يوم كوكب الأرض 2025 – الأرض تتأرجح على حافة الكارثة البيئيّة ... و فاشيّو ترامب / الماغا في مهمّة دفعها إلى الهاوية
شادي الشماوي
2025 / 4 / 23 - 20:47
مجموعة الشيوعيّين الثوريّين للكتابة عن البيئة ، جريدة " الثورة " عدد 902 ، 21 أفريل 2025
www.revcom.us
يوم كوكب الأرض ، أفريل 2025 ، فرصة لإلقاء نظرة متأنّية و واضحة على وضع الكوكب ... و كيف يتفاعل المجتمع الذى تحكمه الرأسماليّة – الإمبرياليّة مع الطبيعة ... و إعلاء نداء التحرّك لإنقاذ البيئة .
ما يصرخ به يوم الأرض 2025 هو أنّ كوكب الأرض على حافة تغيّرات كارثيّة بسبب ارتفاع حرارة الكوكب – و بسبب فاشيّى ترامب / الماغا الذين هم في مهمّة لدفعه إلى الهاوية .
بعض المعطيات و الفهم الأساسيّين :
كانت سنة 2024 أسخن سنة عرفها المجتمع الإنساني منذ ظهوره على الكوكب . إشتدّت العواصف القويّة بفعل التغيّر المناخي الذى ضرب الأرض - أحداث مناخيّة غير مسبوقة في قسوتها عبر الكوكب سنة 2024 أفضت إلى قتل 1700 إنسان و هجرة اكثر من 800 ألف آخرين . و عديد أنواع النباتات و الحياة الحيوانيّة مهدّدة بالإنقراض ...و أضحت الأنظمة البيئيّة الهشّة (1) أكثر هشاشة حتّى ... و هناك إمكانيّة حقيقيّة جدّا أن يبلغ التغيّر البيئي درجات قصوى تهدّد ذات قدرة الحضارة الإنسانيّة على البقاء على قيد الحياة على الكوكب .
إنّه لأمر راسخ علميّا بصلابة أنّ أزمة ارتفاع حرارة الكوكب سببها الطاغي هو حرق النفط و الغاز الطبيعي و الفحم الحجري – و وحدها التقليصات الكبيرة في التنقيب على و إستخراج و حرق هذه الأصناف من الوقود الأحفوري يمكن أن تعكس المسار الكارثيّ .
و سيقتضى هذا تغييرا راديكاليّا و شاملا لكيف نعيش و نُنتج حاجيات الحياة و تهديد الطبيعة . و هذه التغييرات لا يمكن تأجيلها لمدّة طويلة ، إن أردنا أن ننقذ الكوكب .
ما الذى يقف حاجزا دون ذلك ؟
أزمة المناخ أزمة نظاميّة ( نظام ) :
أزمة البيئة مشكل نظام – نظام إقتصادي – إجتماعي – سياسي . إنّها نتاج الرأسماليّة – الإمبرياليّة التى يحرّكها البحث التنافسي عن الربح و المزيد من الربح . و قد كانت الولايات المتّحدة مجرم البيئة رقم واحد . فهي رقم واحد تاريخيّا في بثّ غازات الإحتباس الحراري ( ديو كسيد الكربون و المثان و غازات أخرى حابسة للحرارة ) في الجوّ ؛ وهي رقم واحد الآن بالذات في إنتاج و تصدير النفط و الغاز الطبيعي ؛ و جيش الولايات المتّحدة هو رقم واحد في الإستخدام المؤسّساتي للوقد الأحفوريّ .
و الآن ، و نحن في حاجة لتقليصات كبرى و في الحال في إستهلاك الوقود الأحفوريّ ، خاصة في الولايات المتّحدة – صعدت فاشيّة ترامب / الماغا ( MAGA = جعل أمريكا عظيمة من جديد ) إلى سدّة السلطة ، ببرنامج المطاعن الثلاثة الجنوني ليمضي بالأمر في الإتّجاه المعاكس :
ففاشيّة ترامب / الماغا تهدف إلى تجاوز كلّ الحدود – كلّ القيود و التقييدات – في إستخراج الوقود الأحفوري و نهب البيئة. إنّهم مصمّمون التصميم كلّه على أن يضعوا جنبا أيّة عراقيل تقف في طريق مزيد تعزيز الطاقة العالمية للولايات المتّحدة و هيمنتها العامة . و لتحقيق ذلك ، يعملون طوال الوقت على مهاجمة و تشويه علم المناخ و ضرب مصداقيّة علماء المناخ ... و على تكريس قمع صارم ( و خبيث ) ضد كلّ من يقف ضد هذا الهجوم على البيئة .
مقارنا نظام ترامب بنظام هتلر ، قال بوب أفاكيان إنّ الإثنين يعنيان " ... زخما مريعا سيفضى إلى جرائم كبرى و وحشيّة ضد الإنسانيّة ، في هذه البلاد و في العالم قاطبة . " ( من رسالة على وسائل التواصل الاجتماعي ، الثورة عدد 112 ، " حكم ترامب الفاشي ، شأنه شأن هتلر قبله ، نظام فظائع مرعبة – وهو لا شرعي تماما " ). ما يقوم به ترامب ، إذا لم نلحق الهزيمة بفاشيّة الماغا و لم نرحّلها عن السلطة ، سيعجّل في تغيّر المناخ و ستكون له تبعات هائلة تفضى إلى المضيّ بسرعة و بشكل يمكن أن تكون لا رجعة فيه نحو " كوكب لا يمكن العيش عليه " .
1. دوس كلّ الحواجز أمام إستخراج الوقود الأحفوريّ و حماية البيئة :
سجّل مقال على موقع أنترنت bloomberg.com في شهر مارس ، 82 عمليّة منفصلة قام بها ترامب خلال ال52 يوما من تولّيه الرئاسة لتوسيع إنتاج النفط و حرقه ، عبر عديد أقسام الحكم الفيدرالي ، وهو يؤثّر على المجتمع ككلّ . و إليكم هنا بعض ما قام به :
- جعل الولايات المتّحدة تنسحب من إتّفاقيّة باريس حول المناخ ، و إتّفاقيّات و إلتزامات عالميّة أخرى . رغم أنّ إتّفاقيّة باريس و غيرها من الإتفاقيّات لا تمثّل حلاّ للتغيّر المناخي ... بالنسبة إلى الولايات المتّحدة ، الانسحاب يبعث بإشارة كبيرة إلى العالم أنّها ستحرق الوقود الأحفوري كما لم تفعل من قبل أبدا ، مهما كانت تبعات ذلك المستقبليّة ؛ و أنّ امبرياليّة الولايات المتّحدة الأمريكيّة لن تحترم أيّ إتفاقيّات عالميّة تحدّ و لو قليلا من قدرتها على الهيمنة على العالم و فرض الإطار على الآخرين .
- رما جانبا بالقوانين و قرارات المحاكم و الضوابط التي كانت مكرّسة لعقود . و مثال على ذلك : وكالة حماية البيئة (EPA) أخذت تنقلب على ما توصّلت إليه من إكتشافات حول غازات الإحتباس الحراري التي تهدّد الصحّة العامة . و يرسى هذا الأساس القانوني للحرق و التنقيب عن النفط دون قيود قانونيّة . نظام ترامب يتحرّك نحو الإنقلاب على ضوابط و معايير التلوّث البيئيّ .
- تحدّى و إستبعد حدود التنقيب عن النفط و العمل بالمناجم بغضّ النظر عن الضرر الذى يلحق بالبيئة . و مثال على ذلك هو الأوامر التي أصدرها ترامب للشروع في إستغلال النفط في ألسكا ( أبعد حتّى ممّا فعله بعدُ بايدن ) . و هذا سيحوّل مناطقا شاسعة من مناطق برّية هشّة و نظيفة جدّا إلى مواقع أنابيب نفط و إراقة هذا الوقود الأحفوري و مناطق حرائق .
- رفض تمويل و تنفيذ سياسات تشجّع على الطاقة المتجدّدة مثل الطاقة الشمسيّة و الطاقة الهوائيّة التي صادق عليها بعدُ الكنغرس . و مخطّط بايدن للطاقة المتجدّدة كان تماما غير منسجم مع ما هناك حاجة كبرى و ملحّة إليه – لكن ما يقوم به ترامب يأخذ العالم إلى أبعد و أسرع بكثير نحو الكارثة .
2- إسكات علم المناخ و تشويه سُمعة / تكذيب العلماء :
كان النظام الفاشيّ يفكّك بسُرعة المؤسّسات المفاتيح في الحكم التي كانت تسعى إلى الإجابة على و مراقبة و تحليل التغيّر المناخي . فقد سرّحوا عددا كبيرا من فرق العلماء ذوى التدريب العالي الذين درسوا البيئة و تغيّر المناخ و جعلوا إكتشافاتهم متوفّرة للعموم . لقد أوقفوا إنتاج و توزيع تقرير علميّة هامة حول تغيّر المناخ . و أعلقوا مواقع أنترنت و هاجموا أقسام العلوم في الجامعات و دراسات المناخ حول البلاد .
و المؤسّسات العلميّة و مؤسّسات صنع السياسات التي يدمّرها ترامب كانت محاصرة و مقيّدة بالنظام الرأسمالي – لكنّها أنجزت عملا هاما و ساهمت في فهم ما نحن ضدّه و ما الذى ينبغي فعله . و إليكم بعض الأشياء التي قام بها الفاشيّون :
- لقد ألغوا حتّى الإشارة إلى المناخ في مواقع أنترنت الحكومة . لا يريدون من أيّ كان أن يفكّر حتّى في تغيّر المناخ . و يشمل هذا إستبعاد معلومات علميّة هامة يستخدمها باحثون حول العالم لتحليل المناخ المتغيّر بسرعة . و مثال عن ذلك هو الإدارة القوميّة للمحيطات و الجوّ ( NOAA ) التي بلغها أمر بإغلاق خريطتها للحرارة على سطح البحار و المحيطات التي كانت تساعد في تبيان مدى ارتفاع حرارة سطح البحار و المحيطات و ما ينجرّ عن ذلك من إعصارات أكبر و أكثر تدميرا .
- التعاون العلمي العالمي حيويّ للتصدّى للتغيّر المناخي ، و كان العلماء في الولايات المتّحدة ناشطين جدّا في العمل مع العلماء عبر العالم قاطبة . و الآن صدرت أوامر للإدارة القوميّة للمحيطات و الجوّ ( NOAA ) بإيقاف كلّ الإتّصالات العالميّة ما لم تتمّ المصادقة عليها من طرف المسؤول السياسي الذى يعيّنه ترامب . و ستجرى مراقبة المراسلات العلميّة . و هذا سينجرّ عنه ضرر كبير لقدرة الإنسانيّة على التعاطي مع التغيّر البيئي .
- جزء كبير من هجوم ترامب على الجامعات هو قطع تمويل العلوم . وز جزء من ما يُستهدف هو البحث المناخيّ . يهدّد بقطع عديدة المليارات من الدولارات .
فاشيّو الماغا يكرهون العلم ، بإستثناء متى أمكنهم إستخدامه في حاجيات إقتصاديّة خاصة و مصالح و نزاعات مع المنافسين العالميّين لإمبرياليّة الولايات المتّحدة . يكرهونه متى كان الناس يملكون أدوات لفهم الواقع ، لأنّ الفاشيّين يريدون و يطالبون بالخضوع الأعمى . و حينما تقف الأدلّة العلميّة كحاجز أمام أهداف مفاتيح ، مثل إطلاق العنان للتنقيب عن النفط و إنتاج الوقود الأحفوريّ و حرقه ، يهاجمون العلم بخبث .
3. فاشيّة ترامب / الماغا تجرّم الدفاع عن الكوكب :
إنّ الإجراءات القمعيّة إلى أقصى الحدود ضد الإحتجاج على و معارضة سياسات ترامب يقع تطبيقها و يركّز بعضها بوجه خاص ضد الإحتجاجات و المنظّمات البيئيّة ذات الصلة بالمناخ . و هذا في آن معا عقاب الآن و تهديد بما سينزل بالذين يتجرّأون على الإحتجاج مستقبلا :
- أصدرت محكمة بولاية داكوتا الشماليّة حديثا حكما ب 66مليون دولار ضد منظّمة البيئة غرينبيس Greenpeace لدعمها القانوني تماما للإحتجاج ضد خطّ أنابيب نفط يمرّ عبر أرض السكّان الأصليّين [ الهنود الحمر ] في ستاندينغ روك بداكوتا الشماليّة .
- عديد السلطات التشريعيّة بالولايات و كنغرس الولايات المتّحدة يعملون على أو قد مرّروا قوانينا قمعيّة للغاية ضد الإحتجاجات على أنابيب النفط – و القانون الفدرالي المقترح يشمل عقوبات تبلغ 20 سنة سجنا و غرامات تصل إلى 250 ألف دولار للأشخاص أو 500 ألف دولار للمنظّمات التي تحتجّ و التي " تعطّل " أنابيب نفط أو غاز مخطّ" لها أو هي بصدد العمل . و يبقى معنى " تعطّل " ضبابيّا و مطّاطا عمدا و يمكن أن يطال تقريبا أيّ إحتجاج .
- و الآن تهدّد الحكومة بسحب الإعفاء من الأداءات من المنظّمات البيئيّة ( مثلما في ذلك مثل أنواع أخرى من المنظّمات غير الربحيّة ) ، و تعمل على تعطيل و تخريب عديد المنظّمات التي تقوم بعمل بيئيّ هام . و قد ورد في تقارير لسيتى بنك أنّها تلقّت أوامرا من الأف بى أي بتجميد حسابات المنظّمات البيئيّة التي تلقّت منحا قانونيّة تماما لعملها البيئي في ظلّ إدارة بايدن . و تزعم الأف بى أي أنّ هذا " غشّ " . و جاء في تقرير لجريدة " النيويورك تايمز " أنّ ترامب قد يعتبر المنظّمات البيئيّة ك" منظّمات إرهابيّة " – و قد يصعّد حتّى أكثر من القمع .
هذه الإجراءات جزء هام من التحرّكات الفاشيّة العامة لسحق الحقوق الجوهريّة للتعبير و الإحتجاج . يجب معارضتها و إلحاق الهزيمة بها .
ما تفعله فاشيّة الماغا للبيئة ليس إنحرافا عن و إنّما تعبير متطرّف عن ما فعلته دائما الرأسماليّة :
لقد نهب النظام الرأسمالي – الإمبريالي عالميّا البيئة و كان عاملا مدمّرا تماما للأنظمة البيئيّة في العالم . و قد قادت الولايات المتّحدة المسار ببعث المزيد و المزيد من غازات الإحتباس الحراري في الجوّ من أيّ قوّة أخرى – و كلّ من الديمقراطيّين و الجمهوريّين كانوا جميعهم يقطعون نفس الخطوات في هذا الطريق . و مرّة أخرى ، هذا مشكل نظاميّ / نظام : نظام قائم على الإستغلال ، و على التنافس المحموم من أجل الربح ، و نظام يتعاطى مع الطبيعة على أنّها إستثمار " بلا ثمن " في الإنتاج من أجل الربح .
قبل سنوات من الآن ، عرض القائد الثوريّ بوب أفاكيان الحقيقة عن الرأسماليّة و البيئة :
" هذا النظام و أولئك الذين يتحكّمون فيه غير قادرين على إنجاز تطوّر إقتصادي لتلبية حاجيات الناس الآن بينما يوازنون ذلك مع حاجيات الأجيال المستقبليّة و متطلّبات صيانة البيئة . لا يعيرون أي إنتباه للتنوّع الثريّ للأرض وأنواع الكائنات التى تعيش عليها و للكنوز التى ينطوى عليها ذلك بإستثناء أينما و متى إستطاعوا أن يحوّلوا ذلك إلى أرباح لهم ... هؤلاء الناس لا يستحقّوا أن نحملهم مسؤوليّة العناية بالأرض . "
( " الأساسي من خطابات بوب أفاكيان و كتاباته " 1:29 ؛ [ الكتاب متوفّر باللغة العربيّة بمكتبة الحوار المتمدّن ، ترجمة شادي الشماوي ] )
نحتاج و نطالب بعالم جديد تماما و مغاير راديكاليّا و أفضل بكثير ! نحتاج إلى ثورة كي تستطيع الإنسانيّة أن تحقّق قفزة تتجاوز بفضلها هذا العالم حيث الفاشيّة يمكن أن تصعد إلى سدّة السلطة و تطلق العنان لإستغلال أكثر تهوّرا لكوكب الأرض، و تهاجم الفهم العلمي للواقع و تهدّد كامل الكوكب و مستقبل الإنسانيّة .
يجب إلحاق الهزيمة بفاشيّة الماغا هذه – يجب على ترامب أن يرحل ، الآن !
الحاجة الملحّة الآن بالذات هي القتال ضد التسريع الفاشيّ لتغيير المناخ و الهجوم على علم المناخ – في كلّ من داخل المؤسّسات حيث يحدث كلّ هذا ، و في الساحات العامة ، و في الشوارع . و ينبغي ربط هذا و جعله جزءا من نهوض جماهيري للجماهير الشعبيّة لإلحاق الهزيمة بفاشيّة الماغا الآن !
و هذا أيضا زمن رفع أنظار الناس و إعداد الأرضيّة للثورة التي تضع نهاية لهذا النظام ، لخلق مجتمع و عالم فيهما يمكن للبشر عمليّا أن يُصبحوا معتنين بكوكبنا . هذه النظرة و هذا المخطّط معروضان في " دستور الجمهوريّة الإشتراكيّة الجديدة في شمال أمريكا " ، الذى ألّفه بوب أفاكيان .
و من أجل المزيد بشأن علم تغيّر المناخ – و كيف أنّ التغيّر المناخي نابع من النظام الرأسمالي – الإمبريالي – و كيف أنّ مجتمعا إشتراكيّا مستداما سيسير ، أنظروا على موقع أنترنت revcom.us صفحة مصادر خاصة / Special Resource Page " الرأسماليّة – الإمبرياليّة تدمّر الكوكب ... وحدها الثورة توفّر للإنسانيّة فرصة حقيقيّة لإنقاذه " .
هامش المقال :
1- الأنظمة البيئيّة مجموعات من الكائنات و بيئاتها الماديّة في تفاعلها معا .