في ذكرى كارثة عمال النسيج بمصنع رنا بلازا – بنغلاديش


جهاد عقل
2025 / 4 / 24 - 15:19     

تصادف يوم 24 نيسان الذكرى السنوية لكارثة عمال مصنع رنا بلازا في بنغلاديش ، التي وقعت في هذا التاريخ من العام 2013 ، وراح ضحيتها 1129 عامل وعاملة من عمال شركات النسيج وإصابة 2515 عاملة وعامل آخر بجروح بين بالغة ومتوسطة قسم غير قليل من هذه الإصابات ادت الى فقدان المصاب أمكانية الإستمرار في العمل.
للتذكير فقط فإن الحادث وقع جراء انهيار البناية التي عمل فيها العمال والعاملات لصالح كبرى شركات الماركات العالمية ، وبالرغم من محاولة العمال عدم الدخول الى العمل بسبب مشاهدتهم التصدعات التي حدثت في جدران البناية قبل يوم من وقوع الحادث ، الا أن مدراء العمل وبأمر من ادارات تلك الشركات أجبروا العمال الدخول الى البناية ومباشرة العمل وبعد فترة وجيزة وقع حادث انهيار المبى على رؤوس العاملات والعمال ووقوع تلك الكارثة التشغيلية ،لقد أثارهذا الحادث الضمير العالمي ، بخصوص ظروف عمل عمال الملابس والنسيج في بنغلاديش، حيث تجلى التعاون بين قوى رأس المال والشركات العولمية من جهة وقوى سياسية محلية ، من جهة أخرى لها يد طولى في عملية استغلال العمال وتشغيلهم في ظروف تفتقد للحد الأدنى من السلامة والصحة المهنية.

بعد وقوع هذا الحادث ، بل الكارثة - المأساة، حاولت شركات الماركات العولمية ، التنصل من الحادث ،وذلك من خلال المباشرة في مفاوضات مع الإتحاد الدولي لنقابات عمال الصناعة لتوقيع اتفاقية دولية بخصوص شروط الصحة والسلامة المهنية لعمال الملابس والنسيج، ليس فقط في بنغلاديش وحدها ،بل على صعيد مصانع الملابس عامة التي تعمل لصالح تلك الشركات في مختلف انحاء العالم. لقد كانت تلك الخطوة من قبل كبرى الشركات محاولة منها لإخماد بل وإمتصاص الغضب العالمي والمحلي عليها حول أساليب تشغيل العمال في سلاسل التوريد عامة والنسيج خاصة ، بظروف بائسة تعرض صحتهم وحياتهم للخطر. وهنا نستذكر أيضاً الحادث الفظيع الذي وقع في العام 1884 في مدينة بوبال بالهند بمدينة الذي يعتبر من أبرز الكوارث الصناعية الكبرى الا وهو كارثة تسرب الغاز القاتل من مصنع "يونيون كاربايد" لإنتاج المواد الكيماوية،الذي تملكه شركة أمريكية لقد أدى هذا الحادث الى وفاة عشرات آلاف عمال وغيرهم من سكان المدينة واصابة الكثير بأمراض خطيرة جراء الغاز القاتل الذي تسرب من المصنع.

وبعودة الى ذكرى كارثة مصنع "رانا بلازا " في بنغلاديش ، تواصلت المفاوضات مع الاتحاد الدولي لنقابات عمال الصناعة الدولي وتم في نهايتها توقيع اتفاقية تضمن الحد الأدنى من السلامة والصحة المهنية ، عرف بإسم "الإتفاق الدولي" بعنوان "مصانع أكثر أماناً "، وبهذه الذكرى المأساوية نذكر اصدار عدد من الدراسات والكتب منها ( كتاب أصدرته منظمة العفو الدولية

بعنوان ظلم الشركات: انتهاكات حقوق الإنسان والحق في الانتصاف)بعد وقوع هذه الكارثة العمالية ، التي تناولت موضوع السلامة والصحة المهنية لعمال النسيج والملابس وعمال سلاسل التوريد عامة التي تقوم الشركات العولمية بتشغيلهم بأجور متدنية ، وبشروط عمل تفتقد للحد الأدنى من العمل اللائق ، وكيفية قيام هذه الشركات بتشبيك علاقات لها مع القوى السياسية المتنفذة في تلك الدول من أجل تسهيل قيامها بإستغلال العمال وجني الأرباح الطائلة من عرق جبين هؤلاء الكادحين.
مع اقتراب حلول ذكرى الأول من أيار اليوم العالمي النضالي للطبقة العاملة ،والذي كان شعاره الهام والنضالي "يا عمال العالم إتحدوا" ، علينا تقوية أواصر هذه الوحدة النضالية العالمية ،نعم هذه الوحدة العمالية والنضالية للطبقة العاملة هي الرد الرادع على ما تقوم به قوى الإستغلال ورأس المال في عالمنا،بما في ذلك استغلال وسائل الرقمنة الصناعية لتنفيذ مآربها الإستغلالية للعاملين في مختلف المهن بعالمنا اليوم .