سلامه العمال ضمان للمستقبل وتنمية المستدامة
سلامه ابو زعيتر
2025 / 4 / 28 - 14:29
يمثل اليوم العالمي للسلامة والصحة المهنية، الذي يوافق الثامن والعشرين من أبريل من كل عام، منصة هامة لرفع الوعي بأهمية الحفاظ على صحة وسلامة العاملين في بيئات العمل المختلفة، فالعامل هو الركيزة الأساسية لأي عملية تنموية، وتوفير الحماية له من المخاطر والأمراض المهنية واجب وطني وضرورة ملحة، خاصة في ظل التطور المستمر في عالم العمل وتزايد التحديات التي تستدعي تبني وسائل وقاية وحماية شخصية أكثر فعالية، وتعزيز الوعي والتثقيف المستمر للعاملين حول معايير وأساليب السلامة والصحة المهنية.
تتركز جهود تعزيز السلامة والصحة المهنية في النقاط التالية:
أولا/ تعزيز الوعي بأهمية السلامة والصحة المهنية وهذا يتطلب ذلك تكثيف جهود التوعية والتثقيف حول مفاهيم السلامة والصحة المهنية، وأهمية استخدام أدوات الحماية الشخصية، وتبني معايير العمل الآمن في جميع القطاعات.
ثانيا/ الوقاية من الحوادث والأمراض المهنية من خلال الفحص الدقيق لبيئات العمل واتخاذ التدابير الوقائية اللازمة لمنع وتقليل الحوادث والإصابات والأمراض المهنية المرتبطة بالعمل. ويستدعي ذلك ضرورة وجود متخصصين في السلامة والصحة المهنية كمشرفين في مواقع العمل لضمان تطبيق المعايير.
ثالثا/ يجب أن تكون ثقافة السلامة والصحة المهنية أولوية مشتركة بين جميع أطراف الإنتاج – الحكومات، وأصحاب العمل، والعمال وهذا يمكن تحقيقه بنشر ثقافة السلامة والصحة المهنية من خلال التشارك والتعاون لتحسين ظروف العمل وتوفير سبل الوقاية الفعالة من المخاطر والتهديدات المهنية.
رابعا/ التأكيد على حق العامل في بيئة عمل آمنة وصحية باعتباره حق أساسي تكفله القوانين والتشريعات المحلية والمعايير الدولية والعربية، التي تمثل مرجعًا لضمان وتطبيق الحقوق في توفير بيئات عمل آمنة ولائقة.
خامسا/ تشجيع توفير بيئات عمل آمنة وذلك بإيجاد آليات محفزة لتشجيع الحكومات وأصحاب العمل على تطوير سياسات عمل فعالة وتوفير بنية تحتية آمنة وصحية، مع منح الامتيازات والتسهيلات للملتزمين، وتطبيق رقابة وتقييم مستمر لضمان الامتثال.
سادسا/ يجب تشجيع جميع أطراف الإنتاج على تبني خطط وبرامج وقائية مؤثرة، من خلال دعم جهود الوقاية والسلامة المهنية وتوجيه جهود المانحين والداعمين لتخصيص موارد لدعم مبادرات السلامة والصحة المهنية، بهدف تحقيق بيئات عمل آمنة ولائقة تليق بالعمل الإنساني.
في هذه المناسبة، يمكننا التركيز بشكل خاص على تعزيز الوعي بمخاطر العمل وإجراءات الوقاية اللازمة لحماية العمال، لما لذلك من تأثير إيجابي مباشر على زيادة الإنتاج وتحقيق التنمية المستدامة. فقد أثبتت الدراسات أن بيئات العمل الآمنة والأقل مخاطرًا هي الأكثر إنتاجية ونجاحًا.
رسالتنا إلى الشركاء الاجتماعيين ندعوكم إلى تخصيص المزيد من البرامج والمبادرات التي تعنى بالسلامة والصحة المهنية في بيئات العمل، وتوفير وسائل وأدوات الحماية الشخصية وضمان استخدامها السليم، ومتابعة الامتثال للمعايير من خلال القنوات المخصصة، وتطبيق إجراءات مساءلة على المخالفين، وتقديم الحوافز والتشجيعات للملتزمين كقدوة في بيئات العمل ونماذج ناجحة.
أخيرا، يمثل اليوم العالمي للسلامة والصحة المهنية فرصة سنوية لتأكيد التزامنا المشترك بخلق بيئات عمل آمنة وصحية تحمي العاملين وتعزز الإنتاجية وخاصة في ظل الظروف الراهنة في محافظات غزة، حيث تتضاعف التهديدات والمخاطر المهنية، حيث تزداد مسؤوليتنا جميعًا لمواجهة التحديات وضمان سلامة وصحة العاملين في سوق العمل المحلي.