في زمن الفاشيّة ، الحاجة إلى الأحلام ( على أساس علميّ ) – جعل بوب أفاكيان و الشيوعيّة الجديدة معروفين عبر المجتمع


شادي الشماوي
2025 / 4 / 25 - 02:58     

آنى داي ، جريدة " الثورة " عدد 902 ، 21 أفريل 2025
www.revcom.us

في صيف 2020 ، كتب القائد الثوريّ بوب أفاكيان : " التغيير الجذريّ قادم : هل سيكون تحريريّا أو إستعباديّا – ثوريّا أم رجعيّا ؟ "
القوى الساعية إلى فرض الحلّ الرجعيّ لهذه المسألة تعمل على قدم و ساق من أجل ذلك . فنظام ترامب الفاشيّ يمزّق تمزيقا ما إعتبره ملايين الناس المحترمين على أنّه الأعمق و الأهمّ في ما يتّصل بمعنى أن نكون بشرا : هل هو قانون الغاب ، أقتل أم تُقتل ، أو هل يعنى الاهتمام المتبادل بعضنا ببعض ؟ أيتعيّن أن نُنقّب عن النفط و نواصل التنقيب عنه و نغزو العالم الطبيعي من أجل الربح أو التقدير و الإعجاب بالطبيعة و مختلف أنظمتها البيئيّة ؟ أيتعيّن أن نعذّب الألفة الإنسانيّة بأدوار جندريّة صارمة من عصور الظلمات أم نترك الناس يحبّون من يحبّون ؟ أيتعيّن أن نفرض جنون الإيمان الأعمى و الأكاذيب خدمة للفاشيّة أم نشجّع على روح التفكير النقديّ و البحث العلمي بحثا عن الحقيقة ؟
كلّ هذا يتسبّب للملايين في عذابات أليمة في أعمق أعماق جوارحهم .
فكّروا في هذا ...
لكن و نحن نتّحد لمواجهة – و نتحرّك بسرعة لإلحاق الهزيمة ب- نظام ترامب الفاشيّ ، قلّة قليلة بوسعها تصوّر الإجابة التحريريّة الإيجابيّة للسؤال الذى أثاره بوب أفاكيان سنة 2020 . و يحتاج هذا إلى أن يتغيّر . فهناك فعلا طريقة مختلفة راديكاليّا و أفضل بكثير يمكن أن يكون عليها العالم .
و وحدتنا و روحنا القتاليّة ستتعزّز بعمق إذا قمنا بذلك بينما نطرح الأسئلة الأكبر حول هذا – حول ما الذى تسبّب في هذه الفاشيّة ، و ما هو نوع المجتمع الذى ينبغي أن نعيش فيه و نقاتل من أجله . نظرة حيويّة للنقاش و الجدال – عقد مقارنات لشتّى وجهات النظر – جزء ممّا سنتعلّمه ، و سيساهم في رفع مستويات وجهات نظر الناس .
و بفضل الشيوعيّة الجديدة التي طوّرها بوب أفاكيان ، ثمّة إطار نظريّ و مقاربة إستراتيجيّة ملموسة لتنظيم المجتمع على صعيد تحريري مختلف تماما . يمكن أن ننشأ مجتمعا لا يكون قائما على الإستغلال و الإضطهاد الخبيثين لشعوب العالم و إنّما قائم على تجمّ‘ الناس معا بطريقة منسّقة و تعاونيّة لتلبية حاجيات الشعب و توفير الموارد اللازمة للسباق ضد الزمن للعمل لمعالجة الكارثة البيئيّة الناجمة عن الرأسماليّة ، و لإجتثاث الإستغلال و الإضطهاد . و يمكن أن نقوم بهذا دون " إغلاق الأضواء " على الجدال الفكريّ و الثقافي و المعارضة . بوسعنا القيام بذلك في مجتمع يدافع عمليّا و صراحة عن حكم القانون ، و عن فرضيّة البراءة ، و يشجّع على قبل كلّ شيء على أخلاق إنسانيّة .
حقائق مريرة لكنّها تحريريّة :
في زمن سيادة الظلمة و المخاطر المحدقة بالإنسانيّة ، إنّه لأمر ملّح أكثر من أيّ زمن مضى أن نرفع من مستوى نظرتنا . و بالذات في هذه اللحظة من الإضطراب الكبير ، حيث يحتاج التغيير الكبير إلى أن يرتأى و يمكن عمليّا أن يتحقّق في الواقع .
و كما يمكن لعديد الناس أن يروا ، لم تأت فاشيّة ترامب من لا شيء او من لا مكان . لقد وُجد تعفّن في هذا المجتمع إستغلّه ترامب لصالحه – تعفّن منذ زمن بعيد وهو يشهد تقيّحا . إنّ ترامب ، كما جاء في ملصقة لموقع أنترنت revcom.us ، " خنزير فاشي أمريكي تماما " . لماذا لم يشعر الناس المهتمّين بإنزعاج عميق بشأن هذا المجتمع ؟! لماذا عقب الحرب الأهليّة و النضال البطولي لعقود ، لا تستطيع أمريكا تخطّى إضطهاد السود ،و السكّان الأصليّين [ الهنود الحمر ] و غيرهم من الناس ذوى البشرة الملوّنة ؟ لماذا بعد كلّ هذه النضالات ، تجد النساء أنفسهنّ مكروهات و مُذلاّت و محتقرات في كلّ ركن من أركان المجتمع ، غير قادرات على التحكّم في أجسادهنّ الخاصة ؟ لماذا بعد موجات من دقّ العلماء ناقوس الخطر لسنوات ، لا يزال هذا البلد ينقّب عن و يحرق الوقود الأحفوريّ ؟
لذا و نحن نتقدّم – و نحن نناقش أيّ نوع من الرؤية الإيجابيّة يتعيّن علينا أن نقاتل من أجلها ، لنقرّ ليس بأنّ " العادي " لا يعود فحسب بل كذلك بأنّه لا ينبغي أن نرغب في عودته – ذلك أنّه بداية كابوس .
و حتّى إن لم يفهموا هذا فهما علميّا ، ملايين الناس يشعرون بهذا . لقد " فقد الملايين الثقة " في مؤسّسات هذه البلاد : فقد شاهدوا إبادة جماعيّة مموّلة و مدعومة كلّيا من قبل هذه البلاد طوال السنة و نصف السنة الماضيين . و يخشون على وجود أطفالهم على كوكب يعرّضه تغيّر المناخ الذى تتسبّب فيه الرأسماليّة إلى الخطر . و يخافون من عدم القدرة على تدبّر الأمور المعيشيّة في بلد أين يجد الملايين أنفسهم على بعد أزمة ليصبحوا بلا مأوى . و يشتغل الملايين في أعمال تسحق الروح و لا معنى لها . و يعرف الكثيرون أنّ الثروة و السلع الإستهلاكيّة في هذه البلاد تعتمد على الإستغلال الأخبث في المعامل الهشّة و المناجم – حتّى و إن رفضوا مواجهة ما يعنيه هذا حقّا بالنسبة إلى الشعب ، لماذا يوجد هذا – معزّين أنفسهم بكذبة أنّه ليس بوسعهم القيام بأيّ شيء بهذا الصدد لأنّهم يعتقدون أنّ هناك بديل لهذا النظام ، العديد ببساطة يرفعون أيديهم تعبيرا عن اليأس – في ثقافة تشجّع على نفاق إفعل الأمور من أجل نفسك .
لكن مثلما يبيّن بوب أفاكيان بحيويّة في رسالته ، " 2025 : سنة جديدة – تحدّيات عميقة جديدة – و طريقة إيجابيّة بعمق للتقدّم في وجه فظائع واقعيّة جدّا " : " هناك نمط حياة جديد تماما – بنظام مغاير جوهريّا . "
يقول : " هذا النظام عبثيّ تماما – عبثيّ إجراميّا و وحشيّا – و فات أوانه كلّيا : لقد إنتهى تاريخ صلوحيّته ، فات وقت كان بوسعه فيه أن يؤدّي إلى أيّ شيء إيجابيّ بالنسبة إلى الإنسانيّة – و بالعكس ، بات يقف حاجزا مباشرا أمام تطوّر الإنسانيّة من كلّ هذا الجنون و الفظائع و العذابات غير الضروريّة . و صعود الفاشيّة في عديد البلدان الأخرى و كذلك في الولايات المتّحدة، علامة بارزة على الطبيعة هذا النظام الذى فات أوانه و الخطر المتصاعد الذى يمثّله بالنسبة إلى الإنسانيّة ككلّ .
نحن الآن عند نقطة صار فيها من الضروريّ أكثر فأكثر التحرّك أبعد من كامل هذا النظام الوحشيّ – أبعد من وضع حيث يُجبر الناس على الصراع لمجرّد البقاء على قيد الحياة ، و يُجبر كلّ فرد على أن يكون في تنافس و نزاع مع الآخرين ، و الجماهير الشعبيّة في كلّ مكان مكبّلة بعلاقات إضطهاديّة فات أوانها ، بينما المستقبل و وجود الإنسانيّة ذاته في خطر متفاقم .
و من الممكن الآن تجاوز كلّ هذا . "
اقرأوا الفقرة الأخيرة مجدّدا و فكّروا في الأمر : تجاوز " وضع حيث يُجبر الناس على الصراع لمجرّد البقاء على قيد الحياة ".
ماذا لو لم ندخل في صراع مع بعضنا البعض للبقاء على قيد الحياة :
لو لم ندخل في صراع مع بعضنا البعض في صراع فرديّ من أجل البقاء على قيد الحياة ، فكّروا في الطُرق الجديدة التي يمكن بها للإنسانيّة – بكلّ تنوّعها – أن يرتبط أفرادها بعضهم ببعض و بالكوكب . في مجتمع يشجّع على الفكر الجماعي و التعاون بدلا من كلّ شخص يدافع عن مصلحته الخاصة ، على حساب الآخرين . لو كان لدينا إقتصاد مُسخّر لتلبية حاجيات الناس و تمكين الناس من التحوّل إلى معتنين بكوكب الأرض بدلا من السعي وراء الربح فالربح و مزيد الربح من أجل حفنة من الناس .
إن كان ليدنا مجتمع حيث يقع إطلاق العنان لقدرات الناس و مؤهّلاتهم – ليساهموا في المصلحة الأكبر ، ليجدّدوا في التعاطى مع أعوص مشاكل تغيّر المناخ ، و الأمراض ( و ليس كلّ الموارد التي يتمّ إهدارها في كيفيّة بيع المنتوجات ، أو حتّى بيع النفس ! ) . إن سعى الناس إلى التعلّم من الجدال الحاد بشأن طريقة التقدّم بتمويل مؤسّسات المجتمع ، و توفير مجال لذلك الجدال بدلا من غلقه أو تحويله إلى أكثر هوامش المجتمع التي لا معنى لها .
سيكون مجتمعا يزخر بالصراعات و الصعوبات و المنعرجات و الإلتواءات ، غير أنّه من الممكن وضع نهاية لهذا القدر من الوحشيّة و البؤس الذين لا حاجة لهما – مجتمع حيث بوسع الناس أن يتنفّسوا عمليّا ... مجتمعا سيرغب الناس في العيش فيه بدلا من جحيم بؤس الرأسماليّة هذا .
و الإطار الملموس لما يمكن أن يكون عليه هذا المجتمع تجدونه معروضا في " دستور الجمهوريّة الإشتراكيّة الجديدة في شمال أمريكا " تأليف بوب أفاكيان . و يشرح بوب أفاكيان شرحا حيويّا في الجزئين من الحوار الصحفي الذى أجراه في المدّة الأخيرة ، أنّه ليس على الإنسانيّة أن تعيش على هذا النحو !
مرّة أخرى بصدد الحاجة إلى الحُلم :
عادة ما يقتبس بوب أفاكيان من كلمات أغاني جون لينون الذى في أغنيته الجميلة " تخيّلوا / تصوّروا " غنّى عن عالم مغاير ممكن . و فيها قال : " يمكن أن تقولوا إنّي حالم بيد أنّي لست الوحيد ". و مثلما أضاف بوب أفاكيان : هذا ليس مجرّد حُلمٍ. هناك أساس ماديّ في كيف تطوّر المجتمع إلى هذه النقطة بحيث تتحقّق هذه الأحلام في الواقع !
الآن ، حان زمن التعمّق في كلّ هذا ، و فتح نقاش حقيقيّ حول المستقبل . لنشر أعمال بوب أفاكيان ، و القيادة الحاليّة التي يوفّرها من خلال رسائله على وسائل التواصل الاجتماعي و التأكيد على التفاعل الجدّي معها . إجمعوا الناس – شاهدوا هذه الحوارات الصحفيّة ، و تحدّثوا عنها . حان الوقت الآن لبناء مجموعة ثوريّة ، و تقاسم إختلافاتنا و أسئلتنا و أحلامنا و تطلّعاتنا من أجل عالم أفضل بكثير .
إذا أردتم رؤية عالم أفضل ، يتعيّن عليكم أن تساهموا ماليّا كي يبلغ صوت بوب أفاكيان الآخرين – ليهزّ المجتمع هزّا .
و كجزء من الشيوعيّة الجديدة ، حلّل أيضا بوب أفاكيان ظهور الفاشيّة في الولايات المتّحدة و حول العالم لعقود – بما في ذلك كيف أنّها متجذّرة في النظام الرأسمالي ، بأسسها في الإبادة الجماعيّة و العبوديّة . و يقع التعمّق أكثر في ها في كرّاس عنوانه " فاشيّة ترامب / الماغا : ما الذى نواجهه حقيقة و لماذا و ما الذى يجب عمله لإلحاق الهزيمة به قبل فوات الأوان " . وهو يتعمّق في المبادئ و المعايير التي نحتاجها للوحدة بين الآفاق السياسيّة المتباينة – بروح من إنفتاح الذهن و كرم الروح – لخوض نضال تاريخيّ من أجل المستقبل الذى يقع على عاتقنا إن أردنا إلحاق الهزيمة بهذه الفاشيّة .
و هناك البعض الذين سيهاجمون هذا ، و سيهاجمون بوب أفاكيان بخاصة لأنّه كان صريحا جدّا و له رؤية ثاقبة و راديكاليّة في القتال ضد الفاشيّة ، و النظام بأكمله . و هناك آخرون سيحاججون بنوايا حسنة أنّ الآن ليس الوقت المناسب . لكن بينما نتوحّد على نطاق واسع لإلحاق الهزيمة بهذا النظام الفاشيّ ، و نتجاوز فرّق تسد ، هذا بالضبط وقت طرح الأسئلة الأحدّ و سماع بعضنا البعض . و من جهتنا ، نحن الشيوعيّون الثوريّون ، نفهم أنّ هذه الفاشيّة وليدة هذا النظام الرأسمالي – الإمبريالي الذى هو أيضا مسؤول عن عديد الفظاعات الأخرى . و كما تحدّثت عن ذلك هنا ، نرى بصفة ملحّة الحاجة و أساس نظام مختلف تحريري تماما . نحن على إستعداد للنقاش و الجدال حول هذا – على أساس مبدئيّ .
الفاشيّون هم الذين يعتقدون في التجانس ذي الذهنيّة الضيّقة و غلق النقاشات . علينا أن نتعلّم من تنوّعنا و أن نشجّع النقاشات، على أساس مبدئيّ . و تقدير للحاجة إلى هذا النوع من السيرورات نفسها جزء من الشيوعيّة الجديدة التي طوّرها بوب أفاكيان . وهي سيرورة بمقدورنا أن نتعلّم منها جميعنا – فيما نقف اليد في اليد و نعمل على تحقيق أحلامنا بعالم أفضل في الواقع .
ما ميّز الحركة الجماهيريّة حقّا في ستّينات القرن العشرين ، بكلّ نزعاتها المختلفة ، كان التصميم عمليّا على أن تضع نهاية للتجاوزات التي كان الناس ينهضون ضدّها ، إلى جانب معنى واسع ل" أن نكون معا في النضال من أجل عالم أفضل " ، و كرم الروح و كذلك الذهن المنفتح ، الذين كانوا مع ذلك . و من التعبيرات ذات الدلالة عن هذا كان النقاش و الجدال الهامين بشأن الأفكار و البرامج المتباينة ، ضمن الحركة الجماهيريّة العريضة ، حيث المضمون الفعلي و الملموس للمواقف المتعارضة يجرى التعمّق فيه ، بدلا من المشاحنات التافهة المعوّلة على " الطلقات الرخيصة " و تشويه وجهات نظر الآخرين – أو رفض التفاعل الجدّي مع وجهات النظر المغايرة و التي يمكن أن تتحدّى وجهة نظرنا الخاصة .
في تعليق على الحوارات الصحفيّة لبوب أفاكيان ، كتب أستاذ شاب و متطوّع مع معهد بوب أفاكيان :
"... الطريقة الملموسة التي تحدّث بها بوب أفاكيان بصدد الشيوعيّة الجديدة ، و بالخصوص الأمثلة الملموسة التي قدّمها من " دستور الجمهوريّة الإشتراكيّة الجديدة في شمال أمريكا " كتطبيقات للشيوعيّة الجديدة ، جعلتنى أكتشف الكثير من الأشياء . فقد شدّ>ت على واقع أنّ الدستور تعبير حيويّ عن الشيوعيّة الجديدة بتشخيص مقاربات خاصة بمجالات مختلفة من المجتمع ( النظام القضائي و الثقافة و الاقتصاد و الهياكل السياسيّة و وسائل الإعلام إلخ ) التي إختلفت بشكل راديكالي تماما عن تلك في المجتمعات الإشتراكية السابقة . و في الحوارات الصحفيّة عرض هذه الإختراقات عرضا حيويّا .
كيف تتعاطى الشيوعيّة الجديدة بالملموس مع السيرورة اللازمة ، و الحقّ في التمثيل القانوني و فرضيّة البراءة إلخ ؟ كيف سيكون النظام البيئي لوسائل الإعلام في المجتمع الإشتراكي الجديد ؟ تعاطى بأكثر الطرق الملموسة التي يمكن التحدّث بها . و كان هذا بمثابة إكتشاف حقيقة بالنسبة إليّ . فقد ربط النقاط بين الإختراقات الفلسفيّة و النظريّة للشيوعيّة الجديدة و تطبيقهم عمليّا و دور الدستور كمرجع مفصليّ .
و هذه الأمثلة الملموسة التي تعطى الحياة للشيوعيّة الجديدة ، مطبّقة في الدستور على المجتمع الإشتراكي الجديد ، مذهلة كذلك في مدى راديكاليّتها و إختلافها التام خاصة مع الكابوس الفاشيّ الشبيه بالسكّين التي يضعها نظام ترامب تحت حناجرنا، لكن كذلك مختلف تماما عن ما يميّز بشكل كبير للغاية اليسار في هذا المجتمع . و الطرق التي يختلف بها عن فاشيّى الماغا بديهيّة إلاّ انّها مهمّة أيضا – فهي توفّر أساس صياغة قطب جذب قائم على الشيوعيّة الجديدة في هذه الفترة . لكن الفروقات تظهر تباينا حادا عندما تتمّ مقارنة ذلك بالثقافة السائدة بما فيها بشكا بارز الثقافة التقدّميّة أو " الراديكاليّة " اليوم . الثأر و النفاق والإحتقار للسيرورة اللازمة للمتّهم بريء حتّى تثبت إدانته ، والهجمات الشخصيّة و" الإشهار للعلامات التجاريّة" بدلا من الصراع على مستوى الخطّ ، و فقدان الفضول الفكريّ أو إنفتاح الذهن إلخ إلخ . و هذه المقارنة تسلّط الضوء في آن معا على الكثير ممّا هو ( أو يمكن أن يكون ) جذّابا في الشيوعيّة الجديدة ، لكن كذلك مدى ما نقف ضدّه في القتال من أجل هذه المقاربة و هذا المنهج و هذا الخطّ .