هجوم فظّ نموذجيّ على بوب أفاكيان و الشيوعيّين الثوريّين – و الحاجة الحيويّة لمعايير و طُرق مبدئيّة أرقى


شادي الشماوي
2025 / 6 / 7 - 22:12     

هجوم فظّ نموذجيّ على بوب أفاكيان و الشيوعيّين الثوريّين – و الحاجة الحيويّة لمعايير و طُرق مبدئيّة أرقى
الشيوعيّون الثوريّون ، جريدة " الثورة " عدد 908 ، 2 جوان 2025
www.revcom.us

يلجأ مقال حديث لهانا زيفين في جريدة n+1 إلى طُرق نموذجيّة غير مبدئيّة – و في الوقت نفسه سخيفة – في الهجوم على
بوب أفاكيان BA) ) و الشيوعيّين الثوريّين (revcoms ( الذين يقودهم . فمن جهة ، هذا المقال ذاته بالكاد يستحقّ الردّ
عليه . لكن ، ببعض الأشكال التي لها دلالتها ، يمثّل تكثيفا للطرق غير المبدئيّة للهجمات الإنتهازيّة التي تحتاج أن تُدحض بوُضوح و تلفظ بصرامة . و رغم – أو بالأحرى بسبب – المستوى الضحل الذى تنطلق منه ، الهجمات من هذا الصنف تتسبّب في ضرر حقيقيّ : التضليل عن القضايا الكبرى التي يحتاج الناس التعاطى معها بجدّية ، و تقويض العلاقات المبدئيّة ضمن الذين يحتاجون إلى أن يتوحّدوا بنشاط في النضال الإستعجالي لإلحاق الهزيمة بنظام ترامب الفاشيّ و ترحيله .
تُحاول زيفين أن تصبغ ب " الشرعيّة " ما تفترض أنّه أحكامها السلبيّة " العميقة " حول الشيوعيّين الثوريّين ، و بوب أفاكيان ، باللجوء إلى رواية مخادعة لبعض التجربة القصيرة نسبيّا التي عاشتها ، قبل عقدين ، في العمل مع بعض الشيوعيّين الثوريّين . و بصفة أخصّ ، يتقوّم هجومها في مقاربة إعتدنا عليها كثيرا في إحلال التفاعلات السطحيّة والإنطباعات الذاتيّة، و كذلك الإفتراءات بشكل تام – بما فيها إفتراءات " تجربة شخصيّة معاشة " - محلّ التحليل العلمي الجدّي . و هذا، بدوره، يستند إلى ( و يساهم " مساهمته " الخاصة المتواضعة في ) الثقافة الفاسدة السائدة – بما فيها معاداة الشيوعيّة الجاهل و غير العقلاني – و هذا ما يميّز طريقة عدد كبير من الناس في هذه الأزمان ، بمن فيهم الكثير من الذين يسمّون أنفسهم " حركات يساريّة و تقدّميّة " . و بصفة خاصة الآن ، هذا في تعارض حاد مع الطريقة التي نزلت بها الجماهير – بالملايين تماما – من الناس المحترمين ، و مع الطُرق الأخرى التي ظهرت في الإحتجاجات و المقاومة الشرعيّتين و العادلتين ضد الهجوم الفاشيّ لنظام ترامب ، و الحاجة إلى أن تصبح هذه التعبأة الجماهيريّة أكبر حتّى عددا و تأثيرا قويّا .
في المقال الهجومي لزيفين ، عديد تشويهاتها و إفتراءاتها ( أو لنضع ذلك بشكل أبسط ، أكاذيبها ) تهدف إلى منح نفس من " الشيء الحقيقيّ " و " سلطة " ل "روايتها " عن ما يسمّى " التجربة المعاشة " مع الشيوعيّين الثوريّين – و الكثير منها " تجربة " عمليّا لم " تعشها " . و لذكر مثال بارز ( و هناك العديد من الأمثلة – أنظروا الموقف المرافق حول هذا ) ، تزعم زيفين أنّه خلال زمن كانت قريبة من الشيوعيّين الثوريّين ، في السنوات الأولى من العقد الأوّل من الألفيّة الثالثة ، كان الناس يرتدون أقمصة كُتب عليها شعار " بوب أفاكيان يتكلّم ، الثورة – لا شيء أقلّ من ذلك ". الواقع هو أنّ تلك الأقمصة الحاملة لذلك الشعار لم توجد إلاّ بعد عقد لاحق ، بعد خطاب بوب أفاكيان تحت ذلك العنوان – في حين أنّ زيفين، بروايتها الخاصة ، كفّت بعدُ لمدّة طويلة عن التواصل مع الشيوعيّين الثوريّين . و مرّة أخرى ، خلق سيناريوهات كهذه – مقدّمة نفسها شخصيّا بصحبة أناس يلبسون تلك الأقمصة – هدفه إصباغ نفس من " الحقيقة " و " السلطة " على هذا المقال ، في حين أنّ مقالها عمليّا يزخر بالإفتراءات ، و كذلك بطُرُق أخرى غير مبدئيّة .
و تستخدم زيفين ذات أنواع الطرق غير المسؤولة و غير المبدئيّة في ما يُفترض أنّه روايتها عن تطوّر بوب أفاكيان كثوريّ و شيوعيّ ، بداية في ستّينات القرن العشرين و دوره في تطوير – و النضالات صلب – الحركة الشيوعيّة خلال تلك الفترة. و في هذا ، ترسم زيفن ثرثرة طفوليّة و كذلك " تحليلا " مزيّفا يتّسم بالجهل من سمات الناس الذين لا يملكون معلومات – فيما يمكن إيجاد نقاش ملموس و جدّي لهذا في البيوغرافيا الرسميّة Official Biographie لبوب أفاكيان و بشكل مفصّل أكثر في سيرته الذاتيّة التي خطّها بقلمه ، " من إيكي إلى ماو و أبعد من ذلك : رحلتى من أمريكا السائدة إلى شيوعيّ ثوريّ " ( و لو نظرت زيفن فعلا في السيرة الذاتيّة لبوب أفاكيان ، فإنّها تشوّه ما يقال هناك أيضا ، بما في ذلك ما تقع روايته في تلك السيرة الذاتيّة عن العلاقة الوثيقة لبوب أفاكيان مع قادة و أعضاء من حزب الفهود السود ، أثناء فترته الأولى، فترته الثوريّة ).
وهي تحافظ على فقدان المقاربة الجدّية و المبدئيّة ، لم تحاول زيفين أبدا أو تدّعى محاولة التفاعل نوع القضايا الحيويّة و الإستعجاليّة التي تُطرح ، مثلا ، في الجزء الأخير من رسالة بوب أفاكيان – الثورة عدد 118 على وسائل التواصل الاجتماعي و تحديدا على موقع @BobAvakianOfficial :
ما الذى يمثّله نظام ترامب هذا و ما يعنيه أنّه نظام فاشيّ ، و ما هو المصدر الأساسيّ لهذه الفاشيّة و الحلّ الجوهريّ للوضع الفظيع في هذه البلاد و العالم ككلّ -بما في ذلك المخاطر المتنامية المحدقة بوجود الإنسانيّة ذاته ، من خلال التدمير البيئيّ و تصاعد التهديدات بحرب نوويّة .
و بُعدٌ هام من هذا يشمل قضايا من مثل : هل تمثّل الشيوعيّة و سيرورة بلوغ الشيوعيّة حلاّ قابلا للحياة و مرغوبا فيه تواجهه الإنسانيّة ، و ما يمكن و يتعيّن تعلّمه من تاريخ الحركة الشيوعيّة بهذا الصدد ؟
بدلا من التركيز على مثل هذه المسائل الهامة ، في إنسجام مع تقليد قديم للعب على معاداة الشيوعية الجاهلة و غير العقلانيّة، تقدّم زيفين الحجّة المنحرفة بأنّه إن رفض شخص مثل بوب أفاكيان إدارة ظهره للحاجة إلى تغيير العالم بطريقة إيجابيّة جوهريّا ، بواسطة الثورة الشيوعيّة ، فيعزى هذا إلى ما يفترض دغمائيّته غير الملمّة بالواقع و إلى كونه قائد " متقادم " ل " طائفة " . و الواقع أنّه بدلا من التخلّى الحلّ الحقيقي الوحيد ، واصل بوب أفاكيان ، لعقود ، في تكريس نفسه للخوض في الردود على التحدّيات الهائلة و القضايا العميقة لتغيير ثوريّ تحريريّ حقّا للعالم ، بنظرة زيفين المخادعة إلى العالم ، كلّ هذا ، " دليل " على عدم فائدة بوب أفاكيان و سوئها . هل أنّ زيفين تدافع عن الحكم الذى لا أساس له و السهل بأنّه ، إعتبارا لكون الثورة لم تحدث في هذا البلد ، في كافة السنوات منذ ستّينات القرن العشرين ، فهذا في حدّ ذاته إشارة إلى أنّه يجب أن يوجد شيء خاطئ سياسيّا مع الذين يواصلون الإعتراف بالحاجة إلى – و البقاء مصمّمين على الإجتهاد عبر جميع الصعوبات المهيبة ، للقيام ب – الثورة التحريريّة ؟ هل أنّ زيفين عمليّا تعتقد أنّ القيام بثورة حقيقيّة و تحريريّة فعلا – خاصة في الولايات المتّحدة التي لعقود كانت أقوى بلد رأسمالي - إمبريالي في العالم – سيكون أو يتعيّن أن تكون" سهلة "؟ أم هل أنّ زيفين لا تهتمّ ببساطة بالقضايا الكبرى مثل كيفيّة بلوغ تحرير الإنسانيّة من الليل المظلم المديد الذى إنقسمت فيه الإنسانيّة إلى سادة و عبيد ، و جماهير الإنسانيّة كانت معرّضة إلى كابوس إضطهاد لا ينتهى ؟ ( و ، بالمناسبة ، ممّا يميّز قيادة بوب أفاكيان كان التلخيص الصريح للأخطاء المقترفة بما فيها التي إقترفها هو ، و إنجاز تلخيص علمي صريح ليس للأخطاء ذاتها فحسب ، و إنّما لماذا إقتُرفت هذه الأخطاء ، كي يمكن للناس على أوسع نطاق ممكن أن يتعلّموا من ذلك . )
حسب " منطق " زيفين ، يشكّل نوعا ما علامة على نضج و عقلانيّة كبيرين ( عندما يعنى حقّا عقلنة بائسة و مهينة ) القبول ببقاء هذا النظام من الفظائع ألا وهو الرأسماليّة – الإمبرياليّة – و البحث ، في الأقصى ن عن نوع من التغيير المحدود ضمن حدود هذا النظام الرهيب - مع ترافق هذا بجهل محزن ( و عنيد ) هجمات غير مبدئيّة ضد الذين رفضوا القبول بهذا العالم كما هو ، الذى يعترف بالحاجة إلى ، و تواصل تكريس النفس لإنشاء تغيير ثوريّ جوهريّ ، أبعد من الحدود الرهيبة لهذا النظام .
و بالتوازي مع هذا ، زيفين تشنّ هجوما كبيرا على – و تعتبر أنّ كلّ شخص آخر ينبغي كذلك أن يشعر بالإهانة - المواقف التالية على موقع أنترنت www.revcom.us : " بوب أفاكيان أهمّ مفكّر و قائد سياسي في عالم اليوم " . و : " لماذا بوب أفاكيان مهمّ جدّا ؟ " إلى جانب واقع أنّه القائد الوحيد في هذه البلاد يتحدّث عن ثورة حقيقيّة – و إلى جانب واقع أنّه عمليّا يقود سيرورة العمل فعليّا من أجل هذه الثورة – ما أنجزه بوب أفاكيان ، مع تطوير الشيوعيّة الجديدة ، أهمّيته تاريخيّة عالميّة . و بالفعل ، هو إطار كامل جديد لتحرير الإنسانيّة . ما من أحد آخر أنجز ما أنجزه بوب أفاكيان . "
بجلاء ، المقصود من هذه المواقف له صلة بمسائل ذات أهمّية كبرى و بالفعل تاريخيّة عالميّة : هل سيُنكر شخص جدّي و محترم أنّها ذات أهمّية تاريخيّة عالميّة سواء " إن كان عمليّا جرى تطوير " إطار جديد تماما لتحرير الإنسانيّة " ؟ و بناء على هذا ، سواء كانت هذه المواقف بشأن بوب أفاكيان صحيحة أم لا أمر في حدّ ذاته يكتسى أهمّية كبيرة جدّا . و الواقع هو أنّ بوب أفاكيان قد طوّر عمليّا إطارا جديدا تماما لتحرير الإنسانيّة . لكن الحكم على ما إذا كان ذلك حقيقيّا أم لا يتطلّب أوّلا و قبل كلّ شيء الإنشغال بتحرير الإنسانيّة ؛ و يتطلّب بعض الوقت ، لأجل إيجاد أساس الوصول على حكم عقلانيّ بشأن ذلك . و مستوعبين هذا ( رغم قدر كبير من الأدلّة على عكس ذلك ) تقرّ زيفين عمليّا أهمّية النزاهة الفكريّة ، الإجابة النزيهة الوحيدة التي يمكن أن تقدّمها لمسألة ما إذا كانت هذه المواقف حول بوب أفاكيان صحيحة أم لا ، هو : " لا أعلم . لا أستطيع القول لأنّنى لم أقم بالعمل للحصول على قاعدة ضروريّة لتقييم هذا . لكنّى سأدرس الأمر بعمق و جدّية لأنّ أهمّيته موضوعيّة ".
لبوب أفاكيان مجموعة كاملة من الأعمال ( معظمها متوفّر على موقع أنترنت revcom.us ضمن قسم الأعمال المختارة لبوب أفاكيان BA’s Collected Works ) . ما هو العمل من هذه الأعمال الذى تفاعلت معه زيفين بجدّية ( أو تفاعلت معه أصلا ) ؟ هل إطّلعت على كتاب " الشيوعيّة الجديدة " ، أو على كتاب " إختراقات ..." ؟ أو على " دستور الجمهوريّة الإشتراكيّة الجديدة في شمال أمريكا " ، و ما يقول عن أهمّية المعارضة و كذلك الصراع الفكريّ و الثقافيّ ؟ و ماذا عن " شيء فظيع ، أم شيء تحريريّ حقّا " ؟ أو كتابات بوب أفاكيان عن القانون و فقه القانون ؟ أو ما خطّه بوب أفاكيان بشأن العلم أو الدين أو الثقافة ( بما في ذلك الرياضة ) ؟ أو مقال " دستور الولايات المتّحدة : نظرة مستغلّين للحرّية – ملاحظات مضافة ( و مقدّمة مقتضبة ) " ؟ أو التحليل و الخلاصة النقديّين الذين أنجزهما بوب أفاكيان في علاقة بالتجربة الإيجابيّة و السلبيّة للحركة الشيوعيّة ، في " كسب العالم ..." ( قبل أكثر من أربعين سنة الآن ، و ذلك في ثمانينات القرن العشرين ) ، وصولا إلى الوقت الحاضر ؟
تُشير زيفين في معرض كلامها إلى إنخراط بوب أفاكيان في حركة الخطاب الحرّ ( FSM ) في جامعة كاليفرنيا ، بركلي سنة 1964 . هل قرأت مقال بوب أفاكيان ، " أفكار من وحي حركة الخطاب الحرّ : حول التحوّل إلى ثوريّ " ( محيّن في 14 أكتوبر 2024 )، الذى ينطوى على نقاش لكيف أدمج بوب أفاكيان مبادئا هامة من حركة الخطاب الحرّ في تطويره للشيوعيّة الجديدة ؟
ما رأي زيفين بصدد موقف بوب أفاكيان بكون الشيوعيّة الجديدة :
" تدحض بصفة شاملة و هي مصمّمة على أن تجتثّ من الحركة الشيوعيّة الفهم و الممارسة السامين بأنّ " الغاية تبرّر الوسيلة " . إنّه مبدأ و حجر أساسي في الشيوعيّة الجديدة أنّ " وسائل " هذه الحركة يجب أن تنبع من و أن تنسجم مع " الغايات " الجوهريّة لإلغاء كافة الإستغلال و الإضطهاد بواسطة ثورة مقادة على أساس علميّ . "
طوال عدد من العقود الماضية ، في خطابات و كتابات ، قدّم بوب أفاكيان تحليلا حيويّا في ما يتّصل بالقوّة الصاعدة و الخطر الحقيقي جدّا للفاشيّة في هذه البلاد . و في السنة و نصف السنة الفارطين ، علاوة على مواصلة الكتابات ( المتوفّرة على منصّة revcom.us ) المعالجة لمروحة عريضة من المسائل الهامة ، أصدر بوب أفاكيان أكثر من مائة رسالة على وسائل التواصل الاجتماعي على موقع @BobAvakianOfiicial ) ، تعالج كذلك مسائلا سياسيّة و فلسفيّة و أخرى إيديولوجيّة هامة ، و توفّر تحليلا و قيادة في وقتهما في علاقة بتطوّرات العالم و " الأحداث الجارية " ذات الدلالة ، مركّزا هذه السنة بوجه الخصوص على الخطر الذى يمثّله و الفظائع التي يرتكبها نظام ترامب الفاشي و الحاجة إلى و قاعدة نضال جماهيري غير عنيف لكن مصمّم و مستمرّ لإيجاد ظروف حيث يتمّ ترحيل هذا النظام من السلطة ، قبل أن يتمكّن من تعزيز حكمه الفاشي تعزيزا تاما و تنفيذ حتّى المزيد من الطغيان بلا قوانين لا حدود له .
يبدو أنّ زيفين ليس لديها شيء له دلالته تقوله عن كلّ هذا . هي إستفزّها واقع أنّ إسم بوب أفاكيان يظهر عدّة مرّات على صفحة إستقبال موقع revcom.us ن بينما على اتلك الصفحة ذاتها هناك رابط لبلوغ أعمال بوب أفاكيان حول مسائل مفاتيح ، تشمل أكثر من عشرة مواضيع هامة . هل إطّلعت زيفين على أيّ من هذا ؟ هل بوسعها بشكل خاص ، في علاقة بأيّ من أعمال بوب أفاكيان، أن تقول ما هي المحاور و الحجج الأساسيّة و ما يقوله بوب أفاكيان للتوسّع في الموضوع و إعطاء أمور ملموسة و حجج ملموسة عن هذه المحاور ؟
على الأقلّ كان على زيفين أن تشاهد أشرطة الفيديو التي يعرض فيها بوب أفاكيان آرائه – و بيانه للسنة الجديدة 2025 و الحوار الصحفي من جزئين الذى أجراه مع سنسارا تايلور . إلاّ أنّه بدلا من التفاعل مع مضمونها الهام ، تنخرط في ثرثرة سخيفة بشكل لا يصدّق و بأسلوب صحيفة شعبيّة سخيفة ليس لديها ما تقوله عن مظهره ( بما في ذلك الإقتراح الساذج بأنّه يمكن أن يكون قد أجرى عمليّة جراحيّة ) ! هذا هو مستوى الذى إنحدر إليه الإنتهازيّون الذين لا يستطيعون أو لا ينوون أن يتفاعلوا بجدّية مع مضمون ما يمثّله بوب أفاكيان و عديد أعماله الهامة .
و كما هو متوقّع ، إستنتاج زيفين المنحرف هو أنّ كافة جهود الشيوعيّين الثوريّين " تخدمه " – تخدم بوب أفاكيان . و مرّة أخرى ، الواقع هو أنّ كافة أعمال بوب أفاكيان و قيادته ، و أعمال الذين يتبنّون و يطبّقون القيادة التي يقدّمها ن تخدم تحرير الإنسانيّة – كما هو الشأن في إسم الهيئات الشيوعية الثوريّة من أجل تحرير الإنسانيّة ! تحريرها من آلاف السنين من الإستغلال بلا رحمة و الإضطهاد الوحشيّ ، و العذابات الرهيبة التي تتعرّض لها جماهير الإنسانيّة ، و الطريقة المريعة التي يُفرض بها هذا في عالم اليوم . أن يكون شخص مثل زيفين غير مهتمّ بهذا التحرير – أو على الأقلّ لا لا ينوى التفاعل بخطاب مبدئي بهذا الصدد – نقيصة بارزة من جانبها . لكن عندما ( لردّ صدى مارك تواين ) يختار زيفين إستخدام " المزيج المثالي من الجهل و التكبّر " في الهجوم على الذين يعترفون بالحاجة الملحّة و الطابع التحريري العميق لما يمثّله تطوير بوب أفاكيان للشيوعيّة الجديدة – هذا يمضى أبعد من مجرّد الإخفاق الشخصيّ من جانب زيفين . و مثلما شدّد على ذلك بوب أفاكيان في رسالته على وسائل التواصل الاجتماعي - الثورة عدد 118 ، عند الحديث عن هذا الصنف من الهجوم الإنتهازي غير المبدئي ، " كان على الدوام ضارا و هو كذلك بالخصوص عندما توجد حاجة إستعجاليّة لوحدة جميع من يمكن توحيدهم في القتال لوضع نهاية لنظام ترامب الفاشيّ . و العمل بالطريقة العكسيّة – شنّ هجمات لامبدئيّة على الذين ينبغي بناء وحدة معهم في القتال ضد فاشيّة ترامب / الماغا [ MAGA = جعل أمريكا عظيمة من جديد ] – لا يلحق ضررا كبيرا فحسب عامة و إنّما كذلك يساعد بالملموس النظام الفاشيّ و طغيان فظائعه الرهيبة . "
أن تتمكّن زيفين من نشر مثل هذا المقال بتوقّع أن تُؤخذ على محمل الجدّية ، لسوء الحظّ ، تعليق بائس على ثقافة فاسدة مهيمنة اليوم ، بما فيها ضمن الكثيرين من ما يسمّون أنفسهم تيّارات " تقدّميّة " و " يساريّة " . لكن مجدّدا ، مهما تلاعب مقال زيفين بثرثرة من مستوى متدنّى ، فإنّ الأكاذيب و الإفتراءات و الطرق اللامبدئيّة عموما – و مهما كانت جدّية الشخص و مبدئيّته الذى سيغريه إستبعاد مقالها على أنّه مجرّد زبالة نتنة – فإنّ الضرر الحقيقي قد حصُل بهذا النوع من الهجمات التي تنغمس فيها زيفين . و مثلما كتب بوب أفاكيان في تحدّيه لكاثرين ستيوارت [ بوب أفاكيان القائد الثوري و مؤلّف الشيوعيّة الجديدة يتوجّه بتحدّى لكاترين ستيوارت ] ، ما نحتاجه ، لا سيما الآن ، في تعارض مع الإنتهازيّة السهلة و التدميريّة السائدة إلى درجة كبيرة – هو الإنخراط في و التطبيق الصريح ل " خاصة بشأن أمور قيّمة و ذات أهمّية ، فإنّ التعبير عن الإختلافات ينبغي أن يكون قائما على التفاعل الجدّي مع ، و التشخيص النزيه لمواقف الآخرين الذين يختلف معهم المرء ". و : " ثمّة أهمّية خاصة لهذا الآن ، في ضوء الحاجة إلى توحيد كلّ من يمكن توحيدهم في معارضة فاشيّة ترامب / الماغا – شيء كلّ الناس المحترمين ( بمن فيهم أولئك الذين يحملون وجهات نظر مختلفة بشكل له دلالته في ما يتعلّق بالطبيعة الجوهريّة للنظام الذى يحكم هذه البلاد ) ينبغي الإقرار به على أنّ ضرورته ملحّة . "
---------------------
أكاذيب مقال هانه زيفين المنشور في جريدة n+1 و إفتراءاته :
يتعيّن أن يكون واضحا أنّ القائمة التالية من الأكاذيب و الإفتراءات في مقال زيفين أنّها و الناشرون لتلك الجريدة لم يقوما بالتثبّت الأساسي في الوقائع في الهجوم الفظّ لزيفين على بوب أفاكيان و على الشيوعيّين الثوريّين . إليكم هنا وقائع أساسيّة لا يختلف حولها إثنان عن أخطاء زيفين :
- كتبت زيفين أنّها سُئلت " هل ترغبين في حضور عرض لشريط بيتاماكس سوبر 8 لمحاضرة لبوب أفاكيان ؟ "
سنة 2003 ، لم تكن هناك " محاضرات لبوب أفاكيان " مسجّلة في أشرطة . هذا محض كذب .
- كتبت زيفين أنّ " بوب أفاكيان " فرّ إلى فرنسا لتجنّب التهم بالإجرام في ما يتّصل بالهجوم على ضابط شرطة في إحتجاج سنة 1979 ( سُحبت التهم سنة 1982 ) ." هذا بالتمام مفبرك و كذبة مضلّلة . ما جدّ فعلا معروض في فقرة منفصلة لاحقا.
- كتبت زيفين ، " كان ثلثا من المعتادين يلبسون أقمصة الشيوعيّين الثوريّين ،إمضاء الحزب بالأسود مع برتقالي متدرّج و جميع الحروف بالحجم الكبير تقول أشياء مثل بوب أفاكيان يتكلّم : الثورة – لا شيء أقلّ من ذلك ! "
كما جرت الإشارة إلى ذلك في نصّ المقال أعلاه ، الأقمصة الحاملة لهذا الشعار لم تُصنع إلى سنة 2013 عقب خطاب بوب أفاكيان تحت ذلك العنوان .
- كتبت زيفين ، " تقريبا مرّة في الأسبوع ، تُجلب الكراسي التي كانت مطويّة لتشكّل صفوفا أمام جهاز بثّ و شاشة لعرض بعض المادة المرتبطة ببوب أفاكيان : خطاب قديم لأفاكيان حول ماو ، أو فيديو حديث لأفاكيان في فرنسا متوجّها مباشرة للكاميرا بأفكاره عن حرب العراق ، أو بعض الصور البيضاء و السوداء من ريتشموند ، كاليفرنيا حيث برز أفاكيان في ستّينات القرن العشرين ."
لم يوجد شيء مثل " فيديو حديث لبوب أفاكيان في فرنسا متوجّها مباشرة إلى الكاميرا بأفكاره حول حرب العراق ."
- كتبت زيفين :
" لم أُشِر إلى أنّنى كنت أحبّ والديّا ، لكنّى فعلت . " هل عليهم أن يموتوا " سألت " عندما تأتى الثورة ؟ " لقد بدت مصدومة. " أجل ؟ " قالت ، ربّما كانت غير متأكّدة ، أو ربّما كانت متأكّدة لكنّها لم ترغب في إخافتى ".
و هكذا كان وقتى منقسما بين NION و RCYB : أوقفوا الحرب ، أعدّوا للحرب القادمة . كان هذا بالنسبة إليّ عسيرا على الفهم . نحن ضد الحرب لكنّنا نحتاج إلى حرب لنتحرّر ؟ و في نهاية المطاف سأتعلّم قول ، " لا حرب عدا الحرب الطبقيّة".
ما من أحد بفهم أدنى لموقف الشيوعيّين الثوريّين كان سيقول مثل هذه الأشياء . شيء مثل " لا حرب عدا الحرب الطبقيّة " – موقف إقتصادي / إقتصادوي فجّ " لم يكن أبدا موقفنا . و نهائيّا ، ليس هكذا نصوغ المسألة المعقّدة للحرب العادلة و الحرب غير العادلة . هذا أشبه بالموقف الفجّ و " اليساري " الزائف لبعض الإنتهازيّين " الإشتراكيّين " أو الفوضويّين .
و كذلك ، لا نقيّم و نتكلّم عن مسائل جدّية متّصلة بالثورة بمصطلحات خاطئة و ذاتيّة مثل ما إذا كان قريب هذا الشخص سيكون هدفا للثورة . الثورة التي نتحدّث عنها و نناضل من أجلها ، ليس تستهدف ( أو تثأر من ) أفراد ، حتّى من الطبقة الحاكمة – فما بالك بأقرباء أناس منخرطين في الثورة ! و مثلما أكّد على ذلك بوب أفاكيان في عديد المناسبات ( و بالعودة إلى عقود خلت ! ) ، هدف هذه الثورة ليس الثأر البتّة – بل التحرير – و سيرورة المواجهة الثوريّة ( إن أمكن القول ) ستعنى إلحاق الهزيمة بمؤسّسات فرض حكم هذا النظام الإضطهادي – و كجزء من ذلك ، بلوغ تفكيك له دلالته لتلك المؤسّسات و كسب أجزء منها . ( أنظروا ضمن أعمال أخرى توضّح هذا ، " الثورة : بناء أساس الهجوم الشامل بفرصة حقيقيّة لتحقيق الظفر : التوجّه الإستراتيجي و المقاربة العمليّة "، للشيوعيّين الثوريّين .)
في تعليق جانبي بائس ، كتبت زيفين : " حتّى قسم شرطة مدينة نيويورك يظنّ أنّ لدينا حشود تبلغ الأربعين ألف شخص في هذه المظاهرة الوحيدة البارزة ( القاعدة لدي الشيوعيّين الثوريّين هي أخذ العدد الذى تصدره الشرطة و مضاعفته ) ."
هذا غلط . الشيوعيّون الثوريّون صارمون بشأن تقديم الوقائع الفعليّة و ليس تشويه الواقع خدمة لغاية سياسيّة ( ما تقوم به زيفين على طول هذا المقال ) .
- كتبت زيفين أنّ رسالة ألكترونيّة بلغها في المدّة الأخيرة تطلب منها " هل بوسعك الحديث باسم الشيوعيّين الثوريّين في مظاهرة الأسبوع القادم ؟ "
هذا محض تشويه . متطوّع من مكتبة " كتب ثوريّة " راسل عددا من أساتذة جامعة كاليفرنيا ، بركلى بشأن مظاهرة يتمّ الإعداد لها من أجل " تحرير محمود خليل " و ضد فاشيّة ترامب / الماغا . و لم يُطلب من زيفين أن تتكلّم " باسم الشيوعيّين الثوريّين " ، و إنّما بأن تتكلّم من أفقها هي عن منتهى الخطر الفاشي الذى نواجهه . و قد أخطأ هذا المتطوّع في أنّه إعتقد أنّ زيفين كانت جدّية في ما يتعلّق بوقف قمع الأصوات الموالية لفلسطين ، و قد ترغب في الإنضمام إلى آخرين من آفاق متباينة ن لتتحدّث بصوت عال ضد هذا .
مسألة حقيقة هامة – فضح التشويه الإنتهازي :
على خلاف ما يدّعيه أصناف من الإنهازيّين المفتقدين للمعلومات ( و ذوى النوايا السيّئة ) ، في ما يتّصل بالتتبّع العدلي الجدّي الذى واجهه بوب أفاكيان في بدايات ثمانينات القرن العشرين ، إنّه لم " يقفز على الكفالة " ليتجنّب تتبعه في هذه القضيّة . الوقائع الصحيحة هي التالية :
نتيجة هجوم الشرطة على مظاهرة في واشنطن دى سى ، ضد زيارة القائد التحريفي الصيني ( الشيوعي الزائف ) ، دنك سياو بينغ سنة 1979 ، وُجّهت لبوب أفاكيان و عديد الآخرين ( من المدافعين عن ماو تسى تونغ ) تهما إجراميّة جدّية . و قد عرفت القضيّة المتعلّقة بهذه التهم مارحل مختلفة . و عند نقطة معيّنة ، وقع إسقاط التُهم لكن تاليا ، أُعيد توجيهها . في بدايات ثمانينات القرن العشرين ، طلب بوب أفاكيان ، وهو في المنفى بفرنسا ، اللجوء السياسي هناك . و في الوقت نفسه، لم يوجد وضع في علاقة بهذه القضيّة تخلّف فيه بوب أفاكيان عن الحضور إلى المحكمة عندما طُلب منه القيام بذلك ؛ و في نهاية المطاف ، جرى سحب هذه التُهم .
و لم يرتبط طلب بوب أفاكيان اللجوء السياسي في فرنسا بهذه القضيّة العدليّة فحسب و لم يرتهن به فحسب و إنّما كان معتمدا على إطار أوسع من القمع و التهديدات الممنهجة ضد حرّيته و حياته – كلّ هذا بيّنته بشكل تفصيلي الوثائق المرافقة لمطلبه . و هذا المطلب للجوء السياسي في فرنسا تمّ رفضه ، بوضوح على أساس أنّ منح بوب أفاكيان ، مواطن أمريكي ن اللجوء السياسي نتيجة قمع سياسي في الولايات المتّحدة ، كان سيُشكّل إحراجا له دلالته ل " الديمقراطيّة " الأمريكيّة و حكومتها . و أثناء السنوات التالية لهذا الوضع الخاص ، واصل بوب أفاكيان تقديمه للقيادة العمليّة الحيويّة و كذلك النظريّة للثورة التي نحتاجها لإنشاء تغيير راديكالي و تحريري للولايات المتّحدة و في نهاية المطاف للعالم بأكمله - قيادة مكثّفة في إختراق الشيوعيّة الجديدة التي طوّرها بوب أفاكيان.