بوب أفاكيان – الثورة عدد 115 : يجب على نظام ترامب أن يرحل – الآن – قبل فوات الأوان !
شادي الشماوي
2025 / 5 / 9 - 00:20
جريدة " الثورة " عدد 903 ، 23 أفريل 2025
www.revcom.us
@BobAvakianOfficial وسائل التواصل الاجتماعي :
يوم السبت 27 أفريل 2025 ، تعقد منظّمة " لنرفض الفاشيّة " / RefuseFascism.org إجتماعات إستعجاليّة
في نيويورك و شيكاغو و لوس أنجلاس ، لتجميع الناس للخوض في المسألة الحيويّة لكيفيّة إيقاف نظام ترامب الفاشيّ . و تقوم منظّمة " لنرفض الفاشيّة " على توجّه " باسم الإنسانيّة ، نرفض القبول بأمريكا فاشيّة ! " – و كتعبير ملموس عن ذلك ، تقدّمت بمطلب أنّه يجب على نظام ترامب الفاشيّ أن يرحل ، الآن .
في هذه الرسالة ، سأتناول بالحديث بعض المسائل الحيويّة المتّصلة بذلك .
في رسالتى عدد 112 ، شدّدت على هذه الحقيقة الجوهريّة الواضحة للغاية : حكم ترامب الفاشيّ ، شأنه شأن حكم هتلر قبله ، نظام فظائع – وهو غير شرعيّ تماما .
قبل كلّ شيء ، مهما كانت الطريقة التي تبلغ بها السلطة ، ليست الفاشيّة " شرعيّة " أبدا : ليس أبدا " شرعيّا " فرض حكم دكتاتوري ضد الشعب يتجاوز القوانين ، و يدوس الحقوق الأساسيّة ، و يتعاطى مع مجموعات كاملة من الناس على أنّها أقلّ من بشر ، و يستهدف الناس الضعفاء ليضطهدهم بقسوة و حتّى ليقتلهم .
في الأيّام الأولى إثر تدشينه لمنصب الرئاسة في جانفي الفارط ، عقب القسم الرسميّ بالدفاع عن دستور الولايات المتّحدة، تحدّى ترامب بسفور و داس هذا الدستور : لقد أصدر " أمرا تنفيذيّا " كان في تعارض مباشر مع الفصل 14 من الدستور ن وهو يركّز أنّ كلّ مولود في هذه البلاد مواطن فيها . و هذا الفصل ليس " سياسة " – إنّه جزء من الدستور نفسه . و عندما جرى تمرير هذا الفصل ، بالضبط بعد الحرب الأهليّة ، كان أحد أهمّ أهدافه ضمان المواطنة للعبيد سابقا ؛ و بلغته الواضحة جدّا ، يضمن هذا الفصل المواطنة لكلّ شخص مولود في الولايات المتّحدة .
إن أراد ترامب أن يغيّر هذا قانونيّا و دستوريّا – و هذا في حدّ ذاته سيكون أمرا سيّئا – كان بوسعه أن القيام بذلك بإتّباع سيرورات إدخال تعديلات على الدستور معروضة في الدستور نفسه . لكن هذه هي المسألة بالذات : ترامب لا يعترف بأيّة حدود لدكتاتوريّته الفاشيّة – لا الدستور و لا القوانين أو حكم القانون و السيرورة القانونيّة اللازمة .
إثر المحاصرة غير القانونيّة للمهاجرين القانونيّين الذين لم يحاكموا لإرتكابهم أيّ جريمة ، منكرا عليهم السيرورة القانونيّة اللازمة و مرسلا إيّاهم إلى سجون أقبية للتعذيب في السلفادور ، هدّد ترامب على الملأ بالقيام بالشيء نفسه مع مواطنين من هذه البلاد . لئن سُمِح لنظام ترامب بالبقاء في السلطة ، لن يكون هناك إنسان في أمان من حكمه الفاشيّ : كلّ من يقرّر ترامب أنّه " عدوّ " سيقع إستهدافه ، بلا حماية من القانون ؛ السود كما آخرين من ذوى البشرة الملوّنة و المهاجرين و النساء و المثليّين و المزدوجين و المتحوّلين جنسيّا و غيرهم من الذين يعتبرهم ترامب " أدنى " و " لا قيمة لهم " سيتعرّضون إلى التمييز العنصري و الإضطهاد و العنف و القتل ، دون حتّى زعم المساواة في ظلّ القانون ، أو المساواة و الحقوق بأي معنى كانت .
و التعويل على " السيرورات العاديّة " و " الطرق العاديّة للقيام بالأشياء " لن و لا يمكن أن يُلحق الهزيمة بهذه الفاشيّة و يضع نهاية لإستشراء الرعب الحقيقي جدّا و بصفة متصاعدة أكثر فأكثر بصفة مستمرّة .
إن كان الحزب الجمهوريّ مجرّد " محافظ " ، فإنّ ترامب و فانس و روبيو و البقيّة كانوا بعدُ سيقالون و يحاكمون و يواجهون تهما بالإجرام لتجاوزهم الصارخ للقانون و كذلك للدستور . ( قبلا في سبعينات القرن العشرين ، عندما إندفع الرئيس ريتشارد نيكسن في تجاوزات للقانون صارخة أقلّ و أقلّ تطرّفا ، أُجبِر على الإستقالة ، لأنّه تبيّن له أنّه إن لم يستقل، سيصوّت الجمهوريّون كما الديمقراطيّون على إقالته و توجيه تهم له ). غير أنّ الحزب الجمهوريّ اليوم ليس " محافظا " – إنّه حزب فاشيّ – و لهذا يواصل دعمه للخرق المفضوح و الدواني لترامب للقانون و الدستور ، و للحقوق التي من المفترض أن تكون مضمونة في ظلّ هذا الدستور .
إنّ الديمقراطيّين ككلّ في آن معا غير قادرين و لا ينوون أن يعترفوا تماما و يتصرّفوا إنسجاما مع فهم أنّ " المعايير " – السياسة كالعادة و " الطريقة العاديّة التي تقام بها الأشياء " – لا يمكن أن توقف نظام ترامب الفاشيّ المصمّم على تحدّى و دوس هذه " المعايير " بما فيها الدستور و حكم القانون الذى يرسيه . ( الآن بالذات ، سياسيّو و منخرطو الحزب الديمقراطي " يناقشون " إن كان من الضروري و من " السياسات الجيّدة " الوقوف من أجل حكم القانون و السيرورة القانونيّة اللازمة ، في وجه التجاوزات الصارخة لترامب لهذا ! و ما من قوّة سياسيّة تهتمّ حقّا بالحقوق الأساسيّة للشعب يمكن أن " تناقش " ما إذا ييتعيّن الوقوف من أجل هذه الحقوق ! ) . لذا ، إلى جانب واقع أنّ الانتخابات في نوفمبر 2026 ( كي لا نقول أيّ شيء عن انتخابات 2028 ) ستكون متأخّرة جدّا ، لا سيما إعتبارا للسرعة الجنونيّة التي يتحرّك بها نظام ترامب الفاشيّ ( و رفضه على أي حال الإعتراف بنتائج الانتخابات التي لا تروقه ) ، معوّلا على أنّ الحزب الديمقراطي وصفة للهزيمة – هزيمة مريعة لا يمكن للإنسانيّة حقيقة أن تسمح بها !
و كي نكون واضحين ، كأناس لدينا فهم معتمد على العلم بأنّ هذا النظام الرأسمالي – الإمبريالي الذى ولّد هذه الفاشيّة – و أنّ النظام برمّته يقوم على الإستغلال الوحشيّ و الإضطهاد الإجرامي و النهب و التدمير الكبيرين للناس في كلّ مكان ، و كذلك للبيئة – نحن الشيوعيّون الثوريّون نعترف كذلك بوضوح بأنّ دستور الولايات المتّحدة يُرسى الأساس القانوني لحكم هذا النظام ، حتّى وهو يوفّر بضعة حقوق في إطار هذا النظام . لهذا ، في بيان " نحتاج و نطالب ب : نمط حياة جديد تماما و نظام مغاير جوهريّا " ، نؤكّد بجلاء كبير أنّنا " نحتاج نظاما مغايرا تماما ، ب دستور مختلف تماما – دستور الجمهوريّة الإشتراكيّة الجديدة في شمال أمريكا " – الذى سيوفّر حقوقا أكبر بكثير للناس بما فيها الحقّ الأساسي في النهوض بدور محدّد جوهريّا في المجتمع و الحكم الجديدين و هدفهما و غايتهما هي القضاء على كافة الإستغلال و الإضطهاد ، في كلّ مكان ". ( هذا البيان متوفّر على موقع أنترنت revcom.us ) و نواصل العمل من أجل الثورة التي تمثّل الحلّ الأكثر جوهريّة لجنون النظام و فظائعه – ثورة ستنشئ نظاما تحريريّا مرتأى في دستور الجمهوريّة الإشتراكيّة الجديدة .
و في الوقت نفسه ، يوضّح بياننا بدرجة كبيرة أنّه " طالما لا نزال نعيش في ظلّ حكم هذا النظام الرأسمالي - الإمبريالي، سندافع عن الناس ضد الهجمات على حياتهم و على حقوقهم المفترض أنّها مضمونة في ظلّ دستور الولايات المتّحدة ".
و الآن بالذات ، في مواجهة الطاغوت الفاشيّ لنظام ترامب و الدفاع عن الحقوق التي من المفترض أن تكون مضمونة في ظلّ دستور الولايات المتّحدة – الدفاع عن الناس الذين يتعرّضون لدوس لاقانونيّ لهذه الحقوق من طرف نظام ترامب – أمر هام بدرجة حيويّة جدّا ، فهو مسألة حياة أو موت . و بالكلمات الأكثر أساسيّة ، هذا يعنى و يتطلّب عمليّا إلحاق الهزيمة بهذا النظام الفاشيّ – وضع نهاية لحكمه ، مع عهد إرهابه الواقعي جدّا و السافر بصفة متصاعدة .
و سيقتضى هذا جرأة و تضحيات من أجل المصلحة الأعظم – المصلحة الأعظم لعمليّا إلحاق الهزيمة بهذه الفاشيّة : ليس " الإعتناء بالنفس " و لا العودة إلى أشياء من مثل " التعاون المتبادل " ضمن معارضي هذه الفاشيّة و أهدافها ، شيء يمكن أن يساهم في التعبأة الجماهيريّة المتنامية الضروريّة لكنّه لا يمكن أن يُعوّض و لا يجب أن يقع تبنّيه بدلا عن ، إنشاء تعبأة جماهيريّة .
و قتال الحياة أو الموت هذا ضد الفاشيّة يتطلّب و يحتاج أن تتنامى بسرعة صفوف الناس المنحدرين من كافة أنحاء المجتمع و كافة مناحي الحياة – بمن فيهم السود و المهاجرين و طلبة المعاهد العليا و شباب آخرون ، و حرفيّون و موظّفون حكوميّون و نساء و مثليّني و مزدوجين و متحوّلين جنسيّا و غيرهم – كلّ من لهم عمليّا مصلحة عميقة في إلحاق الهزيمة بهذه الفاشيّة : أناس بتنوّع واسع في وجهات النظر و الآفاق السياسيّة ، موحّدين كلّ من يمكن توحيدهم و متجاوزين كلّ مخطّطات " فرّق تسُد " ، في سبيل إيجاد ملايين يمكن أن يشكّلوا قوّة حاسمة في الإطاحة بهذا النظام الفاشيّ .
الموسيقيّون و الشخصيّات البارزة في مجال الفنون ، و غيرهم من مالكي أرضيّة جماهيريّة و الذين يمكن أن يوصلوا رسالة إلى الجماهير الشعبيّة ، يحتاجون إلى إستخدام صوتهم و أرضيّتهم ، الآن ، كوسيلة كبرى للمساهمة في و الدعوة إلى التعبأة الجماهيريّة المطلوبة بشكل إستعجالي . لا يمكن أن يوجد أيّ عذر لأيّ شخص محترم و شريف للوقوف موقف المتفرّج بعيدا عن هذا القتال الحيويّ و الملحّ . و ليس الدعم النشيط لهذا النظام الفاشيّ جريمة كبرى ضد الإنسانيّة ، بل إنّ القبول بسلبيّة و الصمت إزاء هذا النظام الفاشيّ يعادل التواطؤ معه و عمليّا مساعدته . من الناحية الإيجابيّة ، البناء النشيط من أجل و المشاركة في القتال ضد هذا النظام الفاشيّ شيء إيجابي جيّد جدّا و تعبير عميق عن إنسانيّة المرء .
و حتّى المعلّق المحافظ البارز دافيد بروكس قد دعا إلى " إنتفاضة مدنيّة وطنيّة شاملة " ضد هذا النظام ؛ و روبار رايش ( سكرتير العمل السابق أثناء رئاسة بيل كلينتن ) قد دعا إلى إضراب عام مفتوح لإيقاف هذا النظام . هذه و غيرها من الأفكار و المقترحات لكيف نلحق الهزيمة بهذا النظام تحتاج النقاش و الجدال النشيطين – كجزء من ، و في إطار ، السيرورة العامة و الحيويّة للتحرّك ، بالصفة الإستعجاليّوة الضروريّة ، لإنشاء التعبأة الجماهيريّة التي ستكون حيويّة في القتال في سبيل المطلب الحيويّ : يجب على نظام ترامب الفاشيّ أن يرحل – الآن !
و هذه التعبأة الجماهيريّة يمكن أن يكون لها تأثير على المؤسّسات المهيمنة في البلاد ، بإمكانيّة إيجاد الظروف التي يمكن أن تحدث منعرجات و " إعادة إستقطاب " كبرى ضمنهم . و هذه طريقة من الطُرق التي يمكن وفقها إزاحة نظام ترامب الفاشيّ من السلطة . لكن ، بطريقة أو أخرى ، يجب أن يرحل هذا النظام – و التعبأة غير العنيفة لكن المصمّمة ، و المستدامة و المتنامية الأعداد للجماهير الشعبيّة تحتاج أن تشيّد ، كقوّة حجر أساس لتحقيق هذا الهدف الحيويّ و الإستعجالي ، في أقرب وقت ممكن ، قبل أن يفوت الأوان .
باسم الإنسانيّة ، نرفض القبول بأمريكا فاشيّة !
يجب على نظام ترامب الفاشيّ أن يرحلّ – الآن !