حَواس العامل تختصِرُ الكلام بالفعل


عصام محمد جميل مروة
2025 / 5 / 1 - 12:50     

تتشكل القوى العاملة منذ بداية إتساع مراحل التطور الدائم في تقديم الخدمات الكاملة للعامل عندما يبحث عن مصادر رزق آنية مؤقتة تكفى الى سد رمق وجبة واحدة غير مكتملة لإطعام العائلة التي تعتمد على مدخول مؤقت للأجراء وللعمال .وحتى للعبيد الذين كانوا في مثابة خُدام للأسياد ولأصحاب الاملاك من الاراضي الشائعة و الشاسعة التي يتم توزيع العمال والخدم حسب مزاج المقربين من اصحاب العقارات الكبري ، الذين لا يدركون ولا يعلمون مدى بُعد حدود الاراضي المملوكة لهم بفضل منحها او السيطرة عليها بفضل الاستعمار والاستيطان والاحتلال والنفوذ والتسلط . بقوة الرجال والسلاح الذي هو المبرر الوحيد في التحكم بقوة نفوذ زنود العمال دون منحهم اجرهم !؟. او حتى ابقاء مردود ايام كثيرة لأنتاج العمال يبقى ديناً من ايادي العمال في انتظار الانتاج الزراعي والصناعي . "" بمعنى ادق إن العامل هو الذي يُدَيَّن رأس المال "" ، وحتى عندما كانت القوى المتسلطة تقود الشباب الى المجهول في البحث عن جديد في اكتشاف المناجم والمناطق الشاسعة الصالحة للزراعة، واعتماد دور الفلاحين رغماً عنهم وفرض قوانين "" الرق والقنانة والعبودية "" ، دون محاسبة او مراقبة ، او حتى كان في زمن غير بعيد منذ عقود قليلة بعدما كان الحراس للمالكين عندما كانوا يتفقدون المزارع وعمليات الانتاج للمحاصيل فكانت جموع العمال تطالب حقاً جزئيًا لأسرهم فكانت هناك الات القتل لكل العمال الذين يتجرأون في رفع اصواتهم ضد مُلاك العقارات والمزارع الكبري .
في الاول من أيار عيد العمال العالمي يتساءل كثيرون عن استعادة ذكرى احتفالات دولية في هذا اليوم الخاص الذي يعمل الاجراء غصباً عنهم في تأمين سد رمق العائلات القريبة التي لا تمتلك سوى زنود و سواعد الابناء لحماية الاهل من الجوع والمرض والفقر والبحث الدائم عن بدل سكن او انتقال مضني من مكان الى لاخر حسب مقدرة العامل لسكن الاكواخ او حتى الغرف التي لا تصلح لإستخدامها مكاناً كالأسطبلات .
حواس العامل تختصر الكلام ، بالفعل عملاً وليس قولاً ، في اى زمان ومكان رغم بروز الالات والمعدات التي يتم الاستغناء عن سواعد وزنود العمال وهناك تناسي مُعمد لحقوق الملايين من العمال بعد تضخم فعَّالية الماكينات الكبرى التي تنتج فوق ما يتصوَّرهُ العقل في الزمن والعصر الحالي .
يبقى يوم الاول من ايار دوراً مثالياً يتمثل لدى الطبقة الفقيرة الدؤوبة المستمرة في اضاءة الشموع في مثل هذا اليوم في حياة الشعوب المناضلة والعاملة التي تعتمد في اسلوبها المُشَّرف للإنتاج اليدوى رغم إحلال الالات والروبوتات مكان دور العاملات والعمال . وفي الوقت الحالى بعد وصول الذكاء الاصطناعي الذي غير وجه حقيقة الانتاج في الدول الصناعية الكبرى مما ادى الى تضعضع الثقة ما بين انتاج إصطناعي واضح لا غُبار على نوعيته ولا شك في تصريفه سريعاً حسب الاسواق العالمية .وإعتبارهِ سلعة دائمة التطور الاقتصادي الحديث والجديد ، فهنا يتأثر دور انتاج يدوى ، يقوم العمال في المتابعة والمثابرة رغم الفوارق في الات الانتاج .
من جوانب اخرى وفي دول متخلفة كالعالمثالثية هناك مراوحة في المكان حسب الاحصاءات الرسمية للمؤسسات التي تراهن وتراقب عمليات الانتاج اليدوى لدور العمال الذين يفتقدون الحقوق كاملة اذا ما تعطلت ادوات العمل لأسباب كبيرة وفي مقدمتها الحروب .
وهذا ما لامسناه في العالم العربي خصوصاً في مناطق فلسطين المحتلة ولبنان وسوريا واليمن والعراق والسودان تحت اهوال الحرب الضخمة ،ودول اخرى بعدما تحول العامل الى عاطل عن العمل بفضل الحروب الُمستدامة .
كما لاحظنا بعد جائحة الكورونا الكوفيد التاسع عشر نهاية عام 2019 تدنى مستوى العمال خوفاً من انتشار العدوى المُصطنعة والمُفبركة في المختبرات الخاصة في استغلال الانسان لأخيه الانسان رغم تسارع التطور الآلى .
الف تحية لدور الطبقة الكادحة وللنقابات العمالية التي تُشكِلُ الرافعة الحقيقية لتسطير الدور الطليعي لتجمعات العمال والفلاحين والطلاب والمثقفين والثوار على مدار التاريخ بلا تراجع او تأفف عن نهج الطبقة المسحوقة .

عصام محمد جميل مروة..
بيروت - الضاحية الجنوبية لبنان ..
الاول من ايار مايو 2025 ..