بيان بمناسبة اليوم العالمي للشغل


علي لهروشي
2025 / 5 / 2 - 00:26     

في هذا اليوم فاتح ماي 2025 الذي يخلّده عمّال العالم دفاعًا عن كرامتهم وحقوقهم، ومن أجل تحقيق مزيد من المكتسبات المشروعة، يخرج الشارع المغربي من جديد ليعبّر عن غضبٍ شعبي متزايد، وسط أزمة اجتماعية خانقة لا تطال الطبقة العاملة وحدها، بل تمسّ كل فئات الشعب المغربي
لقد أضحى العامل المغربي يواجه يوميًا ظروفًا قاسية، تتمثل في تدني الأجور، والاستغلال البشع، وانعدام الحماية الاجتماعية، وارتفاع تكاليف المعيشة، مقابل تجميد الأجور وتآكل القدرة الشرائية. كما تتسع رقعة البطالة والهشاشة، ويُزج بآلاف الشباب والكفاءات في دوامة التهميش واليأس والحرمان ، وما يزيد الوضع تأزّمًا هو تفشي ظواهر الفساد، والرشوة، والمحسوبية، والزبونية في مختلف المؤسسات الإدارية، والقضائية، والمالية، وعلى رأسها الأبناك، ناهيك عن الغياب التام للمحاسبة والمسائلة والحكامة الجيدة، حيث تُهدر الموارد وتُجهض فرص الإصلاح، وتتعرقل مصالح المواطنين، بينما تُرفع شعارات حكومية جوفاء مفادها التغني بالتنمية والعدالة الاجتماعية ، و إقرار الحقوق دون أن تجد هذه الشعارات طريقها إلى الواقع
إنّني مثل كل الأحرار ومعارضي النظام الملكي الديكتاتوري في المغرب لا يفوتني في هذا اليوم الأممي أن أعلن دعمي و مساندتي الكاملة لنضالات الطبقة العاملة المغربية. ولا أكتفي بتأييدي لهذه المطالب العمالية والنقابية، مثل: تحسين الأجور بما يتناسب مع تكاليف العيش الكريم، وضمان الحماية الاجتماعية الشاملة لكل الأجراء والعاملين في جميع القطاعات، سواء المهيكلة أو غير المهيكلة، ومحاربة الفساد بكل أشكاله، وربط المسؤولية بالمحاسبة، وفتح حوار اجتماعي جاد ومسؤول يعيد الاعتبار للعمل اللائق ويحقق العدالة الاجتماعية ، إذ لا تنمية بدون كرامة العامل، ولا عدالة بدون إنصاف الفئات المسحوقة، ولا استقرار بدون محاربة الفساد. بل إنني ككل باقي الأحرار و المعاضين لحكم الديكتاتورية العلوية بالمغرب أندد بالتطبيع العلني بين النظام الملكي والكيان الصهيوني الإسرائيلي المجرم، الذي أساء إلى الإنسانية عامة، وإلى الشعب المغربي خاصة
كما لا يفوتني أن ؤكد أن تحقيق هذه المطالب العمالية والسياسية، وعلى رأسها: الديمقراطية، والحرية، والعدالة، وحقوق الإنسان، لن يتحقق في ظل الحكم الملكي الديكتاتوري، لأنه لا يخدم مصالح النظام، الذي يدرك أن الاستجابة لهذه المطالب ستؤدي إلى مساءلته ومحاكمته على الجرائم التي اقترفها بحق الشعب المغربي طوال فترة حكمه

عاشت نضالات الطبقة العاملة ، عاش فاتح ماي يومًا للصمود والمطالبة بالحقوق