بوب أفاكيان – الثورة عدد 121 : ... ما هي الأهداف و الأولويّات الفعليّة – توحيد كلّ من يمكن توحيدهم في هذا النضال الحيويّ لإلحاق الهزيمة بفاشيّة ترامب / الماغا بُغية إنشاء شيء أفضل بكثير ... أم معارضة و تشويه الآخرين الذين يعملون بلا كلل و لا ملل للقيام بذلك ؟


شادي الشماوي
2025 / 6 / 12 - 13:26     

جريدة " الثورة " عدد 909 ، 9 جوان 2025
www.revcom.us
يُطرح هذا السؤال الجوهريّ الآن بحدّة على هذه " الحركات التقدّميّة " و أصناف " الفوضويّين " و من يسمّون أنفسهم " يساريّين " الذين إنخرطوا في إنعزاليّة إنتهازيّة غير مبدئيّة : ما هي الأهداف و الأولويّات الفعليّة – توحيد كلّ من يمكن توحيدهم في هذا النضال الحيويّ لإلحاق الهزيمة بفاشيّة ترامب / الماغا بُغية إنشاء شيء أفضل بكثير ... أم معارضة و تشويه الآخرين الذين يعملون بلا كلل و لا ملل للقيام بذلك ؟
هذا بوب أفاكيان – الثورة عدد 121 .
في رسالتى الأخيرة ( عدد 120) ، ناقشت الهجمات الإنتهازيّة على موقع أنترنت منظّمة " لنرفض الفاشيّة " /RefuseFascism.org – بما يقوّض و يخرّب جهودها الحيويّة الساعية إلى توحيد كلّ الذين يمكن توحيدهم في معارضة فاشيّة ترامب / الماغا [ جعل أمريكا عظيمة من جديد ] – و كيف أنّ هذه الهجمات تدور إلى درجة كبيرة حول تصوير شخصي على أنّنى نوع ما من " الوحوش " التي يجب عزلها و " إستنكارها " . و كجزء من هذا ، هناك الزعم السخيف و الباعث للسخط القائل أنّنى " عنصريّ " . و بينما من غير المفيد ، و خسارة للوقت ، أن نحاول الردّ على كلّ كذب تشويهي ضد " لنرفض الفاشيّة " و ضد الشيوعيّين الثوريّين و ضدّى أنا شخصيّا – أكاذيب تنبثق بإستمرار مثل القذارة من مرحاض معطّل – فإنّ تهمة أنّنى " عنصريّ " لا يمكن أن تبقى بلا ردّ .
و هنا مرّة أخرى ، من المفيد العودة إلى الواقع : خاصة واقع أنّه ، لأكثر من ستّين سنة – قبل حتّى أن يُولد معظم الذين يوجّهون لى هذه التهمة - بداية قد كرّست نفسى بنشاط و بحماس للقتال ضد الإضطهاد العنصريّ . و بالنسبة لكلّ شخص مهتمّ عمليّا بالحقيقة بهذا الشأن ، وقع التعمّق في هذا على نطاق واسع على موقع revcom.us ، بما في ذلك في مقال " بوب أفاكيان من أجل تحرير السود و تحرير الإنسانيّة قاطبة " وهو متوفّر أيضا كشريط فيديو ، موضوع حلقة خاصة من برنامج على اليوتيوب Youtube RNL ( Revolution, Nothing Less ! ) Show . ( و يمكن التوصّل إلى ذلك عبر قائمة حلقات ذلك البرنامج على اليوتيوب و عبر موقع revcom.us ).
لكن ، لا يهمّ ، التهمة تنتشر : " بوب أفاكيان عنصريّ ! " – لذا بداهة يجب أن يكون ذلك صحيحا ، رغم كلّ الأدلّة التي لا يمكن إنكارها على عكس ذلك .
و كذلك ، يتهمنى إنتهازيّون متنوّعون بكونى " سلطويّ " يؤكّد أنّ فقط ما أقوله هو المهمّ ، و أنّه يجب إتباعي إتّباعا أعمى. لا يهمّ واقع أنّ أعمال حياتي ، بما فيها " دستور الجمهوريّة الإشتراكيّة الجديدة في شمال أمريكا " الذى ألّفته ، تبيّن بوضوح أنّ هذا كذب محض هو الآخر .
و مع ذلك ، تهمة أنّنى طاغية " سلطوي " يجب أن تكون صحيحة لأنّ الناس ينشرون هذه الإشاعة ، و بعد كلّ شيء الشعارات أهمّ من الأدلّة الفعليّة عن الواقع !
و هذه التهم المقرفة جزء أيضا من تاريخ قبيح ، بما في ذلك التاريخ الحديث . ففي سنة 2022 ، عندما تسرّب أنّ قرار المحكمة العليا القادم سينقلب على قانون رو مقابل وايد و يدوس حقّ الإجهاض ، تجمّعت سنسارا تايلور و آخرين يعملون مع الشيوعيّين الثوريّين مع أناس قادمين من آفاق سياسيّة مختلفة لدفع مبادرة " لننهض من أجل حقوق الإجهاض " RiseUp4AbortionRights ! التي قادت عشرات الآلاف في تعبأة و تحرّكات مصمّمة و جريئة و مبدعة ، داعية الناس على نطاق حتّى أوسع للإلتحاق بالقتال لإلحاق الهزيمة بالتحرّك المهدّد بالإنقلاب على حقّ الإجهاض . لم يقم الحزب الديمقراطي و المصطفّين معه بأيّ شيء إيجابي للإلتحاق بهذا النضال الحيوي من أجل حقّ الإجهاض و تعزيزه – في الواقع ، في الأساس شجّعوا على عكس ذلك – و بدلا من ذلك ، هم و وسائل الإعلام المصطفّة معهم ، و قطيع تافه من " حركة " إنتهازيّين ركّزوا جهودهم على خلق الأكاذيب و التشويهات التي تستهدف تقويض " لننهض من أجل حقوق الإجهاض "! و التعبأة الجماهيريّة التي كانت تقودها – مرّة بالتهجّم على نطاق واسع على سنسارا تايلور و الشيوعيّين الثوريّين ، و عليّ أنا شخصيّا بوجه خاص .
هذه القمامة قد وجدت طريقها حتّى إلى مدخل في ويكيبيديا عنّى أنا : إفتراءات و تشويهات مضمّنة هناك من قبل أناس لا مبادئ لديهم " مخرّبين " هذا المدخل – وهو شيء سمحت به ويكيبيديا بينما لم تسمح بتصحيحات مدعومة بأدلّة لهذه التشويهات الفظّة – حتّى و إن كان ذلك يمثّل خرقا لما يُفترض انّه من " مبادئ " ويكيبيديا . إنّه خاطئ تماما أن يُسمح بذلك و بالفعل أن يشجّع على ذلك من قبل " البوّابين " في ويكيبيديا – و بعدُ هذا شيء آخر عندما يكون هذا " مساهمة " من بعض الذين يزعمون أنّهم معنيّون بنوع ما من التغيير " التقدّميّ " ( أو السياسات " اليساريّة " ) لكن هكذا هي طبيعة و دور بعض الإنتهازيّين غير المبدئيّين المتقنّعين بأنّهم أناس يبحثون عن عالم أفضل !
و هذا يلحق ضررا كبيرا . لكن الواقع الأشمل هو أنّ هذا سيلحق تقريبا أكثر ضرر بكثير إن لم يكن من الثقافة الفاسدة كلّيا التي تكلّمت عنها و واقع أنّ عددا كبيرا جدّا من الناس الذين ينبغي حقّا أن يعلموا و يتصرّفوا بشكل أفضل ، إمّا يعانقون هذه الثقافة الفاسدة أو يخشونها و يخشون الذين يروّجون لها و يتاجرون بها بعدوانيّة .
و يتعيّن أن نقول أيضا أنّ هذا النوع من الثقافة و دوس المبادئ الأساسيّة المرتبطة به ، يوفّر جوّا مناسبا ، أرضا خصبة ، و إنفتاحات لها دلالتها للفاشيّين ، داخل الحكومة و خارجها ، و لآخرين يرغبون في تفكيك و تحطيم الحركات التي تعمل عمليّا من أجل تغيير إيجابيّ – كما بيّن تراجيديّا التاريخ المديد لهذه البلاد ( و لبلدان أخرى ) .
لماذا يعدّ هذا الآن ظاهرة لها دلالة سلبيّة – مع كلّ الضرر الحقيقي جدّا التي تتسبّب فيه ، خاصة و الحال أنّ الكثير من مثل هذه الأهمّية العميقة موقع رهان – هذا موضوع أساسا لوقت آخر . لكن إنّه بوضوح حال أنّ هذا لا يمكن أن ينفصل عن الطفيليّة ، و الفرديّة المتطرّفة المرتبطة بها ، اللتين ميّزتا هذه البلاد خاصة بطريقة بارزة للغاية لعقود الآن : " فوائد " التمتّع من الإستغلال الخبيث للجماهير الشعبيّة حول العالم ، لا سيما في البلدان الأفقر في العالم ، بما في ذلك أكثر من 150 مليون طفل ، الذين دون إستغلالهم " الاقتصاد الأمريكي العظيم " لن يكون تقريبا مزدهرا على هذا النحو ، حتّى و مراكمة الثروة في هذه البلاد لامتكافئة بشكل بيّن لمصلحة الأثرياء جدّا .
و في الوقت نفسه ، هناك عامل أنّه حتّى ضمن الذين يزعمون أنّهم يعارضون الرأسماليّة ، ثمّة إنخراط في " TINA " الفهم الخاطئ جوهريّا لكن المنتشر بأنّه " ما من بديل " لهذا النظام الذى هو فعليّا الرأسماليّ – الإمبرياليّة ، و التأكيد المترافق مع ذلك على أنّ الذين يعترفون منّا و يتصرّفون على أساس واقع أنّ هناك بديل راديكالي و تحريري ، يجب بالتالى أن يكونوا دغمائيّين مخدوعين و " طائفة " خطيرة ! هنا مرّة أخرى ، الواقع هو أنّ الذين يشدّدون على أنّ هذه النظرة المشوّهة لا يمكن أن تتصوّر عالما مغايرا راديكاليّا و أفضل بكثير لأنّهم لا ينطلقون من مقاربة علميّة للواقع الموضوعي ، و بدلا من ذلك يقعون أسرى و ينطلقون من أساس سطحيّ و ذاتيّ . و يرتبط هذا بالمعنى الضيّق للمصلحة الخاصة الذى يمثّل " الخطّ الأعلى " في كيف يقارب عدد كبير من الناس الأشياء .
بهذا المضمار ، هناك الرؤية الثاقبة التالية ، أطلقها شخص أجرى معه حديثا شيوعي ثوري حوارا مهمّا : يبقى الناس ببساطة على سطح الأشياء ، ثمّ يتوقّفون حين تغدو الأمور صعبة . هناك شعور واسع النطاق معادي للرأسماليّة لكنّه غالبا ما يترافق مع فكرة أنّه ليس بوسعنا عمليّا فعل أيّ شيء بهذا الصدد – لأنّه ، إن فكّرنا على نحو مغاير ، سيكون علينا القيام بشيء بهذا الشأن .
و مع ذلك ، في تعارض مع كلّ هذا ، جماهير الناس المحترمين تواجه الحاجة الملحّة ل " القيام بشيء بهذا الشأن " – حتّى و إن كان هذا " الشأن " ليس ( بعدُ ) كامل النظام الرأسمالي – الإمبريالي بل نظام ترامب الفاشي الذى هو الآن في موقع الحاكم ضمن هذا النظام .
و إنّه لإيجابي للغاية أنّ عددا هاما من الناس ، تماما الملايين من " الناس العاديّين " قد واصلوا التقدّم في إحتجاجات و مقاومة ضد الطغيان الفظيع لفاشيّة ترامب / الماغا .
لكن ...
لكن طالما أنّ الثقافة الفاسدة التي تكلّمت عنها تواصل تحديد إطار الأشياء – أو حتّى يتواصل تأثيرها تأثيرا له دلالته ، بما في ذلك ضمن أناس يبحثون عن معارضة فاشيّة ترامب / الماغا – يمكن لهذه الثقافة الفاسدة أن تنتهي إلى تحطيم أفضل جهود الناس الصرحاء و الجدّيين الذين تحرّكوا المرّة تلو المرّة لمعارضة هذه الفاشيّة و الذين يحتاجون إلى أن تتمّ تعبأتهم بطريقة أقوى حتّى ، في حركة غير عنيفة لكن مصمّمة و مستمرّة ، موحّدة حقّا كافة الذين يمكن توحيدهم و متجاوزة كلّ نماذج " فرّق تسُد " ، لأجل وضع نهاية للطغياة المتصاعد و الكابوس المتفاقم لنظام ترامب الفاشيّ .
أمّا بالنسبة إليّ أنا ، و بالنسبة إلى آخرين الذين يعملون بصراحة و جدّيا في سبيل تحقيق هذا الهدف الحيويّ ، سأنهى هذه الرسالة بترديد ما شدّدت عليه في رسالتى عدد 118 :
" للمضيّ قُدُما ، من الأهمّية و الضرورة الحيويّتين بمكان لكافة الذين يقولون إنّهم يعارضون فاشيّة ترامب / الماغا هذه أن ينخرطوا في علاقات مبدئيّة مع بعضهم البعض ، عاملين بلا كلل لتوحيد كلّ من يمكن و يجب توحيدهم لأجل إلحاق الهزيمة بهذه الفاشيّة ، و مقاربة الإختلافات في هذا الإطار و بهذا التوجّه . "