الدولة العظمى بين الواقع والطموح
نجم الدليمي
2025 / 5 / 15 - 00:02
نعتقد، ان زيارة ترامب إلى الشرق الأوسط كانت ناجحة بحلب دول الخليج..نحو 3 تريليون دولار استثمارات في الإقتصاد الاميركي وقدمت قطر طائرة خاصة هدية إلى الرئيس الاميركي ترامب...؟ اين العظمى ؟. و قامت السعودية بدور الوسيط من اجل لقاء بين ترامب مع الجولاني....؟ بالمقابل فإن الشعب الفلسطيني واللبناني والسوري واليمني والليبي والسوداني..يحرق بتأمرهم ولصالح الكيان الصهيوني... إنها مفارقة غريبة ومع ذلك يدعون الديمقراطية وحقوق الانسان وحرية التعبير...،والدفاع عن الاسلام والمسلمين...؟.يمكن القول ان منطقة الشرق الأوسط تمر الآن بمرحلة الارتداد....؟.
اين الدولة العظمى؟. العجز في الميزانية الحكومية الاميركية قد بلغ نحو 2 ترليون دولار ويشكل هذا العجز نسبة 6،5 بالمئة من الناتج المحلي الاجمالي الاميركي ،كما إن قرارات غير مدروسة ومنها اعلان الحرب التجارية العالمية ضد الدول وجوهر هذه الحرب بالدرجة الأولي هي بالضد من جمهورية الصين الشعبية...واليوم تراجع ترامب عن حربه التجارية العالمية وتحت غطاء 90 يوماً...؟ ان الخاسر الاكبر من هذه الحرب التجارية العالمية هي اميركا بالدرجة الأولي . خلقت الفوضى وعدم الإستقرار في المجالات التجارية والمالية وفي القطاع الصناعي....؟.
نعتقد ،ان زيارة الرئيس الاميركي ترامب لمنطقة الشرق الأوسط تهدف إلى( حلب ) دول الخليج تحت غطاء الاستتثمارات...والتطبيع لصالح الكيان الاسرائيلي من قبل الغالبية العظمى من الدول العربية وان اللقاء مع القيادة في السعودية والامارات وقطر خير دليل على ذلك.ان الرئيس الاميركي ترامب متأرجح في موقفه تارة الدعم والاسناد الى الكيان الصهيوني وتارة يعتقد ان هذا الكيان يؤثر على المصالح الاميركية من خلال تأزم العلاقات بين الدول العربية والكيان الصهيوني .
نعتقد،ان نهج ترامب اتجاه الدول التي يعتقد إنها تعمل بالضد من مصالح اميركا يستخدم لغة التهديد والوعيد والشدة في آن واحد ، اي اسلوب بين المرونة والشدة ،اي بمعنى اذا وجدت لغة مشتركة مع هذه الدولة او تلك نبتعد عن استخدام القوة العسكرية، وإذا لم تستجيب هذه الدول سوف يتم استخدام اساليب عديدة منها فرض العقوبات..، اتجاه روسيا الاتحادية مثلاً ،او استخدام القوة العسكرية ضد ايران في حالة الاستمرار في المشروع النووي وبالحرب التجارية مع جمهورية الصين الشعبية...،اضافة إلى النزعة التوسعية لنهج ترامب ومنها يهدف إلى ضم كندا وايرلندا وقناة بنما....،اي تكريس نهج ما يسمى بخصخصة الدول ؟.
ان الرئيس الأمريكي ترامب يبحث عن تحقيق انتصارات له خلال فترة حكمه ومنها::وقف الحرب الاوكرانية-- الروسية ولكن ليس لديه خطة واضحة المعالم والاهداف حول وقف هذه الحرب وتارة تهديد مبطن لروسيا الاتحادية في حالة عدم الاستجابة لوقف الحرب الاوكرانية--الروسية سوف يتم فرض عقوبات..،حتى بلغت الآن نحو 29000 نوع من أنواع الحصار وفشل هذا النهج اللاشرعي واللاقانوني واللاانساني الخطير اتجاه الدول فهو لا يعكس قوة الدولة بل يعكس ضعفها بالدرجة الأولي .
نعتقد،ان ترامب يعطي الاولوية لمنطقة الشرق الأوسط اكثر من اهتمامه في اوكرانيا بالرغم من انه مارس ضغوطات عديدة على زيلينسكي المتهم بتعاطي المخدرات والمنتهية مشروعية كرئيس شرعي إلى اوكرانيا من اجل توقيع اتفاقية الثروات الطبيعة لصالح اميركا وهي تشكل ((فخا)) كبيرا بالضد من روسيا الاتحادية لان الثروات الطبيعة في اوكرانيا في الغالب هي موجودة في الدونباس ،اي في جمهورية دانيسك ولوغانسك وخيرسون وزابوروجا. وقدرت اجمالي قيمة هذه الثروات بأكثر من 12 تريليون دولار أمريكي.. وبالتالي من جانب زيلينسكي يعتبر هذه اراضي اوكرانية ومن حق الشركات الاميركية استثمار هذه الثروات الطبيعة ومن هنا سوف تنشأ،تظهر المشاكل بين موسكو وواشنطن...
لا يمكن ان تكون دولة عظمى وهي تعاني من العجوزات المالية في الميزان التجاري وميزان المدفوعات والميزانية الحكومية وتنامي معدلات المديونية العالمية والتي شكلا اكثر من 30 بالمئة من إجمالي المديونية العالمية وتنامي معدلات البطالة والمخدرات والمثلية وان الإقتصاد الراسمالي الاميركي يمكن القول عنه انه اقتصاد مريض اي يجمع القوة والضعف في آن واحد ،انه يعاني من مشاكل اقتصادية واجتماعية ومالية وتجارية... وبالتالي الدولة العظمى يعبر عنها بالقوة الاقتصادية بالدرجة الأولي وليس بالقوة العسكرية... إن طبع الدولار الامريكي لن يعبر عن قوة الدولار الامريكي بل العكس تماما بدليل خرجت اميركا من قاعدة الذهب وتحررت من قيود هذه القاعدة ، لان نهجها التوسعي وشن الحروب الغير عادلة والاستثمارات داخل وخارج اميركا تحتاج إلى رؤوس أموال كبيرة ووفق قاعدة الذهب لن تستطيع تحقيق ذلك وبالتالي تحررت من هذه القاعدة وبدأت تطبع عملتها الوطنية ،الدولار الاميركي وبدون غطاء حقيقي..بدليل ان القيمة الحقيقية للدولار الاميركي هي 3، سنت ،يمكن القول انه مغطى بالانتاج وان 97 بالمئة من الدولار الامريكي عملة نقدية غير مغطاة ولكن يتم فرض الدولار الامريكي بأساليب عديدة القوة العسكرية....؟.
ايار -2025