حول الاخطار المحدقة على الشعب السوري ومستقبله
نجم الدليمي
2025 / 4 / 28 - 00:02
عملت القوى الاقليمية والدولية على تقويض النظام الحاكم في دمشق وفق رؤيتهم على انه نظام ديكتاتوري قمعي لا خلاف على ذلك ولكن النظام الجديد الذي جاءوا به هو نطام ظلامي استبدادي ،يحكم وفق قوانين القرون الوسطى..،وتم ارجاع سوريا الجميلة باهلها الطيبين إلى عصر القرون الوسطى ،قرون الظلام والاستبداد وتحت غطاء الدين والشريعة الإسلامية.
إن رحيل النظام السابق غير مأسوف عليه ولكن الشعب السوري وقواه السياسية الوطنية والتقدمية واليسارية والشيوعية..،هي المسؤولة عن تغيير النظام وليس القوى الاقليمية والدولية ،كما حدث مع الشعب العراقي في عام 2003 والنتائج الكارثية معروفة للجميع.
.
ماذا حصل الشعب السوري من تغيير النظام السابق ؟.
لقد حصل الشعب السوري الشقيق على الفوضى وعدم الإستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي والامني والعسكري وتم اشعال الفتن الطائفية والاقتتال وتم ابادة المواطنين السوريين في منطقة الساحل السوري..اعدامات بالجملة وبدون محاكمة علنية وعادلة ،مقابر جماعية ،انهيار اقتصادي...منع نشاط بعض الاحزاب السياسية العريقة في تاريخ الشعب السوري من مثل الحزب الشيوعي السوري، سوريا اليوم معرضة للمخاطر الجدية ومنها خطر التفكك على اساس طائفي.
إن،الكيان الصهيوني قد استباح حرمة وسيادة الشعب السوري وتم تدمير القوة العسكرية للجيش السوري مباشرة بعد تقويض النظام السابق وان النظام الاستبدادي الظلامي الحاكم في سوريا لم يحرك شيء ؟ و تم تشكيل حكومة هجينة يشارك فيها من مختلف الجنسيات العربية والاجنبية وفي اغلب الوزارات وخاصة العسكرية منها.... والغالبية العظمى من الحكام العرب في صمت مطبق كصمت اهل الكهف..؟
ان المخاطر الجدية التي تواجه الشعب السوري اليوم وغدا في حكم استبدادي وظلامي قد يعرض سوريا اليوم إلى خطر التفكك والانهيار وتقسيم سوريا إلى عدة دويلات صغيرة متناحرة بعضها مع البعض الاخر وعلى اساس طائفي ولا يستبعد من اثارة الحرب الطائفية والاقتتال بين مكونات الشعب السوري.المستقبل القريب سيكشف لنا مفاجآت كثيرة حول ذلك وغيره.
يشير البروفيسور الاميركي جيفري ساكس ان (( الثورة السورية)) كانت من صنع اميركا واسرائيل ..)) وكما قال ايضا (( ان الحرب لم تبدء بسبب قمع النظام ،بل بأمر مباشر من الرئيس الاميركي السابق باراك أوباما للاطاحة بالرئيس بشار الاسد ( ومع ذلك يدعون الديمقراطية وحقوق الانسان وحرية التعبير والعلنية...) في ربيع عام 2011...ثم اضاف ألا يمكن تفسير مقتل 600 الف شخص فقط بالاحتجاجات وقمع النظام..،كانت حربا تتطلب تمويلا وتسليحا بمليارات الدولارات...لن يتحقق السلام في المنطقة طالما استمرت اميركا في التدخل واشعال النزاعات...ان الامبراطوريات لا تعمل لصالح الآخرين..)).
من المؤسف حقا ان الغالبية العظمى من الدول العربية والاسلامية التزمت اما موقف الصمت ازاء ما حدث ويحدث للشعب السوري اليوم ؟ والبعض الاخر فرح بتقويض النظام السابق ولم يحسبوا جيداً للمستقبل وطبيعة النظام الجديد ،ان تقويض النظام السابق لن يصب لصالح الغالبية العظمى من المواطنين السوريين وهو نظام جاء بفعل التدخلات الخارجية الاقليمية والدولية ولعبت اميركا وتركيا والكيان الصهيوني وقطر.،الدور الرئيس في تقويض النظام السابق كما لعب العامل الداخلي ايضا دورا كبيرا ومهما بسبب انتهاج النهج الليبرالي والنيوليبرالي الذي افقر ودمر الغالبية العظمى من المواطنين السوريين وعمق الفجوة الاجتماعية والاقتصاديه لصالح الاوليغارشية الحاكمة وحاشيتها ومستشاريها...وبالتالي يمكن القول ان تضافر العوامل الداخلية والخارجية مجتمعة قد ادي إلى تقويض النظام السابق ويبقى العامل الداخلي احد اهم العوامل الرئيسة لتقويض نظام بشار الاسد؟ . ليس غريباً على القوى الاقليمية والدولية من العمل وفق ازدواجية المعايير والكيل بمكيالين، بدليل بالأمس ارهابي ومطلوب..،وفجأة يصبح رئيس جمهورية والغريب في الأمر وحسب ما نشر ان الادارة الأميريكية ابلغت ممثلي النظام الحاكم الجديد في سوريا في منظمة الامم المتحدة بعدم الاعتراف بشرعية النظام الجديد في سوريا ؟ إنها ازدواجية المعايير والكيل بمكيالين سمة ملازمة ورئيسة للولايات المتحده الأمريكيه وحلفائها.
نعتقد، ان وحدة الشعب السوري مع القوى السياسية الوطنية والتقدمية واليسارية والشيوعية والمنظمات الجماهيرية والمهنية هو الكفيل للخلاص من النظام الاستبدادي- الظلامي وعودة سوريا إلى مكانها الطبيعي بين الدول العربية لآنها تواجه احتلال مزدوج اقليمي ودولي والخروج من هذا المأزق هو وحدة القوى السياسية السورية.
نود إن نؤكد ،نحن مع الشعب السوري الشقيق ومع القوى السياسية الوطنية والتقدمية واليسارية والشيوعية في سوريا وليس لنا علاقة لا من بعيد ولا من قريب بالنطام السوري السابق ولا بالنظام الاستبدادي الظلامي الحاكم اليوم ،من اجل ان تكون الصورة واضحة ومن اجل فك الاشتباك والغموض الفكري لدى البعض...؟ مما يؤسف له ،ان بعض القوى السياسية واعضائها فرحوا وطبلوا وكتبوا حول ما يسمى بالتغيير في سوريا ،نعتقد ،يعود هذا الموقف اما للجهل السياسي والمعرفي وهذا كارثة او بسبب عدم الارتياح للنظام الحاكم لانه نظام وراثي...،انها مواقف غير علمية....؟
انظر بعض مقالتنا وهي::
1- د.نجم الدليمي ،لا تفرحوا ،الحوار المتمدن ،العدد،8189، في،1-12-2024.
2-د. نجم الدليمي ،حول المطبلين للجولاني ،الحوار المتمدن ،العدد،8196، في ،19-12-2024،
3-- د.نجم الدليمي ،سوريا لن تكون قندهار ،الحوار المتمدن ،العدد،8213،في،5-1-2025 .
إبريل -2025