توحيد نضالات العمال حول مصالحهم الطبقية المستقلة شرط لتطورها بيان منظمة البديل الشيوعي في العراق بمناسبة الأول من أيار
منظمة البديل الشيوعي في العراق
2025 / 4 / 25 - 16:41
الأول من أيار، يوم التلاحم الاممي لنضال الطبقة العاملة من اجل تحرير نفسها والبشرية من اغلال الرأسمالية، وهو يبقى على الدوام افقا رحبا وشعلة مضيئة في مسيرة تحرر الانسان.
ان تناقضات النظام الرأسمالي المعاصر قد تفاقمت الى اقصى الدرجات بحيث غدت الطبقة العاملة العالمية ومعظم البشرية تعاني من الإفقار المتزايد والبطالة والتراجع المعنوي، وتتعرض البيئة الصالحة للحياة لدمار متعاظم. هذا بالإضافة الى ما تخلقها الحروب والعسكرتاريا والتسلح واشتداد الصراعات الجيو سياسية والجيو اقتصادية من المآسي للبشرية، وما تواجهها الطبقة العاملة العالمية من سلب مكاسبها في ميادين الرفاهية الاجتماعية والثقافية والحريات المدنية والسياسية.
وارتباطا بذلك، فان البرجوازية الحاكمة في كل البلدان باتت تقمع نضالات العمال وجماهير الشغيلة والمضطهدين بشراسة، وتشن حربا طبقية شاملة ومتواصلة بوجهها على صعد الفكر والايديولوجيا والسياسة والتنظيم والتحزب وغيره، وعلى صعيد نضالهم النقابي والمجالسي وتشكيل الاتحادات، واشكال نضالات الطبقة العاملة الجماعية ووسائلها النضالية الجمعية، مستخدمة، لتحقيق ذلك، كل ما لديها من الأجهزة القمعية والإمكانيات الإعلامية والمالية.
إضافة لذلك، فان البرجوازية وعبر وكلائها وممثليها، داخل اوساط الطبقة العاملة والجماهير المضطهدة ونضالاتهما، تسعى على الدوام للإجهاز على أي تحرك سياسي طبقي مستقل للعمال والشغيلة، واي مسعى لتيار البروليتاريا الاشتراكية داخل الحركة العمالية للعب دورها القيادي والمؤثر في الصراع الطبقي الدائر في المجتمع.
ان صعود الترامبية والنيو الفاشية في امريكا واوروبا وبلدان في امريكا الجنوبية، تحولات نوعية رجعية في محطات الهجمة العالمية هذه للبرجوازية على الطبقة العاملة ومكاسبها ومعيشتها وظروف عملها، مع ما يخلقها من مخاطر لانتشارها في بقية بلدان العالم، وفي الوقت ذاته مع ما سيلازمها من اشتداد الصراع الطبقي وتوسيع رقعته في بلدان العالم المختلفة.
وفي خضم هذه الازمات المركبة والتحولات التي يمر بها النظام الرأسمالي العالمي، تواصل إسرائيل وحكومة نتنياهو، وبدعم كامل من أمريكا وحلفائها من القوى الامبريالية الغربية، في ارتكاب جرائم حرب إبادة جماعية ضد سكان غزة والفلسطينيين في الضفة الغربية حيث راح ضحيتها لحد الان اكثر من 50 الف شخص وذلك على مدار 18 شهرا الماضية، ولا يزال لن يمر يوم دون سفكها دماء جديدة لأطفال غزة وسكانها من مختلف الاعمار.
ان الحركة العمالية في العراق بالرغم من تشتتها فإنها لم تتوقف عن مواصلة تقدمها، حيث ان نضالات عمالية متعددة ومتنوعة جارية باستمرار وفي مختلف القطاعات وعلى مستوى البلاد. ان حركة تعديل سلم الرواتب الرامية الى فرض تعديل الرواتب لصالح العمال والموظفين من الفئات ذات رواتب واجور متدنية، حركة مفعمة بالحيوية والنشاط حيث تنظم التظاهرات والوقفات الاحتجاجية المستمرة، وتتميز بديناميكية قوية في التنظيم والتحشيد والوضوح في الدفاع عن مطالبها المهنية والطبقية.
هذا، ويشهد الوسط التعليمي نضالات مستمرة حيث يخوض المعلمون والمدرسون والتربويون تظاهرات من اجل تحقيق مطالبهم المهنية في القطاع الحكومي ولتحسين مستوى معيشتهم عبر زيادة رواتبهم ومخصصاتهم، وتثبيت عقود العاملين باجور يومية وتعيين المحاضرين العاملين بالمجان وغيرها من المطالب وذلك بالرغم من مواجهة السلطات لها بالقمع والملاحقات. كما، وان عمال قطاع الصناعة واحتجاجاتهم بالضد من الخصخصة وسياسة الدولة الاقتصادية النيوليبرالية المستمرة منذ سنوات. هذا إضافة الى احتجاجات العمال المعطلين عن العمل وخريجو الجامعات والمعاهد والعمال الزراعيين والفئات المختلفة من العمالة غير المنظمة.
واما على صعيد إقليم كوردستان، فان الحكومة المركزية وحكومة الإقليم مستمرتان بين حين وآخر في تأخير صرف رواتب الموظفين والكادر التدريسي والصحي وبقية العمال والمنتسبين في الدوائر الحكومية في الإقليم، هذا بالإضافة الى قطع سلطات الإقليم رواتبهم بذريعة الادخار. لقد خاض العمال والموظفون والمعلمون تظاهرات ووقفات واضرابات متتالية خاصة في المناطق التي يسيطر عليها الاتحاد الوطني الكوردستاني (اليكيتي).
ان هذه الحركة العمالية والنضالات الاجتماعية المتصاعدة في مختلف ارجاء البلاد، تشكل قوة طبقية واجتماعية كبيرة ومؤثرة، الا ان صف نضالاتها مبعثرة وهي في الغالب حركات عمالية مطلبية لم ترتق الى مصاف حركة سياسية طبقية مستقلة وموحدة على صعيد البلاد. وهذا ما يعود الى السيطرة النسبية للأفق السياسي البرجوازي الإصلاحي والوهم بالبرلمانيين وتعليق الآمال على نيل مكاسب جزئية، ونفوذ مختلف التيارات والأحزاب السياسية الإسلامية والقومية والنيوليبرالية، بدرجات متباينة، على هذه النضالات.
ان المهمة الأساسية هي ان تنال هذه الحركة صفها الطبقي المستقل وتضع أهدافا وافقا سياسيا طبقيا بروليتاريا امامها بحيث توحد صفوفها وفقه. لاشك ان عدم التطور السياسي المستقل للحركة العمالية ليس خطرا على اجهاض الحركة العمالية الحالية فحسب، بل وايضا تضعها فريسة بأيدي التيارات والأحزاب البرجوازية المختلفة التي تتربص لركب موجة احتجاجاتها وتحوير مسارها لتحقيق أهدافها ومصالحها الخاصة.
ان هذا المد النضالي، وهذا التنامي في الحركة العمالية والاحتجاجات الاجتماعية، يجريان وسط اجواء احتمالات انبثاق مد جماهيري ثوري على خلفية الازمة الاجتماعية الواسعة في جميع ارجاء العراق، وهذا ما يجعل من تنظيم وتوحيد صف النضال البروليتاري السياسي المستقل مهمة ملحة وعاجلة وغير قابلة للتأخير. في خضم أية مواجهة طبقية حادة وازمة ثورية مرتقبة واسعة تجعل مستقبل النظام القائم وسلطات الأحزاب البرجوازية الإسلامية والقومية الحاكمة على المحك، فان الانتصار لن يكون لصالح العمال والمضطهدين والشغيلة دون وجود حركة طبقية بروليتارية منظمة وموحدة على أساس مصالحها السياسية الطبقية المستقلة.
لنجعل شعارنا الرئيسي في الأول من أيار لهذا العام:
توحيد نضالات العمال حول مصالحهم الطبقية المستقلة شرط لتطورها
ولنناضل من اجل تحقيق المطالب التالية:
• منح الضمان ضد البطالة لكل معطلة ومعطل عن العمل
• تعديل سلم الرواتب بقانون لصالح العمال والموظفين
• حرية التنظيم النقابي للعمال في القطاعين العام والخاص
• ضمان حقوق العاملين بالعقود والأجور اليومية في القطاع العام
• تأمين أجواء آمنة للمرأة العاملة في مواقع العمل بوجه التحرش والعنف والتمييز مدعوما بغطاء قانوني
• الغاء التعديل الرجعي لقانون الأحوال الشخصية 188 المنهاض للنساء ووحدة صفوف الطبقة العاملة
• الغاء سياسات الخصخصة وهيكلة شركات قطاع الصناعة وتسريح العمال
• صرف رواتب العمال والموظفين والمعلمين والمتقاعدين في مؤسسات حكومة اقليم كوردستان اسوة ببقية مناطق العراق وصرف رواتبهم غير المدفوعة
• منع التمييز ضد العمال العاملين في العراق من مختلف الجنسيات وتوفير الحماية القانونية والعملية لهم
• منع عمل الأطفال وتوفير الضمان الاجتماعي لهم ولعوائلهم
عاش الأول من ايار يوم التلاحم الاممي للعمال
عاشت الاشتراكية