الولايات المتّحدة تواصل القتل بلا توقّف متسبّبة في تفاقم الجوع في اليمن – الهدف الأخير : المهاجرين الأفارقة


شادي الشماوي
2025 / 5 / 10 - 15:19     

جريدة " الثورة " عدد 904 ، 5 ماي 2025
www.revcom.us

في ليلة 28 أفريل ، كان مركز مهاجرين بصعدة شمال اليمن يزخر بالمهاجرين الأفارقة و الباحثين عن اللجوء السياسي. كانوا بعضا من عشرات الآلاف الذين يقومون بالسفر الخطير كلّ سنة من القرن الأفريقي ، عبر مضيق ضيّق بمدخل البحر الأحمر ، و يتوجّهون إلى اليمن آملين المرور إلى دول الخليج الثريّة بالشمال .
كان معظمهم نائمون وقتها حينما ، دون إنذار ، مزّقت الإنفجارات الكبيرة المركز تمزيقا . و لمّا إنقشع الغبار ، كان 68 مهاجرا قد قُتلوا ، و المستشفيات في صعدة مغمورة بالجرحى . " مستشفيات قريبان إستقبلا بعدُ أكثر من 50 جريحا و جريحة ، العديد منهم مصابون بجراح خطيرة " ، هذا ما صرّح به مسؤول من الأمم المتّحدة . " و يمكن لهذه الأعداد أن تتزايد نتيجة تواصل جهود البحث و الإنقاذ " .
و قد وُجدت بقايا ما لا يقلّ عن ثلاث قنابل موجّهة مصنوعة في الولايات المتّحدة و زنتها نصف طنّ GBU-39250- ، ضمن الأنقاض .
و نعتت منظّمة الهومان رايت ووتش ما حصل ب " أكبر ضربة معروفة قتلا في حملة الولايات المتّحدة في اليمن ".
عبثيّة نظام ترامب الفاشيّ تستهين بحياة المدنيّين :
" فاشيّة ترامب نظام يدوس بسفور و بعدوانيّة الحقوق الأساسيّة و يصرّح بصلافة أنّه ما من وجود لحكم القانون و السيرورة القانونيّة اللازمة غير ما يمليه هو، و أنّ القوّة التدميريّة الصِرف هي ما يجب أن يحكم في المجال العالمي ، دون حتّى زعم الإنخراط في القانون الدولي أو الاهتمام بالسيادة ، أو حتّى حقّ الوجود ، لشعوب و بلدان أقلّ قوّة . "( التشديد الثاني مضاف ) – بوب أفاكيان ، الثورة عدد 114 .
إدارة بايدن أيضا نفّت غارات جوّية قاتلة على اليمن ، لكن نظام ترامب / الماغا الفاشيّ أخذ الأمور إلى مستوى آخر تماما في ما يتّصل بشدّة حملته ، و مدى الأهداف التي يهاجمها ، و عدم الزعم حتّى الاهتمام لحياة المدنيّين .
في ظلّ ترامب ، القيادة المركزيّة للبنتاغون تفاخرت بأن غارات الولايات المتّحدة " قتلت المئات من المقاتلين الحوثيّين وعديد القادة الحوثيّين " وبأنّ جيش الولايات المتّحدة يستهدف " المواقع الحوثيّة المدعومة من إيران ليلا نهارا في اليمن ". منذ 15 مارس ، نفّذت الولايات المتّحدة أزيد من 800 غارة جوّية ، يُفترض أنّها تستهدف " خدمات القيادة و التحكّم ، و أنظمة الدفاع الجوّة ، و خدمات صناعة الأسلحة المتطوّرة و مخازن الأسلحة المتطوّرة " . و نادرا ما يشير مسؤولو الولايات المتّحدة إلى موضوع الضحايا المدنيّين . و تقول وزارة الدفاع إنّها تنظر في مزاعم وجود ضحايا مدنيّين للغارة على ملجأ المهاجرين في 28 أفريل 2025 .
28 أفريل – بعديدا عن أن يكون المجزرة الوحيدة في حقّ المدنيّين :
مجزرة 28 أفريل في حقّ المهاجرين الأفارقة بعيدة عن أن تكون المجزرة الوحيدة للمدنيّين التي إقترفتها الولايات المتّحدة في الأسابيع السبعة الأخيرة .
ففي 20 أفريل ، هاجمت الولايات المتّحدة عاصمة اليمن ، صنعاء مخلّفة 12 قتيلا و 30 جريحا . و المنطقة المستهدفة – حيّ قريب من مدينة صنعاء القديمة الكثيفة السكّان ، وهو موقع إرث عالمي حسب اليونسكو يزخر بالأبراج و يقطنه أناس عاديّون ، و ليس هدفا عسكريّا . ضحيّة واحدة : مخبزة إشتعلت بها و بصاحبها النيران .
و في 13-14 أفريل ، قتلت هجمات الولايات المتّحدة سبعة أشخاص و جرحت 29 آخرين . و في 17 أفريل ، قتلت الغارات الجوّية 74 شخصا و جرحت حوالي 125 آخرين .
لقد كان إستهداف المدنيّين على الدوام جزءا من العقيدة القتاليّة لجيش الولايات المتّحدة ( أنظروا سلسلة الجرائم الأمريكيّة على موقع أنترنت revcom.us للحصول على عديد الأمثلة ) . لكنّهم حاولوا أحيانا أن يغطّوا على ذلك . و لم يعد الأمر كذلك .
و جاء في تقارير مجموعات حقوق الإنسان أنّ غارات الولايات المتّحدة قد تسبّبت فى " ضرر كبير للمدنيّين " ، بمئات القتلى و الجرحى تمّ توثيقهم بعدُ . " غارات الولايات المتّحدة يبدو أنّها تقتل و تجرح المدنيّين في اليمن بنسق يبعث على دقّ جرس الخطر طوال الشهر الماضي " ، هذا ما قاله باحث من منظّمة هومان رايت ووتش . " و يحدث هذا في ظلّ إدارة ترامب التي خفّفت و القيود السياسيّة على إستخدام العنف و هي تبحث عن تهميش موظّفى البنتاغون المسؤولين عن التخفيف من الأضرار التي تطال المدنيّين ".
و كما ورد في تقرير لموقع أنترنت revcom.us في مارس ، " لقد غيّرت الولايات المتّحدة صراحة في عقيدتها العسكريّة لتقتل المزيد من المدنيّين مقارنة بالهجمات الفارطة . و قال مسؤولان في وزارة الدفاع لموقع أنترنت Military.com أنّ هناك " تردّد أقلّ في تجنّب ضرب أهداف إعتمادا على الضحايا الذين يمكن أن تتسبّب فيهم ".
و عقب قصف 28 أفريل لمركز المهاجرين في صعدة ، حذّر المدافعون عن حقوق الإنسان من أنّ " إستخدام الأسلحة المتفجّرة في مناطق كثيفة السكّان ، خاصة في مواقع يوجد بها عدد كبير من الناس ، ينطوى على خطر كبير بإلحاق الضرر بشكل عشوائيّ. و الإخفاق في إتّخاذ كلّ الإجراءات المعقولة قبل تنفيذ هجوم على بنية تحتيّة مدنيّة يمكن أن يمثّل جرائم حرب ".
بإختصار ، حروب هذا النظام كانت على الدوام إجراميّة . وهذا يعرف قفزة أخرى الآن .
التشديد من جوع سكّان بعدُ جياع :
ما يناهز العشرين مليون يمني و يمنيّة ، أكثر من نصف عدد السكّان ، يرتهنون بالإغاثة للبقاء على قيد الحياة . لكن الآن سحب نظام ترامب تمويل وكالة الولايات المتّحدة للتطوّر العالمي ( USAID ) ما أجبر عديد المشاريع الإنسانيّة على غلق أبوابها جنوب اليمن . " برنامج الغذاء العالمي ، WFP ، قد أعلن أنّهم يقدّمون الغذاء ل9.5 مليون يمي "، حسب تقرير ل PBS . " مع تقليص التمويل الآن ، لم يعودوا قادرين على تغذية إلاّ 2.2 مليون . و مع نهاية هذه السنة ، سيتقلّص العدد إلى الصفر. لن يعرف السكّان الجوع . إنّهم سيعرفون المجاعة بسبب قطع مساعادات وكالة الولايات المتّحدة ( USAID )".
هجوم الولايات المتّحدة على اليمن و خطر حرب أوسع نطاقا :
لقد زعمت حكومة الولايات المتّحدة أنّ هجومها العسكري على اليمن يهدف إلى إيقاف هجمات الحوثيّين على الملاحة في البحر الأحمر و على إسرائيل .
و البحر الأحمر أحد الطرق التجاريّة العالميّة المفاتيح . فهو يربط المحيط الهندي بالبحر الأبيض المتوسّط عبر قنال السويس ، و حوالي 12-15 بالمائة من التجارة العالميّة و 30 بالمائة من حاويات التجارة العالمية تمرّ عبره . و يساوى هذا ما تقديره تريليون دولار من السلع سنويّا ، و هجمات الحوثيّين قد خفّضت الملاحة في البحر الأحمر إلى النصف .
منذ أن شنّت إسرائيل إبادتها الجماعيّة ضد الفلسطينيّين في غزّة في أكتوبر 2023 ، شنّ حوثيّو اليمن ما يقارب مائة هجوم على السفن في البحر الأحمر و كذلك ضد إسرائيل و البوارج الحربيّة للولايات المتّحدة. و يقول الحوثيّون إنّ هذه الهجمات لن تتوقّف إلاّ متى أوقفت إسرائيل إبادتها الجماعيّة و بالفعل أثناء إيقاف إطلاق النار بين إسرائيل و حماس قبلا هذه السنة، أوقفوا هجماتهم .
لذا يمثّل هذا موضوع إنشغال حقيقي بالنسبة إلى حكّام الولايات المتّحدة ، و في 15 مارس ، أمر ترامب بالتصعيد من الهجمات – " عمليّة الراكب القاسي " .
لكن ليس هذا هو هدفهم الوحيد الممكن . فالولايات المتّحدة منخرطة في مفاوضات حادة جدّا مع إيران و قد أكّد المسؤولون الرسميّون في الولايات المتّحدة على أنّ هجماتهم على اليمن تحذير لإيران . و طوال الشهر و النصف الماضيين ، نمّت الولايات المتّحدة بصفة لها دلالتها من وجودها العسكري في الشرق الأوسط بما في ذلك الإبقاء على حالتي الطائرات في المنطقة . و كلّ هذا يأتي و إسرائيل ، حرس المنطقة التابع للولايات المتّحدة ، ليس بصدد تصعيد إبادتها الجماعيّة في غزّة فحسب ، بل هاجمت مرارا و تكرارا لبنان وهي تصعّد من تدخّلها العسكريّ في سوريا .
كلّ هذا يشير إلى خطر حقيقيّ بحدوث حمّام دم و دمار أكبر بكثير عبر الشرق الأوسط يمكن أن يشمل الملايين .
من أجل المزيد من الخلفيّة ، أنظروا :
U.S. Escalates Its Bombardment of Yemen, Increasingly Killing Civilians - Trump Celebrates Air Strike—on Civilians, revcom.us, April 21, 2025
Yemen: U.S. Launches Deadly Attacks, Murders Civilians, and Increases the Danger of Wider War, revcom.us, March 24, 2025