إلى رفيق الدرب الطويل الذي عشق نهر الحلة فطرب لخريره وغنى لمجراه المناضل الراحل الشاعر الكبير شاعر الألم الأستاذ (موفق محمد) الذي هو من قدم شمعة وجوده قرباناً لإنارة الطريق للسائرين إلى الموكب العابر أهدي هذه القطعة النثرية
فلاح أمين الرهيمي
2025 / 6 / 10 - 15:06
يا نهر هل نضبت مياهك فانقطعت عن المسير
يا نهر هل جفت روافدك الحسان فامتنعت عن الخرير
يا نهر كنت تخترق الرمال وتحفر الصخر
يا نهر كم طويت القفار بين المطبات والحفر
يا نهر كم اخترقت المنايا غير مبال بكلال وخطر
يا نهر كم اقتحمت البراري كأنك نورس سندسي الجناحين سابح في البحر
يا نهر كم تعرضت للعواصف فكنت الأسد الصامد الأغر
يا نهر كم توسدت صخرة نائماً فوق الحجر
يا نهر قد كنت بلبلاً في الروض تنشد الألم على أغصانها
يا نهر كنت تروي الورود والرياحين وتعطي من طيب رياها للأرواح عطرا
يا نهر كنت تضمد النفوس وأساها بهجة وتهدي للحزين سرورا
يا نهر كنت تداعب ضفافك الغر وتبث في الجماد شعورا
يا نهر كنت تفرد بالأناشيد أنغام مجراك فتبعث بالأرواح سحراً
يا نهر كانت تحلق فوق مجراك حمامات السلام ترسل الأمل والمحبة نورا
يا نهر كنت تهب الأرض جمالاً وتزرع الحب في الضفاف زهورا
يا نهر صوت السهارى يسألون الليل عنك والقمرا
يا نهر قد بكيناك أهلاً ورفاقاً وأصدقاءً في دموع الوداع جمرا