ترامب وبريكس وخطر المواجهة العسكرية عالميا
نجم الدليمي
2025 / 4 / 29 - 07:42
ان إعلان الحرب التجارية من قبل ترامب وادارته الجديدة يعكس ازمة النظام الامبريالي الاميركي وتنامي التناقضات المختلفة داخل المجتمع الراسمالي الاميركي ، ومنها تنامي معدلات المديونية الاميركية والتي تشكل ثلث إجمالي المديونية العالمية اي اكثر من/100 ترليون دولار تباطوء معدلات النمو الاقتصادي ،تنامي العجوزات المالية في الميزان التجاري وميزان المدفوعات وفي الميزانية الحكومية...؟ انه اقتصادي راسمالي طفيلي وخدمي بدليل ان قطاع الخدمات في اميركا يساهم بنسبة اكثر من 85 بالمئة في الناتج المحلي الاجمالي الاميركي. كما ان ترامب يواجه معارضة داخل الحزب الجمهوري والديمقراطي في آن واحد وكذلك المؤسسات الحكومية المدنية والعسكرية وكل الاحتمالات مفتوحة ضد ترامب بسبب نهجه السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والدبلوماسي والعسكري....؟.
ترامب اعلن الحرب التجارية على 70 دولة من دول العالم وتشكل اكثر من 4 مليار نسمة ،وان هذا الاجراء يخالف القانون الدولي ومنظمة التجارة العالمية ومخالف للقوانين الراسمالية ويتعارض ايضا مع ما يسمى بالعولمة الشيطانية والمتوحشة والتي يعكس جوهرها حسب منظريها حرية التجارة وحرية انتقال حركة الرسمال والافراد...والعالم اصبح قرية صغيرة....؟
ان الحرب التجارية التي اعلنها ترامب ما هي الا سيناريو شيطاني بهدف الضغط على الدول سواء كان في دول المركز او في غالبية دول الأطراف... من اجل تصريف جزء من ازمة نظامهم المازوم بنيويا ،وان ترامب يعمل الآن مع كل دولة على انفراد وهو يقول تم الاتصال بنا ( المقصود ترامب) وطلبوا مني اللقاء والتفاهم وحل الخلافات وقال انهم قبلوا مؤخرتي من اللقاء والتفاهم وحل الخلافات ؟.
نعتقد ،سوف تشتد الخلافات بين واشنطن وبكين في الحرب التجارية بينهما ، ترامب الآن فرض اكثر من 145 بالمئة على الصادرات الصينية مع اميركا والقيادة الصينية فرضت نحو 125 بالمئة على الصادرات الاميركية مع الصين الشعبية علما ان الميزان التجاري الاميركي هو سالب مع جمهورية الصين الشعبية ،في حين الميزان التجاري الصيني ايجابي ،اي الصين تصدر إلى اميركا اكثر مما تستورد من اميركا . ان قرار ترامب قد اثر سلبيا على السوق الاميركية إذ خسرت نحو 5 ترليون دولار أمريكي والخسائر مستمرة والتنافس مستمر مع دول الاتحاد الاوربي... وكذلك الصراع مع جمهورية الصين الشعبية وفيتنام...
يلاحظ ان منظمة بريكس ،شنغهاي....لم تقيم اجراءات ترامب واعلان الحرب التجارية على اكثر من 70 دولة ونعتقد،كان الأجدر لهذه المنظمة من ان تقوم بلقاء تشاوري لدول بريكس واتخاذ الاجراء المطلوب الموحد اتجاه قرار ترامب المتسرع والغير مدروس فهو يعكس الغطرسة والعنجهية والتطرف والغرور والتهديد...ضد بريكس وبقية الدول الاخرى وهو ايضا يعكس عدم احترام دور ومكانة منظمة التجارة العالمية المسؤولة عن السياسة التجارية العالمية وفق نظامها الداخلي .
لماذا اقدم ترامب على اعلان الحرب التجارية ؟
نعتقد، يهدف ترامب من الحرب التجارية العالمية هو معالجة الإقتصاد الاميركي المازوم بنيويا وتوفير فرص العمل ،تقليص معدل البطالة،عكس قوة اميركا كقطب رئيس وقوة سياسية وعسكرية..،،وكذلك معالجة العجوزات المالية والعمل على تطوير القطاع الصناعي الاميركي وجلب الاستتثمارات الاجنبية من دول الاتحاد الاوربي وبعض دول الأطراف ومنها دول الخليج العربي ،الامارات،السعودية، قطر... وكذلك يسعى إلى تقليص المديونية الاميركية ،انه قرار متسرع. بالمقابل يؤكد ترامب من ان يجعل اميركا دولة عظمى وعصر ذهبي للولايات المتحده الأمريكيه من خلال القوة العسكرية بدليل اكد ان التخصيصات المالية للبنتاغون لعام 2026 ستكون نحو ترليون دولار أمريكي في حين في اوج الحرب الباردة بين اميركا والإتحاد السوفيتي بلغت التخصيصات المالية للبنتاغون في عهد ريغان نحو 400 مليار دولار
ما هي الاثار لاعلان الحرب التجارية ؟
نعتقد، ان إعلان الحرب التجارية ضد اكثر من 70 دولة فإن الغالبية العظمى من هذه الدول سوف تتخذ اجراءات مماثلة ومنها جمهورية الصين الشعبية وفيتنام...كما سوف تؤدي هذه الحرب إلى ارتفاع اسعار السلع داخل اميركا وكذلك بقية الدول المشمولة بالتعريفة الجمركية ومن اول المتضررين هم اصحاب الدخول المحدودة في اميركا وحلفائها وبقية الدول الاخرى وكما يمكن ان يؤدي نهج ترامب إلى خطر الركود الاقتصادي عالميا وكما سوف يؤثر قرار ترامب المتسرع والغير مدروس إلى تفاقم واشتداد الخلافات السياسية والاقتصادية بين الدول ،اي بين اميركا وبقية الدول المشمولة بالتعريفة الجمركية ،وان قرار ترامب يعد مخالف لدور ومكانة منظمة التجارة العالمية ،وسوف تفقد الغالبية العظمى من الدول المنظمة الثقة في المؤسسات الدولية ومنها صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومنظمة التجارة العالمية اي اثبت إنها مؤسسات تدار وتوجه من قبل واشنطن بالدرجة الأولي ولخدمة الإقتصاد الاميركي وشكلت هذه المؤسسات الحكومية اذرع للنظام الامبريالي العالمي بزعامة الامبريالية الامريكية ،كما نعتقد لا يستبعد من عودة سباق التسلح من جديد وخاصة بين واشنطن وبكين.
هناك مشاكل خطيرة تواجه شعوب العالم كافه ومنها استمرار الحرب الاوكرانية-- الروسية ،قضية تايوان ،قناة بنما ،منطقة الشرق الأوسط بشكل عام وقضية ايران وبرنامجها النووي ،خطر التوجه الذي يتباه قادة الاتحاد الاوربي وخاصة لندن وباريس وبون وبروكسيل...من خلال اعلانهم بدعم واسناد مالي وعسكري والخبراء العسكريين والمرتزقة والارهابيين الاجانب للنظام البنديري الحاكم في اوكرانيا وهم يعلنون ضرورة الحاق الهزيمة العسكرية لروسيا الاتحادية والعمل على اطالة امد الحرب الاوكرانية-- الروسية حتى عام 2030 ،وغيرها من القضايا الدولية والاقليمية الاخرى.
يمكن القول، ان تفاقم واشتداد الازمات الإقتصادية والاجتماعية والمالية والثقافية والاخلاقية والعسكرية والتكنولوجيا..في الغرب الامبريالي ،والتنافس الشديد بين دول الاتحاد الاوربي من جهة وبين اميركا من جهة اخرى واشتداد التناقضات الرئيسة بين واشنطن وبكين ،واحتمال فشل الحلول حول وقف الحرب الاوكرانية-- الروسية...،ان كل ذلك وغيره يخلق مقدمات خطيرة حول الحرب الكونية...؟. المستقبل القريب سيكشف لنا مفاجآت كثيرة حول ذلك .
ابريل -2025