بيان المجموعة الشيوعيّة الثوريّة ، كولمبيا بمناسبة غرّة ماي 2025 : كفانا يأسا و إحباطا – حان وقت الغضب المشروع و التصميم الثوريّ !


شادي الشماوي
2025 / 5 / 7 - 22:31     

بيان المجموعة الشيوعيّة الثوريّة ، كولمبيا بمناسبة غرّة ماي 2025 : كفانا يأسا و إحباطا – حان وقت الغضب المشروع و التصميم الثوريّ !
جريدة " الثورة " عدد 904 ، 5 ماي 2025
www.revcom.us

أضحى العالم الذى نعيش فيه مفزعا فزعا يتزايد يوميّا . فسوء التغذية و الجوع حكما على أزيد من ألف مليون شخص بالموت التدريجي ؛ و تهدّد حالة الطوارئ البيئيّة كافة الأنظمة البيئيّة على الكوكب ؛ و أفضت الحروب من أجل السيطرة بين القوى الإمبرياليّة ، عن طريق وكلاء أم مباشرة ، إلى القتل و الدمار و الهجرة بأعداد كبيرة من أوكرانيا و الشرق الأوسط و منطقة وسط أفريقيا و جنوب آسيا . و النساء ، نصف الإنسانيّة ، قُلّصن إلى أشياء يتمّ التجارة بهنّ وتتمّ إهانتهنّ. و رغم أنّ تطوّر التكنولوجيا و مراكمة المعارف من طرف الإنسانيّة قد أدّى بالمجتمع إلى نقطة يمكن فيها وضع نهاية بيسر لحرمان و جوع آلاف ملايين الأشخاص و توفير حياة ماديّة لائقة و حياة فكريّة ثريّة للبشر ، فإنّ النظام الرأسمالي العالمي ( الإمبرياليّة ) ، محكوم بالسعي وراء الأرباح ، يخنق هذه الإمكانيّة و يسحقها .
العذابات و الإضطهاد و الدمار الذين تواجههم الإنسانيّة نتاج السير العادي للنظام الرأسمالي – الإمبريالي المهيمن على الصعيد العالمي . و يقوم هذا النظام على علاقات إقتصاديّة إستغلاليّة و على علاقات إجتماعيّة و سياسيّة إضطهاديّة . و للبقاء على قيد الحياة يستخدم بلا تمييز كافة أنواع الأسلحة و ضد أهداف عشوائيّة و قوات قمعيّة كتلك التي تهاجم و تسجن سواء المتظاهرين الموالين لفلسطين في جامعات الولايات المتّحدة أو في شوارع بلدان مختلف القارات أو المهاجرين في الولايات المتّحدة و أوروبا أو في أيّ مكان آخر ؛ لكن كذلك يعوّل على التزايد المقصود لأشكال التفكير التي ترتئى أنّه من غير الممكن وضع نهاية لهذا النظام ، و أنّه توجد " طبيعة إنسانيّة " لا تتبدّل مدمّرة و أنانيّة ، و أنّ كلّ مشروع تحريريّ قد أخفق أو مثّل كابوسا ، أو أنّ الخيار الوحيد هو الإكتفاء عموما بإصلاحات صلب هذا النظام .
و هذه اللحظة لحظة حرجة بشكل خاص في البلاد و في العالم . ففي كولمبيا ( شأنها شأن فنيزويلا و غيرها من البلدان ) يغدو بديهيّة أكثر جنون ( و أضرار ) الأوهام الإشتراكيّة الديمقراطيّة و أصناف الدجّالين إجتماعيّا ببرامجهم الإصلاحيّة التي لا تلحق الضرر برأس المال و لا بأرباحه . و كذلك ، على الصعيد العالمي بدأت تعتمل ( أو تسارعت ) بعض التغييرات الهامة في الاقتصاد و السياسة محطّمة النظام العالمي الذى ساد إثر فترة ما بعد الحرب العالميّة الثانية و خلال " الحرب الباردة " بما فيها المؤسّسات العالميّة التي اضطلعت بدور حقيقي و رسمي في الحفاظ على هذا النظام . و هذه هي اللحظة التي فاقمت فيها التغييرات المتسارعة للعقود الأخيرة الإستقطاب في العالم و أفرزت ميلا إلى اليمين في كلّ المشهد السياسي ( بما فيه " اليسار " ) و صعود الفاشيّة في بلدان متنوّعة بما فيها في الولايات المتّحدة ، القوّة الإمبرياليّة الأعتى ، التي هي في نزاع محتدم مع بلدان إمبرياليّة أخرى مثل الصين و روسيا و قوى من الإتّحاد الأوروبي ن دون إغلاق الباب أمام التوافقات .
لكن الإستقطاب الحالي ، سواء في هذه البلاد او عالميّا ، لا يعنى أنّ الخيارات بالنسبة إلى المستغِلّين و المضطهَدين هي وضع النفس تحت جناح احد هذان الشرّان ، مهما بدا أحدهما أقلّ شرّا ، خاصة على المدى القصير . و نداؤنا في غرّة ماي هذه ، في إنسجام مع العمل الثوريّ ، في مستوى مختلف من التطوّر على المستوى العالمي ، إستنادا إلى الشيوعيّة الجديدة – من كولمبيا إلى الولايات المتّحدة ، و من المكسيك إلى إيران ، و من أوروبا إلى الشرق الأوسط – واضح : إزاء الوضع الموصوف لا يمكن التوفيق و لا التطبيع ؛ كفانا يأسا و إحباطا – حان وقت الغضب المشروع و التصميم الثوريّ !
غرّة ماي إحتفال ثوريّ . يوم يجتمع فيه الناس ، في مختلف أنحاء هذا الكوكب المعذّب و يصرّحون بتصميمهم على وضع نهاية للإستغلال و لكافة أشكال الإضطهاد بواسطة الثورة . غرّة ماي يوم لفيه يتمّ الحُلم برؤية عالم دون بلدان مضطَهِدَة و بلدان مضطهَدَة ، و في نهاية المطاف ، دون حدود و قوميّات من أيّ صنف ، و يجرى النضال من أجله . إنّه يوم تضامن أمميّ .
غرّة ماي لا يطرح على نفسه التضرّع لمن يحكموننا بأن يكفّوا عن معاملتنا كشيء أقلّ من البشر . غرّة ماي يوم للوقوف على الأرجل و النضال ضد النظام ، للإصداح بأنّنا لا نقبل أيّ شكل من أشكال العبوديّة . إنّ÷ يوم للتعبير عن المقاومة كجزء من حركة من أجل الثورة . يوم نؤكّد فيه هدفنا بتوحيد الملايين للإطاحة بهذا النظام في أقرب وقت تسمح فيه الظروف بذلك و إنشاء سلطة دولة جديدة راديكاليّا ، مناضلين للقضاء على كلّ شكل من أشكال هذا الإضطهاد . ( revcom.us)
و قد صارت الأمور أكثر بداهة لمن له عيون ليرى ، بعض الناس يرتؤون المشاكل – و ليسوا متّفقين مع الأشياء كما هي حاليّا – بيد أنّه ليس لديهم في مجال رؤيتهم آفاق الثورة . و مع تفكّ: " الموجة الورديّة " الإصلاحيّة في أمريكا اللاتينيّة لديهم الفكرة التافهة و الخاطئة بأنّ " السلطة تفسد " في حدّ ذاتها ، و آخذين الأمور في إطار ما أضحى من المفترض أنّه معروف ب " اليسار " ( " الإشتراكيّة الواقعيّة " و " إشتراكيّة القرن الواحد و العشرين " إلخ ) ، إلى هؤلاء الناس يعسّر عليهم الإنفتاح على التعرّف على البديل الثوري حقيقة ، أنّه ثمّة : الثورة الإشتراكيّة في الإنتقال إلى الشيوعيّة العالميّة إعتمادا على الشيوعيّة الجديدة التي طوّرها بوب أفاكيان .
و هكذا ، في غرّة ماي هذه نداء مفتاح هو – دون إبتلاع التشويهات المعادية للثورة ، دون الإستسلام للمديح الفاسد المحبط للحشود الذى تطلقه جماعات ما بعد المعاصرة – في كلّ مرّة المزيد من العمّال من الريف و المدن ، و الطلبة و الشباب من الأحياء و من الأوساط الأكاديميّة و المعلّمين و الأساتذة إلخ يباشرون دراسة الشيوعيّة الجديدة دراسة جدّية . معيدين ما ورد على لسان أحد الشعراء : حان وقت أن يُعلم ! حان وقت أن يتجرّأ الغضب على الإزدهار ، أن يُلمس قلب القلق . حان وقت أن يكون وقت ...
باسم الإنسانيّة ، نرفض القبول بولايات متّحدة فاشيّة !
لا تتواطؤوا ، لا تطبّعوا ، لا تتعاونوا مع النظام الفاشيّ !
ليرحل نظام ترامب الفاشيّ – الآن – قبل فوات الأوان !
لا رأسماليّة فاشيّة و لا رأسماليّة " بوجه إنسانيّ " ، الإنسانيّة في حاجة إلى الثورة و الشيوعيّة الجديدة !
لتسقط دولة الأبارتايد العنصريّة إسرائيل و سيّدتها الإمبرياليّة الأمريكيّة !
النضال ضد الصهيونيّة لا يساوى معاداة الساميّة !
ليس علينا الإختيار بين الصعاليك الإمبرياليّين ! لسنا في حاجة إلى عالم " متعدّد الأقطاب "، نحن في حاجة إلى عالم بلا إمبرياليّة !
لنقضى على الرأسماليّة قبل أن تقضى علينا !
إلتحقوا بالنضال العالمي من أجل تحرير الإنسانيّة !
من الولايات المتّحدة إلى إيران ، و من فلسطين إلى كولمبيا ، يحتاج الناس إلى ثورة حقيقيّة تقوم أسسها على الشيوعيّة الجديدة !
@ComRevCo / comrev.co