حادثان يبيّنان – مرّة أخرى – أنّ إسرائيل تقترف إبادة جماعيّة في غزّة ... و أنّ الولايات المتّحدة تدعمها في ذلك


شادي الشماوي
2025 / 5 / 9 - 00:14     

جريدة " الثورة " عدد 903 ، 28 أفريل 2025
www.revcom.us

مع تواصل المذابح الإسرائيليّة التي لا تتوقّف في غزّة ، بدعم من الولايات المتّحدة ، حدثان في الأسبوع الفارط يفضحان بشدّة محاولة الإبادة الجماعيّة التي تقف وراء هذه المذابح ، و الدعم الكامل لذلك من الولايات المتّحدة .
أوّلا : وزير الماليّة الإسرائيلي يقول إنّ حلّ " مشكل غزّة " يكون ب" تهجير " الفلسطينيّين – و ليس" تحرير الأسرى"- هو الهدف الأساسي لإسرائيل .
لقد حاولت إسرائيل أن تبرّر مذابحها في غزّة بتركيز إنتباه الرأي العام على مشكلة أسراها هناك . " في وسائل الإعلام العالميّة ، الناطقون باسم الحكومة غالبا ما كانوا يذكرون الأسرى على أنّهم السبب الأوّل للحرب الدائرة رحاها في غزّة "، هذا ما كُتِب في جريدة هآرتز الإسرائيليّة . (1)
في 21 أفريل ، أحدث وزير الماليّة الإسرائيلي القويّ ، بيزلال سموترتش ن ثقبا كبيرا في هذه الكذبة بحديثه عن " حقيقة مزعجة " كما وصفت جريدة هآرتز ذلك . فقد إعترف سموتريتش بأنّ إنقاذ الأسرى لم يكن " أهمّ هدف " لدي إسرائيل .
" لقد وعدنا الشعب الإسرائيلي بأنّ مع نهاية الحرب ، لن تظلّ غزّة تهديدا لإسرائيل " ، قال سموتريتش . " نحتاج إلى القضاء على مشكل غزّة " .
و كيف يتعيّن على إسرائيل أن تقضي على " مشكل " غزّة حسب رأي سموتريتش ؟ يتعيّن على إسرائيل أن تركّز على فرض السيطرة التامة على قطاع غزّة و تهجير سكّانه الفلسطينيّين إلى خارج الجيب الساحلي ، كما جاء في تقرير لجريدة هآرتز ، " بدلا من إعطاء الأولويّة إلى إنقاذ الأسرى ". و تاليا إعادة تأهيل غزّة بمستوطنين يهود .
بإختصار ، التطهير العرقي الإبادي الجماعي ! (2)
ثانيا : " تغطية ترامب " على الإرهاب و الإبادة الجماعيّة – الولايات المتّحدة تهاجم الطلبة الأجانب ، و ترحّب بالداعية المتطرّف الإسرائيلي إلى الإبادة الجماعيّة .
إنّ النظام الفاشي لترامب / الماغا [ MAGA = جعل أمريكا عظيمة من جديد ] كان منغمسا في الهجوم على الطلبة الأجانب الذين يرغبون في الدراسة في الولايات المتّحدة ، لكنّه لا يرى أيّ مشكل في الترحيب بداعم للإرهاب عنصريّ متطرّف داعية للإبادة الجماعيّة ضد الشعب الفلسطيني .
إنّ،ا نتحدّث عن وزير الأمن القومي الإسرائيلي و عضو مفتاح في كبينت الوزير الأوّل نتنياهو ، إيتمار بن غفير . بن غفير مستوطن يهودي فاشيّ من الضفّة الغربيّة من فلسطين المحتلّة . وقد دعا إلى ترحيل كافة المواطنين الفلسطينيّين من إسرائيل، و لسنوات عرض صورة لباروش غلدشتاين ، الصهيوني المتعصّب الذى قتل 29 متعبّد مسلم لا يحمل سلاحا في الخليل سنة 1994 .
بدأ بن غفير جولة بعشرة أيّام إلى الولايات المتّحدة في 21 أفريل . نزل بمايامي و شارك في عشاء مسرف لجمع التبرّعات إلى جانب قادة جمهوريّين و رجال أعمال في عمارة مار ألاغو التابعة لترامب ( ترامب لم يكن هناك ) . و بن غفير المشرف على نظام السجون و الشرطة في إسرائيل ، قام بزيارة للسجن الإصلاحي أفرغلادس التابع للدولة و إلتقى بمسؤولي قسم الشرطة بميامي . و خطب في مجموعات يهوديّة في نيو هافن ، و الكنكتكت ( قرب يال ) و بروكلين و سيمضى إلى واشنطن دى سى .
و لم يُخفِ بن غفير وجهات نظره . فقد قال إنّه على إسرائيل أن تقصف خدمات خزن الغذاء في غزّة . و قال إنّ إسرائيل يجب أن تطبّق مخطّط ترامب للتهجير القسري للفلسطينيّين من غزّة إلى بلدان أخرى . و تفاخر بتشديد القبضة على المساجين الفلسطينيّين معربا عن أنّهم " قد خسروا أوزانهم " منذ تولّيه المنصب . و نشر على منصّة آكس أنّ جمهوره قد " أعرب له عن دعمه لموقفه الواضح جدّا بشأن كيفيّة التصرّف في غزّة و أنّ مخازن الغذاء و المساعدات ينبغي قصفها بالقنابل للضغط عسكريّا و سياسيّا لإعادة الأسرى إلى ديارهم سالمين ".
و قد قُوبل بن غفير بالإحتجاجات و التنديدات ، خاصة من قبل اليهود ، في كلّ مكان ذهب إليه . و قال أحد الأحبار اليهود إنّ تجمّع اليهود التابع له " هزّته هزّا " زيارة بن غفير . " إنّه لأمر عبثيّ أنّه بينما يجرى إسكات الطلبة ، يحظى بن غفير بالترحيب . " (3)
يمكن أن لا يكون بن غفير قد قابل ترامب و أعلى مسؤولي النظام في جولته هذه ، لكن زيارته نفسها تمثّل " شيئا مريعا " من لدن نظام ترامب للفاشيّين الإسرائيليّين و إبادتهم الجماعيّة الوحشيّة للشعب الفلسطيني ّ . (4)
كما لو أنّ هذا يُشدّد على رسالة ، قبل وصول طائرة بن غفير ، أنّ إدارة ترامب وافقت على بيع آلاف البنادق الهجوميّة لبن غفير . و على ألرجح أنّ هذه البنادق ستُستخدم للتصعيد من الإرهاب العنيف و التهجير القسري للفلسطينيّين في الضفّة الغربيّة . (5)
هوامش المقال :
1- في 7 أكتوبر 2023 ، نفّذت المنظّمة الأصوليّة الإسلاميّة حماس هجوما على داخل إسرائيل قُتل خلاله تقريبا 1200- أساسا مدنيّين – و وقع 250 إسرائيلي و إسرائيليّة في الأسر . إنّ قتل المدنيّين و أخذهم كأسرى جريمة حرب رجعيّة . و مع ذلك ، لا شيء من هذا يبرّر الجرائم الإسرائيليّة اتلأكبر و الأكبر و الأكبر بكثير ضد الشعب الفلسطينيّ .
2- " حكومة نتنياهو ، عند هذه النقطة ، تستخدم عذابات الأسرى و أسرهم كوسيلة لحشد المساندة و التعاطف العالميّين ، بينما تقول للجمهور الإسرائيلي أنّ الأسرى ليسوا بهذه الأهمّية و أنّ مصيرهم لا ينبغي أن يكون أهمّ من الرؤية المسيحانيّة لسموترتش لغزّة " ، كتبت جريدة هآرتز .
3- المصادر :
Protests Erupt on Yale Campus Ahead of Visit by Israeli Far-Right Minister Itamar Ben-Gvir, Democracy Now!, April 23, 2025 Haaretz, April 24, 2025 Trump-washing Israel s Kahanist Far Right: Ben-Gvir s U.S. Trip Is a Radical Pivot From the Biden Years, Haaretz, April 21, 2025.
4- سكرتير خزينة الولايات المتّحدة ، سكوت بيسانت ، قد سبق له أن إستقبل وزير الماليّة الإسرائيلي بزلال سموتريتش ، زميل بن غفير و صاحبه إيديولوجيّا ، في واشنطن .
5- لقد ساعد بايدن في بيع هذه الأسلحة ، و منع بن غفير من زيارة الولايات المتّحدة ، إنسجاما مع تقييم إدارته لكيف يتمّ تعزيز إسرائيل كأفضل ما يكون التعزيز و التقدّم بمصالح إمبرياليّة الولايات المتّحدة في الشرق الأوسط .