إسرائيل تحوّل غزّة إلى - قبر جماعي للفلسطينيّين و الفلسطينيّات و الذين يأتون إلى مساعدتهم -- إسرائيل تدعو عشرات الآلاف من الجنود الإحتياطيّين و تعدّ للتصعيد في غزّة ... و تجوّع قسرا الملايين في غزّة
شادي الشماوي
2025 / 5 / 11 - 02:25
إسرائيل تحوّل غزّة إلى " قبر جماعي للفلسطينيّين و الفلسطينيّات و الذين يأتون إلى مساعدتهم "- إسرائيل تدعو عشرات الآلاف من الجنود الإحتياطيّين و تعدّ للتصعيد في غزّة ... و تجوّع قسرا الملايين في غزّة
جريدة " الثورة " عدد 904 ، 5 ماي 2025
www.revcom.us
في الأسبوع الفارط ، واصلت إسرائيل مذابحها في حقّ المدنيّين في غزّة و أعلنت أنّها دعت آلاف الجنود الإحتياطيّين للإلتحاق بالجيش لتصعّد من هجومها العسكريّ ، ربّما لتضع يدها بصفة مستمرّة على غزّة . و هذا يحدث ، كان الشهود العيان في محكمة العدل الدوليّة يدلون بشهاداتهم و يقدّمون أدلّة وفيرة على أنّ إسرائيل تنفّذ إبادة جماعيّة بمنع دخول أيّة مساعدات إلى غزّة و التجويع المتعمّد للسكّان هناك . و لمّا حاول الإنسانيّون على صعيد العالم دون عنف أن يوصلوا المساعدات إلى غزّة ، هاجمت إسرائيل سفينتهم . و عبر كلّ هذا ، إستمرّت إسرائيل في التمتّع بدعم لا يلين من الولايات المتّحدة و نظام ترامب .
قتل المدنيّين في " المناطق الآمنة " :
- في 28 أفريل ، قتلت إسرائيل 48 فلسطينيّا و فلسطينيّة . قُتل خمسة أطفال في مدينة غزّة بسبب قنابل أطلقتها مسيّرة إسرائيليّة . و أربعة آخرين قُتلوا حينما قصفت إسرائيل منطقة خيم في ما يسمّى بالمنطقة الآمنة قرب خان يونس . منهم ثلاثة أطفال .
- في 29 أفريل ، قُتل 13 فلسطينيّا .
- في 30 أفريل ، ما لا يقلّ عن 39 قُتلوا في غارات جوّية عنيفة على مخيّم النصيرات للآجئين . و قُتل آخرون في الهجمات الإسرائيليّة المستمرّة على الملاجئ و الخيم التي يوجد بها لاجئون مدنيّون في خان يونس و المواسى . و قال الناجون أنّ جثث أحبّائهم أضحت غير قابلة للتعرّف عليها جرّاء الضربات الجوّية لما يسمّى بالمناطق الآمنة .
" هل ترون قنابل الروكات التي تسقط على رؤوسنا و على الأطفال و هم في منازلهم " قال أحد الناجين . " كانوا نائمين . كنّا نغطّ في نوم عميق ، فقط لنخرج من المنزل على هذا النحو . و شرعنا في العدو مع الأطفال في منتصف الليل . إنّه عالم ظالم ، ظالم ."
منذ أن كسرت إسرائيل وقف إطلاقها النار مع حماس في 18 مارس ، أكثر من 2325 من سكّان غزّة تعرّضوا للقتل بمن فيهم 820 طفلا . و منذ أكتوبر 2023 ، قتلت إسرائيل ما لا يقلّ عن 62614 فلسطيني و فلسطينيّة في غزّة منهم 17492 و جرحت أكثر من 111588 إنسان .
و 14222 آخرين لا يمكن عدّهم من المفقودين و يفترض أنّهم ماتوا ، و العديد منهم تحت أنقاض البنايات التي تداعت بسبب القنابل و الصواريخ الإسرائيليّة . و الآن أخذت إسرائيل تفجّر جرّافات الدفاع المدني الفلسطيني التي يستخدمها العمّال لإبعاد الأنقاض و البحث عبر الركام . " هذه الآلات نستخدمها لإبعاد الركام من الشوارع و البحث عن الشهداء تحت الأنقاض " قال أحد الغزّيين . " و أتى الاحتلال الإسرائيلي و دمّرها . لا يزال الاحتلال يتسبّب لنا في الأضرار " .(1)
إسرائيل تدعو عشرات الآلاف من الإحتياطيّين لتوسيع المذابح بغزّة :
في 3 ماي ، أعلن الجيش الإسرائيلي أنّه وجّه دعوة إلى عشرات الآلاف من الجنود الإحتياطيّين لأجل توسيع حملته في غزّة . (2) و هذا تطوّر مشؤوم إلى أبعد الحدود .
طبقا لما صرّحت به منظّمة العفو الدوليّة " أوامر " الإخلاء " على نطاق واسع و المناطق الممنوع الذهاب إليها تشمل الآن حوالي 70 بالمائة من قطاع غزّة " ما يُجبر سكّان غزّة على التجمّع في مناطق أضيق فأضيق ، و معظمهم دون أيّة وسائل إعالة .
و الآن ، تلاحظ جريدة النيويورك تايمز ، يمكن أن تكون إسرائيل بصدد التخطيط لنوع من الهجوم نفّذته سابقا و مذابحها عندما " توغّل الفرق الإسرائيليّة ... مسوّية بالأرض مدن غزّة و مهجّرة مئات آلاف الفلسطينيّين . "
و لا تشير جريدة التايمز هذه إلى أنّه هذه المرّة يرجّح أن تضع إسرائيل يدها و تستولى على المزيد و المزيد من الأراضي . و لا تشير إلى كون هذا سيمثّل حملة إباديّة جماعيّة لتجعل من غير الممكن للفلسطينيّين و الفلسطينيّات مواصلة العيش في غزّة أو كإستعدادات لطرد كافة أو قسم هام من السكّان ، مثلما دعا إلى ذلك ترامب بصفة متكرّرة . (3)
حكّام إسرائيل – و داعموهم من الولايات المتّحدة – منفتحون أكثر فأكثر في أهدافهم . لم يعد نتنياهو و أعضاء قياديّين آخرين في الكابينت يزعمون أنّ همجيّتهم عمل لإسترجاع الأسرى الباقين من حماس . عودة المحتجزين ليست بتاتا مهمّة جدّا ، يقولون ، بل " النصر " الكامل . (4)
ما هو هذا " النصر " الكامل ؟ " صار الآن نتنياهو يتحدّث بإستمرار عن تهجير للفلسطينيّين و بمفردة مملّة " طوعيّا " في موقع ما من الجملة " ، كما جاء في تقرير للجريدة الليبراليّة الإسرائليّة هآرتز . " قال ذلك مجدّدا في إجتماعه في [ 7 أفريل ] مع ترامب في البيت الأبيض ... و وزير الدفاع الإسرائيلي منكبّ على تركيز " سلطة هجرة " لسكّأن غزّة الذين يرغبون في المغادرة ... و الوزير الأوّل و وزير الدفاع إعتادا على الإعلان بشكل واضح أنّ إسرائيل " ستستولى على أراضي " – و قال غاتس حتّى سيتمّ " إلحاقه بنظام الدفاع الإسرائيلي ".
بكلمات أخرى ، بدعم من ترامب ، يخطّط نتن- النازي للتطهير العرقي لكافة الفلسطينيّين و الفلسطينيّات إلى خارج غزّة – قطاع صغير من الأرض دُفع إليه الفلسطينيّون و هو في حصار قسري ، عقب طرد إسرائيل للفلسطينيّين خارج أراضيهم قبل 77 سنة من الآن .
أسلحة إسرائيل الحربيّة الأخرى : التجويع و الأمراض :
" يتعلّق الأمر بتحطيم أسس الحياة في فلسطين بينما تمنع الأمم المتّحدة و المنظّمات الإنسانيّة الأخرى من تقديم الإغاثة المنقذة للحياة لسكّان غزّة ... يتعلّق الأمر بإسرائيل و تحويلها فلسطين ، و خاصة غزّة ، إلى قبر جماعي للفلسطينيّين و الفلسطينيّات و الذين يأتون لمساعدتهم " .
+ أمير ، " أمام مرأى العالم و مسمعه ، يتعرّض الفلسطينيّون و الفلسطينيّات إلى الفظائع و الجرائم و الإضطهاد و الأبارتايد / الميز العنصري و الإبادة الجماعيّة " .
+ ممثل جنوب أفريقيا ، " هناك بعض المواقف المعلنة أمام محكمة العدل الدوليّة (ICJ ) عندما فتحت جلسة سماعها بين 28 أفريل – 2 ماي حول الحصار الذى تضربه إسرائيل على غزّة . في ظلّ القانون الدوليّ ، إسرائيل ، كقوّة محتلّة ، مسؤولة على حالة سكّان غزّة . و مع ذلك بدلا من تيسير دخول مساعدات الإغاثة الإنسانيّة ، طوال الشهرين الماضيين ، كانت إسرائيل تمنع كلّ الغذاء و الماء و الوقود و الأدوية من الدخول إلى غزّة – بدعم من الولايات المتّحدة .
و يشير شاهد في محكمة العدل الدوليّة و تشير تقرير إخباريّة حديثة إلى تحذير إستعجالي بخمس درجات من المجاعة و الأمراض في غزّة . و خطّ الشاحنات يمتدّ 28 ميلا داخل مصر من معبر رفح الحدودي ، لكن إسرائيل ترفض السماح لها بالدخول .
+ و في الأسابيع الحديثة ، برنامج الغذاء العالمي ( wpp ) كان المصدر المستمرّ الوحيد للغذاء لحوالي مليون إنسان في غزّة ، نصف السكّان . و في 25 أفريل ، أعلن هذا البرنامج أنّه بات يفتقد إلى الغذاء بسبب الحصار الإسرائيلي .
و في 3 ماي 2025 ، جاء في تقرير لقناة " الجزيرة " :
- ما لا يقلّ عن 57 فلسطينيّا قد ماتوا جوعا في غزّة . و معظم الضحايا من الأطفال ، و كذلك المرضى و كبار السنّ .
- أكثر من 9000 طفل دخلوا المستشفيات للعلاج من سوء تغذية حاد منذ بداية السنة ، وفق الأمم المتّحدة .
- و عاين مراسل " الجزيرة " مشاهدا تنفرط لها القلوب لأطفال منغرسي الرؤوس في المزابل " باحثين عن أي شيء باقى من المنتوجات الغذائيّة المعلّبة ". لقد بلغت غزّة نقطة " حرجة " . " العثور على وجبة غذائيّة واحدة أضحى بحثا مستحيلا " قال أحد الفلسطينيّين .
- و ورد في تقرير للمستشفى الكويتي في رفح أنّ الخدمات الطبّية كانت تشهد " نقصا حادا في أكثر من 75 بالمئة من الأدوية الأساسيّة " ، و بقي فقط مخزون لا يكفى لأكثر من أسبوع .
إسرائيل تقنّن تجويع سكّان غزّة ، و تدين جلسات إستماع محكمة العدل الدوليّة – و الولايات المتّحدة تدعم إسرائيل :
كيف ردّت إسرائيل الفعل تجاه الإدانة العالميّة و جلسات سماع محكمة العدل الدوليّة ؟ بالتقنين الرسميّ لنيّة تجويع سكّان غزّة بينما ندّدت بمحكمة العدل الدوليّة .
و في مارس 2025 ، قرّرت المحكمة العليا بإسرائيل ان ترفض مطلبا بالسماح بدخول المساعدات الإنسانيّة إلى غزّة . و هذا الحكم قد قنّن بصراحة الحصار الإسرائيلي – و إستخدام التجويع كسلاح في الحرب !
أمّا بالنسبة إلى لمحكمة العدل الدوليّة ، أدان ناطق رسمي باسم إسرائيل إجراءتها : " قرّرت إسرائيل أن لا تشارك في هذا السيرك ... فقد أصبحت الأمم المتّحدة مؤسّسة فاسدة و مناهضة لإسرائيل و معادية للساميّة ". و طبعا لم تقدّم إسرائيل أيّ دليل لدحض مجلّدات الأدلّة عن جرائمها المقدّمة في جلسات سماع المحكمة إيّاها .
و قد أرسلت الولايات المتّحدة ممثّلا عنها لجلسات سماع المحكمة – و قد دافع عن إسرائيل .
و الأنكى من ذلك ، في 2 ماي 2025 ، قصفت إسرائيل بالقنابل سفينة كانت تحمل مساعدا إغاثيّة إنسانيّة الحاجة إليها ماسة بصفة إستعجاليّة موجّهة إلى غزّة و قد نظّمتها تحالف أسطول الحرّية العالمي . (5)
" تقع على عاتقنا جميعا مسؤوليّة أخلاقية في التحرّك " :
لخّصت منظّمة العفو الدوليّة الحالة القانونيّة ضد الحصار الإسرائيلي و دعت إلى التحرّكات العالميّة :
" يجب على إسرائيل أن تنهي فورا حصارها المدمّر لقطاع غزّة المحتلّ الذى يمثّل عملا إباديّا جماعيّا ، و شكلا بارزا من العقاب الجماعي غير القانوني ، و جريمة حرب إستخدام تجويع المدنيّين كسلاح في الحرب . بمنع دخول الإمدادات الحيويّة لبقاء السكّان على قيد الحياة ، تواصل إسرائيل سياستها في الفرض المتعمّد لظروف حياة على الفلسطينيّين و الفلسطينيّات في غزّة و الهادفة إلى بلوغ تحطيمهم جسديّا ؛ و هذا يمثّل عمل إبادة جماعيّة . "
يجب على الدول أن تتّخذ إجراءات لتجعل من تجاوزات إسرائيل ضد الفلسطينيّين سياسيّا و دبلوماسيّا و إقتصاديّا غير قابلة للتواصل – يجب إنهاء الحصار الآن :
عالمة البيئة الشهيرة عالميّا ، غريتا ثنبارغ ، التي شاركت في سفينة الحرّية إلى غزّة ، أصدرت هذا النداء :
" الصمت و السلبيّة ، بشكل كبير من العالم الخارجي قاتلين تماما . و نتحمّل جميعنا مسؤوليّة أخلاقيّة في العمل ضد ذلك و في القيام بواجبنا في المطالبة بالمحاسبة على جرائم الحرب و بمحاسبة تواطؤ حكوماتنا في هذه الإبادة الجماعيّة و الاحتلال و الحصار غير القانونيّين . "
في 4 ماي 2025 ، جاء في تقرير لجريدة " النيويورك تايمز " :
- مع تصاعد حصار غزّة ، يعرف أطفال غزّة المجاعة و يموت المرضى – " أمسى تأثير الحصار الإسرائيلي التام " كارثيّا " ، يقول الأطبّاء . نقص الغذاء و الماء و الدواء يفاقمون ظهور أمراض يمكن الوقاية منها و عدد الموتى " .
- " شدّة الحصار تعنى أنّه يؤثّر ألان تقريبا في كلّ ناحية من نواحى حياة تقريبا مليوني إنسان محاصرين في غزّة ".
- " مع تضاؤل التزويد بالماء النظيف و الغذاء و الأدوية ، تظهر الأمراض التي يمكن الوقاية منها – و كذلك تتفاقم الوفايات الناجمة عن ذلك ، يقول الأطبّاء " .
- و تحذّر مجموعات الإغاثة من أنذ الدعم الإنساني للغزّيين " على حافة الإنهيار الكامل " .
- الغذاء الوحيد المتوفّر لعديد الغزّيين – لا سيما ضمن تسعين بالمائة من السكّان المهجّرين و معظمهم يعيشون في خيم – يأتي من مطابخ الصدقات المحلّية . " تصوّروا أنّكم لم تتذوّقوا لحما ، بيضة مسلوقة أو حتّى تفّاحة لأشهر " ، هذا ما صرّح به أحد الفلسطينيّين .
- " سوء التغذية نجمت عنه تداعيات على كامل النظام الطبّي "، ما يسرّع إنتشار الأمراض و يزيد من صعوبات معالجتها.
- 91 بالمائة من سكّان غزّة الذين يعدّون مليوني نسمة لا يعرفون أين من أين ستأتى وجبتهم القادمة ن و يواجه معظمهم " حالة طوارئ " أو مستويات " كارثيّة " من الجوع . حتّى المياه الصالحة للشرب صارت " متزايدة الندرة " .
هوامش المقال :
1- الديمقراطيّة الآن ! : عند إفتتاح جلسات سماع محكمة العدل الدوليّة ، تمّ إتّهام إسرائيل بإستخدام المساعدات كسلاح في الحرب " ، 28 أفريل ؛ هجمات إسرائيل على غزّة قتلت العشرات و 65 ألف طفل فلسطيني يعانون من سوء تغذية حاد ، 29 أفريل ؛ مرّة أخرى تقصف إسرائيل " المنطق الآمنة " في غزّة و في هجماتها الأخيرة قتلت 39 فلسطينيّا ن 30 أفريل .
2- تقارير جريدة هآرتز ( 30 أفريل ) تفيد بأنّ " عديد الضبّاط و الجنود قد أعلنوا بعدُ نيّتهم بعدم تقديم تقارير عن الدولة التالية من القتال ، ملمّحين إلى الإنهيار النفسيّ "
3- أنظروا ،
Israel Threatens Further Escalation of Gaza Genocide—Danger of “Impending Famine and Mass Death,” revcom.us, April 21, 2025.
4- في 7 أكتوبر 2023 ، نفّذت حماس و قوى فلسطينيّة أخرى هجوما على داخل إسرائيل . قرابة 1200 إسرائلي – من المدنيّين أساسا – قُتلوا و 251 آخرين أخذوا إلى غزّة كأسرى . قتل المدنيّين أو إتّخاذهم أسرى جريمة حرب . 59 أسيرا ( أو جثامينهم ) لا يزالون معتقلين في غزّة . و قال الوزير الأوّل حديثا أنّ الذين لا زالوا على قيد الحياة لا يفوقون 24 .
5- أسطول الحرّية المتوجّه إلى غزّة تعرّض لهجوم في المياه الدوليّة ، موقع الديمقراطيّة الآن ! 2 ماي 2025 .