![]() |
غلق | | مركز دراسات وابحاث الماركسية واليسار | |
![]() |
خيارات وادوات |
|
فشل المعارضة البورجوازية في تونس
لو ينبحون لمائة عام لما ساندهم الشعب لأنه فهم لعبة هؤلاء ومن يحركهم ويدفعهم والتضحية بهم من أجل الصدام مع الدولة وأجهزتها الوطنية وصناعة الفوضى لجلب التدخل الخارجي فيقولون ما لا يفقهون مجرد شعارات تافهة لا علاقة لها بالواقع بحيث يساندون من يتطاول على الدولة وعلى رموزها وعلى القضاء ويتحدون القانون. فما يقوم به هؤلاء يعتبر جريمة موصوفة وموثقة ويتطلب المحاسبة. هناك مرفهون وبورجوازية يحركون هذه الدمى المتحركة ويتاجرون بالفوضى وبكل حدث يقع مهما كان بسيطا ويلعبون بعقول الشباب في الوقت الضائع ومن وراء الستار وفي الخفاء ولا يهمهم الفقراء والمهمشون والمعطلون وشباب وراء "البلايك" فقط يجرون وراء ريع المناصب والوجاهة وذلك منذ زمن بورقيبة فهل رأيتم لهذه النخب الفاشلة الناعقة والغوغائية والمحترفة للكلام والدجل العقيم عملا يفيد المجتمع والناس والبلاد فلا عمل لهم غير وضع العصا في العجلة وتعطيل مسار التنمية والإصلاحات فلا يطيب لهم العيش إلا في الفوضى والخراب والدمار ولا يريدون لتونس خيرا وتقدما متعالون على الشعب يرفضون المشاركة في الإنتخابات ولا يتعاملون بإيجابية مع المشاريع التي تطرحها الدولة بل يعطلونها بنشر الشائعات المغرضة والإضرابات المتكررة والإحتجاجات لأتفة الأسباب وينتقمون من المواطن بحجب السلع الضرورية والتلاعب بالأسعار ودعوة الخارج للتدخل في الشأن الداخلي وهتك حرمة الدولة واستقلالها وأمنها وكل ذلك من أجل عودة الإسلام السياسي للحكم عن طريق التجارة بالدين وبحقوق الإنسان. وعندما فشلوا في العودة للحكم والحصول على المناصب التي يريدونها توجهوا لدفع بعض الشباب الفاقد للوعي والحس الوطني للخروج للشارع ونشر الفوضى لعل الشعب سيتأثر بشعاراتهم الزائفة لكن عالبية الشعب التونسي محصنة وتعرف الحقائق ولذلك سفهت مسعاهم وخيبت أملهم وفوتت عليهم الفرصة بل طالبت الدولة التعامل مع هؤلاء الغوغائيين العابثين بكل حزم وتطبيق القانون عليهم وذلك لحماية الأمن والعام ومواصلة التقدم في الإصلاحات المزمع تنفيذها . ومن يظن أنه في 2011 وقعت ثورة فهو واهم ويكذب على نفسه لأن الحقيقة غير ذلك بحيث وقعت صفقة لتسليم الحكم للإسلام السياسي لمدة معينة لتحريك جيش من المتشددين دينيا حتى يقوموا بإسقاط بعض الأنظمة العربية وتفتيت دولها وخلخلخة بنيتها الإجتماعية والإقتضادية حتى يتغول الكيان ويصبح سيدا على المنطقة لكنه فشل في تسيير الدول فتخلت عنه الدوائر الدولية المتنفذة فهل هناك عاقل يمكنه أن يصدق أن بن علي هرب نتيجة صياح بعض الأنفار المتجمعين بشارع بورقيبة ؟ فالواهمون الأغبياء فقط يظنون أن بعض الأنفار يمكنهم إسقاط نظام ولو بقوا ينبحون ويصيحون ويحتجون ليلا نهارا لمائة عام فعملية إسقاط النظم تتم باتفاق دولي لتحقيق غاية استراتيجية وليس عن طريق ثورات شعبية مدنية يقودها بورجوازيون مرفهون يعيشون في قصور مذهبة وليست لهم علاقة عضوية ولا طبقية بأغلبية الشعب المفقر والعاطل عن العمل والمهمش إجتماعيا ولذلك ترى كل الأحزاب أصبحت دون رصيد شعبي ودون وزن انتخابي ولذلك ذهبت في توظيف مواردها القليلة في العمل الذبابي في المواقع الإجتماعية لتغطية فشلها الوجودي مع الجري وراء توظيف كل ما يقع من أحداث عرضية هنا وهناك والخروج للإحتجاج والصياح ورفع شعارات لا معنى لها ومتكررة مثل الاسطوانة المشروخة وهي نفس الشعارات الطلابية منذ زمن بورقيبة كدليل على المراهقة السياسية والتي أصبحت تبعث على الضحك والشفقة. فالمعارضة البورجوازية النخبوية المرفهة فشلت في استقطاب الفئات المنتمية للطبقة المتوسطة والفئات المهمشة للإنخراط في مشاريعها المناصبية والغنائمية والزعاماتية الذاتوية وانحازت لمشروع الدولة التي تعمل على تحقيق الحد الأدنى من العيش الكريم والإستقلالية والأمن الجمعي ولم تغريها الشعارات الرنانة لنخب تعيش في عالم حالم وغير واقعي وليس لها علاقة عضوية بهموم غالبية الناس وقد شاهدوا كيف يتحول هؤلاء عندما يصلون إلى المناصب فلا يخدمون إلا مصالحهم الضيقة ومصالح أصدقائهم ويحولون الدولة إلى غنيمة وعزبة يرتع فيها الفساد والمحسوبية.
|
|