في ذكرى يوم ضحايا العمل والأول من أيار


جهاد عقل
2025 / 4 / 26 - 18:18     

أيام تفصلنا عن الأول من أيار
- يصادف يوم الإثنين 28/4/2025 يوم ذكرى ضحايا حوادث العمل العالمي ، ويوم الخميس القادم الأول من أيار 2025 (1/5/2025) السؤال الذي يطرح نفسه كيف هو وضع الطبقة العاملة اليوم؟
هل توقف الظُلم والإستغلال في عالمنا بمرحلتي "الثورة الثالثة: الرقميات وتكنولوجيا المعلومات والإنترنت (1969)
الثورة الرابعة: الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا النانو (2016)"؟
ما نشاهده اليوم في ظل الثورة الرابعة - مرحلة الذكاء الصناعي ، هو انتشار رهيب لحالات إستغلال العمال ، من قبل كبار أصحاب العمل من مالكي الشركات العولمية وكبراها محلياً.
حيث يواجه العمال ظاهرة فقدان الخصوصية ، وقيام أصحاب العمل بمراقبة أعمالهم طيلة الوقت بما في ذلك خصوصياتهم .
لذلك نحن نعتقد أن الأول من أيار هذا العام يجب أن لا يغفل قضية النضال من أجل :"حماية حقوق العمال في عصر الرقمنة والذكاء الاصطناعي" ، خاصة وأن هذه الحالة أصبحت تُشَكّل خطراً كبيراً على العمال ، أو كما قال لوك تيرانجيل الامين العام للاتحاد الدولي للنقابات العمالية بأنه :" في كثير من الأحيان يتم نشر الذكاء الاصطناع ليس كأداة للتقدم ولكن كسلاح ضد العمال"، كيف لا وأن " 80% من أصحاب العمل الكبار يستخدمون الذكاء الاصطناعي لتتبع إنتاجية العمال الفردية". وفق تقرير للاتحاد الدولي للنقابات العمالية ، كما يؤكد التقرير نفسه أن ادارة الشركات :"تزيد
الإدارة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي بالفعل الضغوط على 427 مليون عامل في جميع أنحاء العالم". كما :"
يواجه العمال الإرهاق والإصابات والضغوط التي لا تطاق بسبب المراقبة المستمرة والأهداف غير الواقعية وعدم وجود أي مدخلات حول كيفية استخدام التكنولوجيا".
وتتخطى تلك الحالات الأستغلالية كافة المهن كما يؤكد تقرير الاتحاد النقابي الدولي :"من (العاملين في ) المستودعات إلى المستشفيات، ومن دراجات التوصيل إلى مختبرات البيانات، يواجه العمال ضغوطًا غير مسبوقة. يجب أن يراعي نشر التقنيات الجديدة معايير أي تغييرات أخرى في مكان العمل: للعمال الحق في التشاور والمشاركة. هذا الحق الأساسي والديمقراطي في مكان العمل سيضمن تصميم الذكاء الاصطناعي مع مراعاة السلامة والإنصاف والكرامة في جوهره. يجب أن يكون للعمال ونقاباتهم دورٌ فاعلٌ في صنع القرار لصالح الجميع، إن نشر التقنيات الجديدة، مثل الذكاء الاصطناعي، دون التشاور المناسب مع العمال ونقاباتهم يتسبب بالفعل في مشاكل خطيرة في جميع أنحاء العالم".
ويظهر من هذا التقرير كم تؤثر تلك التقنيات على صحة العمال وحياتهم ، هذا بالاضافة الى فقدان الخصوصية لدى العمال والعاملات ممن تسيطر على طريقة عملهم أشكال مختلفة من الذكاء الصناعي.
ووفق ذلك التقرير يدعو الاتحاد الدولي للنقابات إلى:"المشاركة الكاملة للنقابات في تصميم ونشر الذكاء الاصطناعي في مكان العمل.
تكنولوجيا شفافة تركز على الإنسان وتحافظ على الحقوق والسلامة.
اتفاقية ملزمة لمنظمة العمل الدولية بشأن العمل عبر المنصات لحماية جميع العاملين في الاقتصاد الرقمي.
في الثامن والعشرين من أبريل، نتذكر الموتى ونناضل من أجل الأحياء. ينبغي أن تعمل التكنولوجيا لصالحنا ، لا ضدنا" .

يُحدد تقرير الاتحاد الدولي للنقابات الجديد، " الذكاء الاصطناعي والرقمنة: مسألة حياة أو موت للعمال" ، الأضرار الجسدية والنفسية والاجتماعية في العمل عند تطبيق هذه التقنيات دون استشارة العمال.
برأيي أن هذا الأسلوب يشكّل خطراً على حياة العمال وخصوصياتهم ، ومن التجربة مع كبرى الشركات فهي تقوم بإستعمال أساليب مختلفة للإحتيال على العمال ونقاباتهم لتمرير أساليبها الإستغلالية، لذلك لا بد من أن يكون الأول من أيار 2025 يوم نضال عالمي لقمع مختلف أساليب الإستغلال الرأسمالي، بما فيها موضوع الذكاء الصناعي، وغيرة من وسائل الإستغلال مثل العمل بالمنصات الذي يعتبر وسيلة إستغلالية "حديثة"، للشركات ، وفقدان العمال الحماية النقابية والاجتماعية والأقتصادية، وتحويل هذا العمل طريقة إستغلال لجميع عمال المنصة.
فهيا أيها العمال ، هيّا أيها الاتحادات النقابية ، لنتوحد في جبهة عمالية نضالية عالمية لإفشال ذلك الاستغلال العمالي فيما يُطلق عليه "الثورة الرابعة"، مرحلة الذكاء الاصطناعي.