![]() |
غلق | | مركز دراسات وابحاث الماركسية واليسار | |
![]() |
خيارات وادوات |
|
الشرع وحلم الخلافة الإسلامية
الدول الغربية المهيمنة على العالم تأكد بعد كل ما وقع في سورية أن التطرف الإسلامي بكل تلويناته وجماعاته ونحله هو صناعة وتأليف ومساعدة وإنتاج له من أجل خدمة أجنداته واستراتيجته في العالم باستعمال الأيديولوجية الدينية للضبط وتجييش جحافل الأغبياء والمغفلين والفقراء والمهمشين والمضطهدين وتمويل هذه الجماعات المتطرفة المؤدلجة بفوائد الريع النفطي وتجارة المخدرات. كل هؤلاء المنخدعون بنوستالجيا الخلافة ليسوا سوى بيادق للتوظيف في مهمات قذرة مقابل سلطة خيالية مبهمة كطعم وهدف غير واقعي لن يتحقق أبدا فهل الدول الغربية غبية لتسمح للقتلة والمجرمين والإرهابيين بناء دولة الخلافة الإسلامية والعودة بالعالم العربي لزمن القرون الوسطى حيث العبودية والتخلف والسبي وانتشاهر الجهل وتطبيق الحدود؟ فهذه الدول تتحكم في كل شيء وتراقب وتوجه هذه البيادق وتستعملها فقط لتحقيق أهدافها وإذا رأت خطرا على مصالحها تتدخل فورا وتمحقهم محقا وتعتبرهم مارقين وتنعتهم بالإرهاب والتطرف سياسيا وإعلاميا وتحرك ضدهم كل العالم وتشرع القرارات الدولية لتلاحقهم وتحاصرهم ماليا وتؤلب الرأي العالم ضدهم. فهؤلاء المتطرفون يعتقدون أن أمريكا والدول الغربية عموما قد وافقت على مشروعهم لتحقيق الدولة الإسلامية وتطبيق الشريعة في سورية بعد انتصارهم الوهمي المفاجئ بدون قتال ومواجهة حقيقة مما زادهم غرورا وزهوا وقد يصطدمون قريبا جدا بما سيطلب منهم تنفيذه على حساب قناعة المواطن العربي السوري الدينية والوطنية والإجتماعية وسيتحطم حلمهم الطوباوي عندما يكتشف الشعب السوري هول المخادعة والكذب والمراوغة أما الجماعات المتطرفة التي تتوق حسب أدبياتها الأصيلة والمتأصلة في كيانها إلى رفع علم الخلافة على جميع عواصم الدول العربية من المحيط إلى الخليج فستفيق بعد غفوة السلطة والنوم في قصور السلطان وعلى فراش من حرير بأنها لم تعد تعرف حتى نفسها وقد باعت كل مبادئها وتاريخها وهي تعيش الوهم ومن المتوقع عند اقتسام الغنائم أن يختلف الإخوة فيصبحون أعداء وقد سقطت الكثير من الممالك والطوائف في الأندلس نتيجة لذلك وسورية الجماعات المتطرفة لا تبتعد كثيرا عن ذلك الواقع وقد تمر بفترة السلطان العضوض وظلمات التطبيق الأعمى لمبادئ الشريعة لضبط الرعية وترويضها وقد يتحول الجولاني بما يتحصل عليه من مبايعات من طرف أئمة وزعماء القاعدة وحتى داعش وبقاياها والإخوان المسلمون بعد أن ضاق الحال عليهم إلى خليفة للمسلمين ويصبح ملكا بعقال ودشدشة وبلغة ويرمي ماعون الصنعة الغربي كجلد الحرباء ونعله البراق في سلة المهملات بدار الآثار. وبعد سنوات قليلة سيكون مطالبا كما فعل السلف الصالح في فترة الإسلام المبكر وبعده بإعلان الجهاد والغزو والفتح للأقاليم المجاورة قبل فتح العالم تماشيا مع رسالة الإسلام كأمة ليس لها حدود فهل سيسمح له الغرب حتى يتحيل عليهم باستعمال التقية الدينية ويبني قوته الذاتية حتى يتحول إلى خطر داهم فذلك هو السؤال الجوهري؟
|
|