التقية الإسلامية بين التعزية و العداء للمسيحية
كوسلا ابشن
2025 / 4 / 24 - 22:55
أصدرت جماعة العدل و الاحسان في مورك, بيان تعزية موجة الى الكنيسة الكاثوليكية في وفاة البابا فرانسوا الأول, يوم 21 ابريل 2025. كما بعث محمد السادس برقية تعزية الى الفاتيكان في وفاة البابا. و في تعزية الشيخ الأزهر أحمد الطيب قال عن البابا فرانسيس :" كان محبا للمسلمين مخلصا في نشر السلام, ويذكر له أن آخر تصريحاته كانت للدفاع عن فلسطين و أهل غزة"
تعزية الجماعات الإسلامية كلها من دون إستثناء, و حسب ما ورد في بيانات التعزية, أنها حصلت لأن البابا دعا الى وقف القتال في غزة و طالب بالسماح لإدخال المساعدات الإنسانية لأهل غزة. وهذا الموقف الإنساني المعروف عن الكنيسة, جعلته جماعة العدل و الإحسان مأخوذ عن الإسلام, حيث إدعت الجماعة أن الموقف الإنساني للبابا " ينبع من منطلق قيم الإسلام في التعاطف الأنساني". ثقافة التعاطف الإنساني و التعايش السلمي و المحبة للبشرية, من قيم الدين المسيحي, الذي لا يفرق بين الناس حسب العرق و الدين و اللون و اللغة, هذه الثقافة منطلقة من الإيمان المسيحي ( أحبوا أعداءكم, باركوا لاعنيكم أحسنوا الى مبغضيكم), التي زرعها يشوع المسيح, قبل سبعة قرون من صناعة بدعة الإسلام المحمدي.
تعزية الجماعات الإسلامية, سلوك منافق و ظرفي, نابغ من قيهم و معتقداتهم العنصرية, المنطلقة من إيديولوجية اللاتسامح و للاتعايش " يأيها الذين أمنوا لا تتخذوا اليهود و النصارى أولياء بعضهم أولياء بعض, ومن يتولهم فإنه منهم" ( المائدة/ 53). و عن محمد قال: "لا تبدأوا اليهود والنصارى بالسلام, وإذا لقيتم اليهود والنصارى في الطريق, فإضطروهم إلي أضيقه" صحيح الترمذي. يررد المسلمون في صلواتهم الخمس آية: " ياأيها الذين آمنوا إنما المشركون نجس" (التوبة/ 28). و من ينطلق من المرجعية الإسلامية, لا يملك شعور عاطفي إزاء أصحاب الديانة المسيحية أو اليهودية.
تعزية كبير الكنيسة و هرم المسيحية و التنويه بقيمه الإنسانية يتناقض مع الخطابات الكراهية و التحريضية للجماعات الإسلامية المبنية على العنف و الترهيب و التكفير. في الدول "الإسلامية" تعتبر الشريعة الإسلامية مصدر دساتيرها و مصدر سن القوانين. النصوص التشريعية للدول الأسلامية تخلو من الإعتراف بالأديان الآخرى و التعايش السلمي معها, فهي تعتبر و تؤمن بأن الإسلام هو المعتقد الديني الصحيح و تجرم المعتقدات الدينية الآخرى.
الأزهر مؤسسة دينية متزمة لمقولة : " دين الله هو الإسلام", لا تعترف بالأديان الآخرى, تفرخ سنويا أفواجا من الظلاميين, ينشطون و يعملون على زرع الإرهاب و الكراهية و الحقد ضد غير المسلمين, و النموذج الحي ما عرفه المسيحيون بأرضهم مصر من قتل و الإعتداء على ممتلكاتهم و حرق الكنائس و إختطاف القبطيات و إغتصابهن من أجل الأسلمة القسرية.
الجماعات الإسلامية الظلامية في مورك, هي المسؤولة عن الهجمات الإرهابية التي إستهدفت المسيحيين و اليهود منذ الألفية الثالثة, فمرجعيتها الإيديولوجية نابعة من : "فإذا لقيتم الكفار فضرب الرقاب حتى اذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فإما منّا بعد وإما فداء " ( محمد/4).
تحت السلطة آل علوية بأشكال مختلف يتم إنتهاك الحريات الدينية بمراسيم عرفية أو قوانين مدونة, مثل الفصل 220 و 267, من القانون الجنائي, ما يسمى بقانون (زعزعة عقيدة مسلم), و بسببه تم الزج بالعشرات من المسيحيين المحليين في سجون آل علوي. في سنة 2014, وضعت الهيئات الحقوقية الدولية موقع مروك في الخانة السوداء فيما يخص إنتهاكات الحقوق الدينية و خاصة إضطهاد المسيحيين المحليين.
تعزية الجماعات الإسلامية شكل من أشكال التضليل, القائم على مبدأ التقية, لقد ذكر عن محمد قاله في التقية: "يا أبا عمر, إن تسعة أعشار الدين في التقية, ولا دين لمن لا تقية له, وأن من لا تقية له لا إيمان له". أصبحت التقية من مبادئ الأسلام في ظروف الإنهزام و الضعف لإخفاء نوايا و إرادة المسلمين الحقيقية.