رسالة مفتوحة عن أهمّية أعمال بوب أفاكيان إلى الأكاديميّين الذين يقاتلون الفاشيّة
شادي الشماوي
2025 / 5 / 23 - 20:47
The Bob Avakian Institute معهد بوب أفاكيان-
جريدة " الثورة " عدد 906 ، 19 ماي 2025
www.revcom.us
ملاحظة من ناشر موقع www.revcom.us: لقد نُشرت هذه الرسالة المفتوحة في الأصل على موقع معهد بوب أفاكيان.
------------------------------------------------
تحيّاتي ،
- أكتب لكم من خنادق قاعات الأكاديميّة المحاصرة – مجال من المجالات القليلة في هذا المجتمع حيث الفكر النقدي و البحث الحرّ و الحياة الفكريّة و سجال الأفكار و تحدّى الأفكار و السلطات السائدة ، و البحث المحموم عن الحقيقة لها قيمة و يتمّ التشجيع عليها و يمكن أن تزدهر على الأقلّ جزئيّا . و كلّ هذا يتعرّض إلى الهجوم من أقوى المسؤولين في التاريخ الإنساني ، بنسق خطير و بنزاع مطلق مع كلّ من حكم القانون و كذلك الضوابط العزيزة من النزاهة الفكريّة و الإلتزام العلميّ . و من أعمدة أجندا ترامب الفاشيّ ، شأنه في ذلك شأن الأنظمة الفاشيّة السابقة له ، إعادة تشكيل جوهريّ للدراسات العليا على صورته ، كمكان للولاء الأعمى للسلطة حيث يتعرّض للهجوم و القمع كلّ من البحث و التدريس الذين يتحدّيان شوفينيّة أمريكا أوّلا ، و الظلاميّة الأصوليّة المسيحيّة ، و إملاءات النهب الرأسمالي الذى لا يرحم و الذى يدمّر الكوكب .
- في هذه الأوقات المظلمة ، نحن مدعوّون إلى التصدّى لهذه الهجمات كجزء من منع التعزيز التام لفاشيّة الماغا [ MAGA = جعل أمريكا عظيمة من جديد ] . و سيتطلّب هذا نضالا جماعيّا و تضحية بالذات ، و تصميم و بعض الشجاعة الجدّية . لكن علينا أن نسأل أيضا و نناقش بروح ذهنيّة مفتوحة و فضول فكريّ ، بعض المسائل الكبرى . من أين أتت هذه الحركة الوحشيّة في كره الأجانب و ذات الأخلاق القروسطيّة و الولاء الأعمى ؟ لماذا إنضمّ إلى صفوفها ملايين الناس في هذه البلاد ؟ و ما الذي يقتضيه الأمر لبلوغ الملايين الأخرى التي تشعر بالقرف من ما يشاهدونه و تتطلّع إلى تغيير حقيقيّ ، و ليس " العودة إلى العادي " ؟ ألا يوجد سبيل للخلاص فحسب و إنّما أيضا يعبر بنا إلى عالم جريء للغاية و هو عالم جديد ممكن بتفوّق ؟
- لقد عمل بوب افاكيان على صياغة شيء لا تظنّون على الأرجح أنّه ممكن ، أو ربّما حتّى مرغوب فيه – شيوعيّة جديدة، تبنى على أفضل ما جدّ سابقا و مع ذلك تمضى أبعد و أبعد بكثير نحو مجال لم يسبق حقّا بلوغه . و بقيامه بذلك ، أحدث إختراقا بجملة أعمال و مخطّط لذلك العالم الجديد . مجتمع أين لا يسمح للناس أن يضعوا موضع السؤال أولئك في السلطة و يشجّعوا على ذلك فحسب و إنّما سيتمّ ذلك بتمويل من الحكومة للذين يعارضون سياسات الدولة . أولئك الذين كانوا مهمّشين عن تقرير توجّه المجتمع ، و عن التفاعل مع العلم و الأفكار ، سيمكّنون من قيامهم بمغامراتهم هذه . و من خلال سيرورة قيادة الناس لردم الهوّة التى تعود إلى آلاف السنين بين المضطهِدين و المضطهَدين ، أولئك الذين سيحكمون لن يتسامحوا فقط بل سيشجّعون و يرحّبون بالمعارضة . و الأفكار غير الشعبيّة لن تُقمع و إنّما سيقع نقاشها و التعلّم منها . و دور المثقّفين و العلماء و الأكاديميّين و الفنّانين و الكتّاب سيكون دورا مركزيّا في هذه السيرورة بطرق تختلف عن تلك التي كانت في المجتمعات الإشتراكيّة السابقة .
في خضمّ دوّامة فاشيّة تهدّد سحق أيّ حقائق تتحدّى مطلبها ب " جعل أمريكا عظيمة من جديد " ، و الناطقين بالحقيقة و الناشرين لها ، يجب أن نتصدّى معا و بكلّ طاقتنا ، موحّدين الناس من عديد الآفاق المختلفة . و مع ذلك مهما كانت أهمّية هذا الصراع ، ليس صراعا كافيا . فنحن نحتاج إلى نظرة إيجابيّة لعالم يستحقّ حقّا القتال من أجله ، عالم يُجبرنا ليس على وضع نهاية للهجوم على مؤسّسات التعليم العالي و على حكم القانون فحسب و إنّما أيضا يدعونا إلى تصوّر شيء أفضل بكثير بدلا عن ذلك . و الآن بالذات ، نحتاج إلى نقاش و جدال واسعين و نزيهين و جدّيين حول طريق التقدّم إلى الأمام . و الشيوعيّة الجديدة التي طوّرها بوب أفاكيان تمثّل مثل هذه النظرة . إنّها تواجه بلا تردّد و تعالج بعض القضايا الأكثر استعصاء و النقائص الأخطر للموجة الأولى من الثورات الشيوعيّة و المجتمعات الإشتراكيّة في القرن العشرين . إنّها إشتراكيّة تطلق العنان ، بدلا من إعاقة ، المثقّفين ؛ إشتراكيّة تدعو إلى النقاش الجماهيري و نزاع الأفكار ؛ حيث يسود حكم القانون . و هذه النظرة و هذه المجموعة من الأعمال و هذا القائد يتطلّبون إنتباهكم الجدّيّ . لكن لا تصدّقوا كلماتى : تفاعلوا معهم بأنفسكم . دعوهم يتحدّونكم . أجيبوا بأسئلتكم الأكثر تحدّيا و نقدا . و قوموا بذلك كجزء من حركة جماعيّة لمثقّفين و آخرين يعملون مع معهد بوب أفاكيان الذى يهدف إلى فتح جدال و نقاش حول الشيوعيّة الجديدة كجزء من مهمّته في الحفاظ على أعمال بوب أفاكيان و حمايتها و الترويج لها .
- و على وجه الخصوص ، أودّ أن أشير عليكم ب " دستور الجمهوريّة الإشتراكيّة الجديدة في شمال أمريكا " ( مشروع مسودّة ) ؛ و كرّاس : " فاشيّة ترامب / الماغا : ما الذى نواجهه حقّا ، و لماذا و ما الذى يجب فعله لإلحاق الهزيمة به قبل فوات الأوان " ؛ و الجزء الثاني من الحوار الصحفي الحديث لبوب أفاكيان مع سنسارا تايلور و عنوانه " الشيوعيّة الجديدة : نمط حياة جديد تماما و نظام مغاير جوهريّا " . و إلتحقوا بى و بآخرين في سلسلة متواصلة من النقاشات حول الفاشيّة و الرأسماليّة و الشيوعيّة الجديدة ، يحتضنها معهد بوب أفاكيان . سجّلوا هنا .
مع تضامنى معكم ،
جون هادلوند ، مدرّس علم اجتماع و متطوّع مع معهد بوب أفاكيان .