هل من بدليل للراسمالية ؟

ان الراسمالية كتشكيلة اجتماعية واقتصادية ،طبقية من الناحية الإقتصادية والاجتماعية والمالية والايديولوجية وان الاساس الإقتصادي والاجتماعي لها يقوم على الملكية الخاصة الاحتكارية لوسائل الانتاج.

إن الراسمالية لن تختلف عن التشكيلة الاجتماعية والاقتصاديه ::الاقطاعية والعبودية من حيث المبدأ والجوهر فهذه التشكيلات الاجتماعية والاقتصاديه تشترك بسمات رئيسة خاصة بهما وهي :: طبقية التشكيلة الاجتماعية والاقتصاديه ،الملكية الخاصة لوسائل الانتاج ،الاستغلال الطبقي ،الربح وتعظيمه لصالح الطبقة الحاكمة وحاشيتها.. بالدرجة الأولي ،ويمكن القول ان الراسمالية تعتبر متقدمة عن العبودية والاقطاعية في كثير من السمات الرئيسة وخاصة في ميدان الإقتصاد تحديداً

ان المجتمعات الطبقية هي مشعلة للحروب ورافضة للسلام والتعايش السلمي وان السبب الرئيس لذلك هو ان هذه المجتمعات الطبقية بشكل عام والمجتمع الطبقي البرجوازي ،الراسمالي بشكل خاص يعاني من التناقضات الرئيسة في المجتمع الطبقي وفي كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والمالية والاخلاقية...وبالتالي فإن اشعال الحروب يعد احد اسوء أساليب تصريف جزء من ازمة نظامها المازوم بنيويا ،وتطورت الحروب غير العادلة مع تطور شكل ومضمون نوع الملكية الخاصة لوسائل الانتاج وخاصة في مرحلة الامبريالية اذا اصبحت الملكية الخاصة الاحتكارية لوسائل الانتاج هي السائدة في هذا المجتمع الطبقي البرجوازي.

يطرح مارك فيشر ( الواقعية الراسمالية) هل من بدليل ؟.

نعتقد ،ان من يريد الحصول على الاجابة لهذا السؤال يجده لدى ماركس في نظريته حول تطور المجتمع البشري إذ حدد، ان تطور المجتمع البشري قد تم عبر 5 تشكيلات اجتماعية واقتصادية وهي ::

1-- التشكيلة الاجتماعية والاقتصاديه المشاعية.

2- التشكيلة الاجتماعية والاقتصاديه العبودية.

3-- التشكيلة الاجتماعية والاقتصاديه الاقطاعية.

4-- التشكيلة الاجتماعية والاقتصاديه الراسمالية.

5- التشكيلة الاجتماعية والاقتصاديه الشيوعية.

لقد حدد ماركس ان اهم العوامل الرئيسة للتحول من تشكيلة اجتماعية واقتصادية إلى اخرى يكمن في التناقض بين قوى الانتاج وعلاقات الانتاج السائدة في المجتمع الطبقي العبودي والاقطاعي والراسمالي اضافة إلى العوامل الاخرى ولعب ويلعب العامل الاقتصادي الدور الكبير والرئيس في ذلك وكما حدد اهم السمات الرئيسة بين التشكيلات الاجتماعية والاقتصاديه ( العبودية والاقطاعية والراسمالية) وكما تم تحديد السمات الرئيسة بين المجتمع اللاطبقي المجتمع المشاعي والمجتمع اللاطبقي المجتمع الشيوعي .

لقد حدد ماركس ان لكل تشكيلة اجتماعية واقتصادية اسلوب انتاج خاص بها ومنها:: اسلوب الانتاج المشاعي واسلوب الانتاج العبودي واسلوب الانتاج الاقطاعي واسلوب الانتاج الراسمالي واسلوب الانتاج الشيوعي وكما اكد طبقية التشكيلة الاجتماعية والاقتصاديه:: العبودية والاقطاعية والراسمالية ،ولكل تشكيلة قانونها الرئيس وكذلك شكل ومضمون التناقضات التناحرية، عدائية في كل تشكيلة اجتماعية واقتصادية طبقية.

اما المشاعية والشيوعية فلكل منهما اسلوب إنتاج ،اسلوب الانتاج المشاعي واسلوب الانتاج الشيوعي ،مجتمعات غير طبقية والتناقضات غير عدائية ولكل تشكيلة قانونها الرئيس الا وهو اشباع الحاجات المادية للمواطن ولكن في الشيوعية يكون اكثر تطورا ورقيا واكثر تنظيما وان اهم السمات الرئيسة في المجتمع اللاطبقي المجتمع المشاعي والمجتمع الشيوعي هي :: غياب الاستغلال الطبقي ،مجتمع غير طبقي ،ملكية عامة لوسائل الانتاج وغياب الحروب...،

كما اشار ماركس ان التحول من تشكيلة اجتماعية واقتصادية إلى اخرى هو حتمي وضروري بسبب اشتداد وتفاقم التناقضات الاقتصادية والاجتماعية..بين قوى الانتاج وعلاقات الانتاج إذ اشار ان الراسمالية كتشكيلة اجتماعية واقتصادية فيها مرحلتين:: الراسمالية -- تسود فيها المنافسة الحرة...،والامبريالية كمرحلة متقدمة يسود فيها الاحتكار ،احتكار القلة اما التشكيلة الاجتماعية والاقتصاديه للشيوعية فيها مرحلتين ( طورين) وهما:: الاشتراكية كمرحلة انتقالية وقانونها الرئيس:: كل حسب عمله --- كل حسب طاقته ،وفي هذه المرحلة الانتقالية توجد احيانا تناقضات غير عدائية في المجتمع اللاطبقي يتم معالجتها وفق القوانين والظروف الخاصة في المجتمع اللاطبقي المجتمع الاشتراكي اما المرحلة ( الطور)، الشيوعية فهي تشكل قمة التطور الاقتصادي والاجتماعي والعلمي والثقافي...في المجتمع اللاطبقي المجتمع الشيوعي وان قانونها الرئيس يكمن :: كل حسب عمله --- كل حسب حاجته،وان الإنسان في هذا المجتمع اللاطبقي المجتمع الشيوعي انموذج جديد من حيث المبدأ والجوهر ،من حيث درجة الوعي الاجتماعي والاقتصادي والثقافي..ويصبح العام لديه خاص والخاص يصبح عام وهذا يشكل قمة الوعي.

ان التحول من تشكيلة اجتماعية واقتصادية إلى اخرى هو حتمي وضروري وفق عملية تطور المجتمع البشري بدليل تم الانتقال من العبودية الى الاقطاعية ومن الاقطاعية إلى الراسمالية وبحكم تطور المجتمع والاقتصاد سوف يتم التحول نحو المجتمع اللاطبقي المجتمع الشيوعي وعبر مرحلة الانتقال ،مرحلة الاشتراكية كمرحلة انتقالية ولم يتم تحديد الفترة الزمنية لذلك وان التحول مرتبط بالدرجة الأولي بتطور المجتمع اللاطبقي وتطور الإقتصاد الاشتراكي وتطور العلم والتكنولوجيا يرافق ذلك شرط مهم الا وهو ان يكون اسلوب الانتاج الاشتراكي له الدور الكبير والهام على الصعيد الدولي اي يمكن ان يشكل نسبة لا تقل عن 80 بالمئة من اسلوب الانتاج الاشتراكي عالميا وعند ذلك سوف يتعزز دور ومكانة اسلوب الانتاج الاشتراكي والتحول نحو اسلوب الانتاج الشيوعي وعندما يصبح هذا الاسلوب من الانتاج هو السائد عالميا اي اسلوب الانتاج وهذ سوف يتحقق وهذه هي سنة وحتمية التطور الاقتصادي والاجتماعي للمجتمع البشري. وسوف تختفي نهائيا الملكية الخاصة لوسائل الانتاج وكذلك الحروب وسوف يتم الاخاء وتحقيق التعايش السلمي بين الشعوب

وبهذا الخصوص يشير البروفيسور المجري توماس سانتوسن إن الراسمالية كانت نتيجة مرحلة هامة من العملية التاريخية الموضوعية وان نشوءها مثل انحطاطها وسقوطها لن يكون مصادفة تاريخية بل ضرورة موضوعية ملحة مشتقة من الاتجاهات العامة للتطور الاقتصادي والاجتماعي للمجتمع البشري.وهذا هو البديل الحتمي والرد العلمي إلى مارك فيشر.

ايار -2025