الحج بين الإحتيال و التبرك بالنيزك


كوسلا ابشن
2025 / 6 / 6 - 22:11     

قبل الاسلام كان الأعراب تحج الى الكعبات المنتشرة في مختلف مناطق الحجاز, و لسلامة الحجاج إتفق الأعراب عن عرف يحترم من جميع القبائل, بعدم الإعتداء و الحروب في أربعة أشهر و تسمى بالأشهر الحرام تمارس فيها التجارة بين القبائل بحرية كما يسمح فيها بالحج الى الأماكن المقدسة بالنسبة إليهم من دون تعريض حياة الحجاج للخطر. يقول جواد علي: " كان الناس يزورونها ويتقربون اليها ويذبحون عند أصنامها ويطوفون حولها ويلبّون تلبية الصنم الذي يطوفون حوله. والحج إلى مكة والى البيوت المقدسة الأخرى, مثل بيت اللات في الطائف وبيت العزُى على مقربة من عرفات وبيت مناة وبيت ذي الخلصة وبيت نجران وبقية البيوت الجاهلية المعظمة". إقترن موسم الحج بالتجارة التي كانت نشيطة في موسم الحج, و من دونها لم يكن للمكيين مورد إقتصادي آخر. لتنشيط هذا المجال و إزدياد أرباح تجار مكة من البيع و الشراء, عمل هؤلاء على جمع أكبر عدد من آلهة القبائل في الكعبة لجلب أكبر عدد من الحجاج من مختلف القبائل للقدوم الى مكة و التقرب من آلهتهم, بهدف إستفادة تجار مكة بالتجارة معهم. تحدث كاتب القرآن حول هذه التجارة المربحة, في سورة قريش/ ( 3. 4 . 5 ): " فليعبدوا رب هذا البيت, الذي أطعمهم من جوع, و أمنهم من خوف".
توحيد القبائل و توحيد الآلهة في آله واحد (الله), أدى الى هدم كل الكعبات عدا كعبة مكة و شرع الإله الجديد لفريضة الحج الى الكعبة المكية, و أصبح الحج ركن من أركان الدين, فرض على المسلمين أن يقوموا به, و لو مرة في حياتهم, بعدما كان إختياريا عند الأعراب قبل الإسلام. بقيت مناسك و شعائر الحج قبل الإسلام من دون تغيير في العهد الإسلامي, بإستمرار مظاهر الوثنية في السعي بين الصفا والمروة, و قضاء مناسك عرفة, و الطواف حول الكعبة سبع مرات و تقبيل و التمسح بجدرانها و تقبيل و لمس الحجر الأسود ( النيزك) و التبرك به. و تستكمل مناسك و شعائر الحج بالذبيحة المقدمة للآلهة للتقرب منها.
الحج قبل الإسلام و بعده ليس مجرد زيارة الأماكن المقدسة و التقرب من الآلهة الصنمية فقط, بل جوهره الأساسي هو الجانب الإقتصادي, قديما كان الحج يدر على تجار مكة الأرزاق و الأرباح. بفضل الحج إزدهر سوق عكاظ في هذا الموسم, الذي إقترن بجني البلح و كذا إزدهار تجارة البعير و الآصنام ( آلهة الأعراب), و بهذا إغتنى تجار مكة من أرباح تجارتهم بفضل موسم الحج. هناك تجارة آخرى كانت مزدهرة في موسم الحج, و هي الدعارة (صاحبات الراية البيضاء). يقول الدكتور سيد القمني في كتابه: (الأسطورة في التراث/ ص 165): "تزيدنا اللغة تأييدا في تعبير (موسم الحج) فإن كلمة (الموسم) تعني زمن الاحتفال (بالوسم) أو إحتفالات (الخصب). و (المومس) هي المرأة الموسومة بالزنا, مع ملاحظة إنتشار الموامس في مكة قبل الإسلام". عدا صاحبات الراية البيضاء, كان هناك بين الحجات, نساء كان هدفهن من الحج هو الحمل و الإنجاب, في هذا الصدد يقول الدكتور السيد القمني في كتابه ( الأسطورة في التراث /ص 162): "كان ذلك التجمع لممارسة الجنس الجماعي طلبا للغوث والخصب". و لهذا كانت النساء يحكن فروجهن بالحجر الأسود ( النيزك). يقول سيد القمني في نفس المرجع : " هناك رواية إسلامية: إن الحجر الأسود كان أبيض ولكنه إسود من مس الحيض في الجاهلية. أي أنه كان هناك طقس لدى الجاهليين تؤديه النساء في الحجر, وهو مس الحجر الأسود بدماء الحيض, و قد كان دم الحيض عند المرأة في إعتقاد الأقدمين هو سر الميلاد, فمن المرأة الدم, ومن الرجل المني, ومن الإله الروح".
مكة التي قال عنها القرآن أنها واد غيرذي زرع, أصبحت مركز إقتصادي و ديني بفضل وجود الكعبة فيها ( بيت آلهة الإعراب). والكعبة كما تقول الخرافة الإسلامية بناها إبراهيم و إبنه إسماعيل, و رغم أكذوبة كاتب القرآن, إلا أن كعبة ابراهيم هدمت و لم يبقى منها شيْ بسبب عوامل طبيعية مثل السيول و التعرية. و بنى المكيون بيت أخر لألهة الأعراب, و قد دمرتها مجانيق الحجاج بن يوسف الثقفي و قد سبق أن أحرق بيت الآلهة في حرب ابن الزبير و يزيد ابن معاوية, لعدم قدرة الآله الجديد (الله) من حماية بيته, مثلما حمته آلهة اللآت و العزة و غيرهما من آلهة الكعبة بإرسالها لطير الأبابيل لمنع جيش أبرهة من هدم الكعبة, (كما روته الخرافة الإسلامية). قدسية الكعبة خرافة أعرابية تستغل دينيا للضرورة الإقتصادية و لمصالح سادة مكة قديما و حاليا تستغل من طرف آل سعود المستفيدين الوحيدين من عائدات موسم الحج و العمرة. لا قدسية لعبادة جدران الكعبة و عبادة الحجر الأسود (النيزك).
الحجر الأسود: حسب الخرافة المحمدية: ( إن الحجر الأسود, قد نزل من الجنة مع آدم, وقد كان أبيض, ثم أسودَّ, بسبب ذنوب بني آدم, فقد روى الترمذي عن ابن عباس وصححه الألباني: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: نزل الحجر الأسود من الجنة وهو أشد بياضًا من اللبن, فسودته خطايا بني آدم). (الحجر الأسود يوجد فى الركن الجنوبى الشرقى للكعبة من الخارج, وهو مبدأ الطواف ومنتهاه)عن موقع إسلام ويب.
النيزك ( الحجر الأسود) بسبب إختلاف مظهره عن الأحجار العروفة لدى الأعراب إتخذوه الجهلاء آلها يعبدونه و خصصوا له مكانا في بيت الآلهة ( الكعبة), و قد إعتقد الأعراب أنه قضيب آله القمر الذي عبده أعراب الحجاز, و لهذا كانت النساء تحك به طلبا للخصب. عبادة الحجر الأسود مشابهة لعبادة الصخرة السوداء في الهندوسية و هي ترمز الى قضيب آله شيبا.
النيازك (الأحجار السوداء) تسقط في كل مكان و زمان, و منها جنوب لمورك و تجارتها مربحة, لكنها من دون قدسية و لا بركة. من المضحك أن تشاهد حاملي الشواهد العلمية مثل الجيولوجية و الفزيائية و غيرهما من العلوم, يتهافتون لتقبيل النيزك (الحجر الأسود) و التبرك به, ( علماء و جهلاء).
ما زال موسم الحك و تقبيل الجدران (العبادة الوثنية ), يستغل من طرف آسرة آل سعود لنشر الجهل و التخلف و الظلامية لتنويم الأغبياء, بهدف إستمرارية سرقة الملايير من الدولارات من مدخرات فقراء-أغبياء العالم. الحج المكي إحتيال رسمي يمارسه نظام آل سعود بشرعنة النصب على المسلمين المستحمرين بإسم الأوهام المقدسة.