالتالي ، يُعلن الشيوعيّون الثوريّون أن هذا النظام برمّته فاسد و غير شرعيّ ، في بيان ،" نحتاج و نطالب ب : نمط حياة جديد تماما و نظام مغاير جوهريّا " . و هم يقاتلون لتنظيم و تكوين آلاف الثوريّين المتسلّحين بفهم و تحليل الشيوعيّة الجديدة التي طوّرها بوب أفاكيان ، لقيادة الملايين في الثورة لإلحاق الهزيمة بالنظام الرأسمالي- الإمبريالي و تفكيكه و إنشاء نمط حياة جديد و نظام إشتراكي جديد .
إنّ نظام الرأسماليّة – الإمبرياليّة السائد عبر العالم اليوم فظيع حتّى في شكله المفترض ديمقراطي ، وهو ليس أكثر من دكتاتوريّة مقنّعة للطبقة الرأسماليّة الحاكمة . و يتجسّد هذا في الإبادة الجماعيّة الوحشيّة و الدمويّة الإسرائليّة – الأمريكيّة ضد الشعب الفلسطيني المقترفة في ظلّ إدارة جو بايدن و الحزب الديمقراطي . و الفاشيّة ، من الناحية الأخرى ، هي الدكتاتوريّة الرأسماليّة – الإمبرياليّة الإضطهاديّة و القمعيّة بعدوانيّة الباحثة عن سحق أيّ معارضة أو مقاومة سحقا عنيفا. إنّها التعبير المتطرّف عن النظام الحقود و الذى فات أوانه الذى يضطهد الناس و يحطّم الحياة عبر العالم . إنّه نظام لا يمكن إصلاحه . يجب التخلّص منه ، و يمكن التخلّص منه بواسطة الثورة . أجل ، ثورة حتّى في الولايات المتّحدة ، في قلب الغول الإمبريالي ، يا رفاق و يا رفيقات . بإمكانكم أن تسألوا : " كيف يمكنكم الحديث عن في حين أن الفاشيّين قد إستلموا السلطة للتوّ ". لأنّ ، كما جرت الإشارة إلى ذلك ، عشرات الملايين في الولايات المتّحدة يكرهون الفاشيّة ؛ و يرغبون في وضع نهاية لكلّ هذا القدر من الإضطهاد و الجنون ، لكن ذلك لا يمكن وضع نهاية له في ظلّ هذا النظام . و السبيل الوحيد للناس هو الخروج من الإطار الذى يفرضه هذا النظام ، و الإطاحة به . و على هذا النحو فقط يمكن إنشاء نظام آخر و عالم أفضل بكثر . و الآن نحن نعيش زمنا نادرا حيث الثورة ممكنة أكثر في الولايات المتّحدة . و مردّ ذلك أنّ الطبقة الحاكمة في الولايات المتّحدة غارقة في صراعات داخليّة ، بين الجناح الفاشيّ الذى يمثّله الحزب الجمهوريّ ، و الجناح الذى يمثّله الحزب الديمقراطيّ .
و مثلما يحلّل بوب أفاكيان ، الواقع هو أنّ هذه التناقضات و النزاعات داخل الولايات المتّحدة ، فو العالم ككلّ ، ستستمرّ في التسبّب في الإضطرابات و الإنفجارات – مقوّضة إستقرار هذا النظام . و في خضمّ هذا الوضع المتفاقم ، قوّة ثوريّة متنامية و واعية و صامدة و مصمّمة متكوّنة من الآلاف بمقدورها أن تصلّب عودها و تعزّز نفسها على أساس علميّ و أن تبني القدرة على تشكيل الوسائل الضروريّة للتعاطى مع و القتال عبر التحدّيات الصعبة لإعداد الأساس و قيادة ملايين الناس في ثورة تحريريّة ضروريّة لإنهاء هذا الجنون و إنشاء شيء أفضل بكثير .
و للتعمّق في أساس و إمكانيّة ثورة فعليّة في البلد الإمبريالي الأعتى في العالم ، أنصح بالكرّاس الذى أصدره الشيوعيّون الثوريّون و الذى يعرض الإستراتيجيا و المقاربة ، " الثورة : بناء أساس الهجوم الشامل ، بفرصة حقيقيّة للظفر ، توجّه إستراتيجي و مقاربة عمليّة . " و بوسعكم الحصول عليه من على هذه الطاولة ، و لدينا نسخا منه أيضا في الكشك . ننصحكم بالحصول عليه فهو يعرض نظرة شاملة لكيفيّة القيام بالثورة في الولايات المتّحدة و مقاربة ملموسة بهذا الصدد.
و أيضا ذات أهمّية كبرى هي أعمال بوب أفاكيان التي أشرنا إليها و أخرى متوفّرة لدينا ، ذلك أنّ بوب أفاكيان قائد ثوريّ أمميّ نادر صهرته النضالات الثوريّة لستّينات القرن العشرين و سبعيناته و لم يتوقّف أبدا عن الحديث عن هذا النظام الإجرامي و القتال من أجل الإطاحة به . لهذا يحبّه ناس يبحثون عن مخرج من كلّ هذا الجنون . و من ناحية أخرى ، ليس مفاجأ أنّه مكروه من ناس يحاولون إبقاء الشعوب أسيرة النظام السائد راهنا .
بوب أفاكيان مؤلّف الشيوعيّة الجديدة – شيوعيّة جديدة و تقدّم نوعيّ في علم الثورة . لم يقم بصياغة إستراتيجيا للإطاحة بالنظام الحالي فحسب و إنّما عرض خارطة طريق لمجتمع إشتراكي جديد تحريري مُجسّد في " دستور الجمهوريّة الإشتراكيّة الجديدة في شمال أمريكا " – و لدينا نسخ منه هنا . و بالرغم من أنّ هذا الدستور ينطبق على المنطقة الترابيّة التي هي الآن الولايات المتّحدة ، فله عديد المظاهر المناسبة عالميّا لمجتمع إشتراكي جديد أكثر ثوريّة و تحريرا ، متعلّما من المكاسب العظيمة و إنّما أيضا من الأخطاء الجدّية للثورات الإشتراكية السابقة .
مجتمع آخر ، عالم آخر مغاير راديكاليّا و أفضل بكثير ممكن . ليس علينا أن نستمرّ في الحياة على هذا النحو ، بهذا الكمّ من الفظائع و الإضطهاد ، بتهديدات لوجود الإنسانيّة ذاته إعتبارا لأزمة البيئة و تهديدات الحرب النوويّة ، و بقدر كبير من الجرائم ضد النساء و مطاردة المهاجرين ، و مئات آلاف القتلى و المختطفين في المكسيك ، و ملايين القتلى بلا ضرورة حول العالم بسبب الحروب و المجاعات . مجتمع آخر ممكن . و ثمّة حاجة ملحّة لذلك ، أيّها الرفاق ، أيّتها الرفيقات .
و مثلما يشير بوب أفاكيان ، في المستوى الحالي لتطوّر المجتمع ،
" ما من سبب وجيه للماذا أيّ شخص في أيّ مكان من العالم ، يتعيّن أن يعرف الجوع أو يُحرم من السكن اللائق و الرعاية الصحّية و الحاجيات الأساسيّة الأخرى – أو العيش في خوف مستمرّ من فقدان هذه الحاجيات .
ما من سبب وجيه لهذه الحروب التي لا تنتهى و للتسريع في تدمير البيئة و هذا النظام هو المسؤول عن كلّ هذا .
ما من سبب وجيه للماذا يتواصل الليل الطويل الذى إنقسمت فيه الإنسانيّة إلى سادة و عبيد ، و وقّع جلد جماهير الإنسانيّة و ضربها و إغتصابها و قتلها و تقييدها و سحقها بالجهل و البؤس .
ما من سبب وجيه لكلّ هذا ، لكن هناك سبب أساسيّ : واقع أنّ العالم و جماهير الإنسانيّة لا يزالان بعدُ مجبرين على للتواجد في ظلّ هيمنة هذا النظام الرأسمالي – الإمبريالي .
هذا النظام عبثيّ تماما – عبثيّ إجراميّا و وحشيّا – و فات أوانه كلّيا : لقد إنتهى تاريخ صلوحيّته ، فات وقت كان بوسعه فيه أن يؤدّي إلى أيّ شيء إيجابيّ بالنسبة إلى الإنسانيّة – و بالعكس ، بات يقف حاجزا مباشرا أمام تطوّر الإنسانيّة من كلّ هذا الجنون و الفظائع و العذابات غير الضروريّة . و صعود الفاشيّة في عديد البلدان الأخرى و كذلك في الولايات المتّحدة، علامة بارزة على الطبيعة هذا النظام الذى فات أوانه و الخطر المتصاعد الذى يمثّله بالنسبة إلى الإنسانيّة ككلّ . "
[ رسالة بوب أفاكيان للسنة الجديدة 2025 ]
تبحث فاشيّة الولايات المتّحدة عن فرض عنصريّتها و التفوّق الذكوري و إمبرياليّتها و برنامجها الديني الجنوني المعادي للعلم بالدم و النار ، و ليس في ذلك البلد فحسب بل عبر العالم .
و تدعو الحكومة المكسيكيّة لما يُفترض أنّه وحدة وطنيّة ، و إن كان بالتعاون مع الفاشيّة ، على أنّها السياسة الأفضل المفترضة . لا .لا ، لا تعاون مع الفاشيّة . حان الوقت للوحدة مع الأصدقاء الحقيقيّين ضد الأعداء الحقيقيّين . حان وقت الوقت لتوحيد شعوب كلّ البلدان ، ليس مع حكوماتها و طبقاتها الحاكمة التي تمثّل و تدير هذا النظام الذى فات أوانه ، و إنّما ضد النظام الرأسمالي – الإمبريالي و ممثّليه ، و ضد الفاشيّة التي أفرزها هذا النظام . و بالتالي ، نتبنّى الشعار المركزي للشيوعيّين الثوريّين ، و عملهم مع أخواتنا و إخواننا على الطرف الآخر من خطّ التاريخ و في وحدة مع رفاقنا .
و أسألكم أن تعيدوا معى هذا الشعار : " باسم الإنسانيّة " . لا أستطيع السمع، أيّها الرفاق و الفيقات . " باسم الإنسانيّة " [ الحضور " باسم الإنسانيّة " ] . " نرفض القبول بأمريكا فاشيّة " . [ الحضور، " نرفض القبول بأمريكا فاشيّة " ] . " هذا النظام بأكمله فاسد و غير شرعيّ " . [ الحضور ، " نرفض القبول بأمريكا فاشيّة " ] . " نحتاج و نطالب ب " [ الحضور، " نحتاج و نطالب ب " ] . " نمط حياة جديد تماما " [ الحضور ، " نمط حياة جديد تماما " ] . " و نظام مغاير جوهريّا " . [ الحضور ، " نظام مغاير جوهريّا " ] .
شكرا ، أيّها الرفاق و الرفيقات .