تافسوت ن إيمازيغن, صرخة التحرر من نير الإستعمار
كوسلا ابشن
2025 / 4 / 20 - 22:06
يخلد أمازيغ الداخل و أمازيغ دياسبورا, الذكرى الخامسة و الأربعين للربيع الأمازيغي, في ظروف تصعيد الإضطهاد القومي و الإجتماعي, بالإنتهاكات الحقوقية الجسيمة, و تجويع الشعب نتيجة سياسة التمييز العنصري.
الربيع الأمازيغي ( 20 أبريل 1980), حطم الطوطيم المحرم, المتمثل في الثالوث المقدس ( العرق العربي و الدين العربي و الحزب العربي النازي). دشن تافسوت ن إيمازيعن بداية مرحلة الإنتصار على سيكولوجية الخوف و بداية المقاومة الجماهيرية للسلطة الدكتاتورية العسكرية, بنزول الشعب لقبايلي الى الشوارع في إنتفاضة سلمية مطالبة بالإعتراف بالثقافة و اللغة الأمازيغيتين, و منددة بالإنتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان. كسر الربيع الأمازيغي, أسطورة الثالوث المحرم, بسقوطه بالضربات االمدوي للوعي الجماهيري في شكله الإحتجاجي الذي إجتاح البلاد و تعاظم بالإنتفاضة الجماهيرية ل 5 أكتوبر 1988, و ما لحقها من الإنتفاضات الشعبية الناتجة من جهة عن نمو الوعي الذاتي و من جهة آخرى نتيجة دموية و وحشية القمع السلطوي لقصر المرادية.
كان شعار الربيع (1980), المطالبة بالحقوق الثقافية و اللغوية و الإقتصادية و الإجتماعية, و التنديد بسياسة آبادة الشعب الأمازيغي و إستفحال إنتهاكات حقوق الإنسان و إنتهاكات حرية الرأي و التعبير من جهة, و من جهة آخرى لعب نمو الوعي القومي الأمازيغي دور فعال في إشعال شرارة الربيع. نضوج الظروف الموضوعية و الظروف الذاتية في الحالة الثورية ضد الإستعمار, قد إنتقل شعار الربيع من المطالبة بالإصلاحات الى النضال الثوري في شكله السلمي للمطالبة بالإستقلال التام للوطن لقبايلي و تقرير مصير الشعب لقبايلي.
بمناسبة تخليد ذكرى تافسوت ن إيمازيغن, يوم 20 أبريل 2025, دعت حكومة لقبايل في المنفى في نداء الى الأمازيغ عامة و أمازيغ دياسبورا خاصة و الى كل المتعاطفين مع القضية لقبايلية للمشاركة الجماهيرية في مسيرة سلمية من أجل إستقلال لقبايل الوطن, في باريس عاصمة الثورة الفرنسية و رمز تحطيم أغلال العبودية و الإستبداد المطلق.
لقد أعلن بيان حكومة لقبايل في المنفى, أن يجعل من سنة 2025, علامة بارزة في تكثيف النضال السلمي لكسب الإعتراف الدولي الواسع بأحقية الشعب لقبايلي في تقرير مصيره بنفسه, و بالإعتراف الدولي الرسمي بدولة لقبايل. كما أن الحركة من أجل تقرير مصير لقبايل و حكومة المنفى أعلانتا الربيع الأمازيغي رمز الكفاح السلمي من أجل تحرير شعب لقبايل من الإستعماري العروبي, و جدد بمناسبة ذكرى الربيع, قادة التحرر الوطني لقبايلي, الدعم اللامشروط للمعتقلين السياسيين في سجون النظام العسكري الفاشستي لقصر المرادية. و في سياق نضالية تافسوت ن إيمازيغن, نددت الحركة الأمازيغية عامة و حركة تحرير لقبايل خاصة و معهما تنديد الشعب الأمازيغي في تمازغا و في دياسبورا بما صدر عن جهاز القمع الإداري الإستعماري لقصر المرادية من الحكم الغيابي, على المناضل الأمازيغي التحرري أكسيل بلعباس, العضو القيادي في حركة (الماك) في يوم 2 أبريل 2025, بالإعدام. لقد إختار النظام رمزية أبريل للحكم الجنوني لبعث رسالة تهديد لحركة النضال لقبايلي, و هذا ما يفسر الخلل الحاصل في نفسية الجنرالات, و يكشف عن السياسة المهزومة و القصور النظري و السياسي للنظام العسكري الكولونيالي, المتخذ من المقاربة القمعية ركيزة لحماية نظامه الفاشستي من الإنهيار المحتوم.
قبل هذا الحكم, لقد سبق للقضاء الفرنسي أن وضع أكسيل بلعباس تحت الحراسة النظرية في 20 يونيو 2024, و ليوم واحد, تنفيذا لقرار دولي, بعد الدعوى المرفوعة ضده من طرف النظام العسكري لقصر المرادية, بإتهام أكسيل بلعباس, بأنه كان وراء المحرقة لقبايلية في صيف 2021. لكن إنعدام الأدلة و الحجج في إرتكاب الجريمة, و طبقا للقانون الجنائي الفرنسي, أطلق سراح المناضل أكسيل بلعباس بعد يوم من التحقيق. للمعرفة اليقينية بإستحالة إقناع المحاكم الدولية بتورط مناضلي ( الماك), بالجريمة اللاإنسانية التي إرتكبتها المخابرات العسكرية بأمر من سلطة قصر المرادية, أعطيت الأوامر للجهاز الإداري القمعي الإستعماري لفبركة ملف المحرقة لقبايلية و الحكم على المناضل أكسيل عدو النظام الكولونيالي بحكم الإعدام. الهدف من الحكم هو إستهداف سيكولوجية المناضلين و المتعاطفين مع القضية لقبايلية في الداخل و الخارج. الجواب عن الإرادة الخبيثة لسلطة قصر المرادية, لم ينتظر النظام سماعه طويلا, لقد رد المناضل أكسيل على قرار المحكمة الإستعمارية سريعا, بتصريحه أن هذه الأحكام صادرة عن نظام إجرامي فاقد للشرعية, و أنه (أكسيل) لديه قناعة بأن النضال من أجل لقبايل حرة, هو ليس إلا مسألة وقت.
التخبط في إتخاذ القرارات و إشتداد سياسة الإستبداد, و الإضطهاد الإقتصادي و الإجتماعي, قد تلعب دورا مهما في تقريب زمن إستقلال الوطن لقبايلي و حرية شعبه و تجسيد لمبدأ الحتمية التاريخية المرتبطة بجدلية النضال الميداني الشعبي و النضال السياسي, من أجل تحقيق هدف الشعب المتمثل في الإستقلال و تقرير المصير و بناء الدولة المستقلة.
دينامية الربيع الأمازيغي هي حالة طبيعية في النضال التحرري, سيظل صانع الوعي القومي التحرري المعاصر, و محرك شرارة الثورة الأمازيغية المشروعة في زمانها المحتوم.
المجد والخلود لشهداء الربيع الامازيغي, و المجد و الخلود لكل شهداء القضية الأمازيغية, و التضامن اللامشروط مع المناضل لقبايلي أكسيل و التضامن مع كل المعتقلين السياسيين في معتقلات النظام الكولونيالي العروبي.