![]() |
غلق | | مركز دراسات وابحاث الماركسية واليسار | |
![]() |
خيارات وادوات |
|
دجل وثرثرة النخب في تونس
ففي تونس لم تقع ثورة لعدم حدوث قطيعة معرفية بحيث هناك تدخل خارجي من أجل مصلحة استراتيجية ظرفية أتى بالإسلام السياسي انتهى إلى كوارث في تونس والعالم العربي. والتوظيف السياسي لأحداث عرضية من أجل منفعة شخصية وفئوية لإعادة الفكر الظلامي الماضوي ليس سوى أضغاث أحلام وشهوات بائسة .فالتاريخ لن يعود إلى الوراء إلا في صورة مأساة. فالنخبة التقليدية المتمعشة من أحداث عرضية وعشوائية وصدفية كريع يأتي من السماء لعله يحرك الشارع الكبير ويقلب الموازين حتى يتلقى هؤلاء الفوائد وهم في منازلهم هانئين جالسين ينتظرون المناصب والخيرات والموائد العامرة حتى تأتيهم على ظهور المهمشين والمقبورون والمدحورين وهم سلاطين التجارة بالدين والحقوق والفقراء من أجل الوصول للكرسي ولو صدأت مساميره. فجبن النخب الفاشلة جعلهم يلوكون كلاما لا معنى له مجرد ثرثرة ودجل عقيم وهم المتعالون في أبراجهم المزخرفة والمرفهة ويحتقرون من يعيشون وراء "البلايك" وينثرون الدجل جزافا هنا وهناك في المواقع الإجتماعية والتي غدت بوق دعاية واستثمار في بث الفتن والفوضى الغير خلاقة ولا يتذكرون هؤلاء المغيبين والمهمشين منذ زمن البايات والإيالة العثمانية الآفلة والتي جاء من يستثمر في الدين من جديد لإعادة مجد قد ولى وانتهى وغزوات رعاع وأعراب الصحراء عبدة النكاح والسبايا والجنس الفاحش إلا للركوب على الأحداث والمرور على دماء وبؤس هؤلاء لتحطيم الدولة كعنصر أساسي لحمايتهم من الضياع ولو في الحدود الدنيا المتوفرة وتخريب المكان الوحيد الذي يحتويهم وتلويثه فللآخرين إمكانية الهجرة واللجوء عند من مولهم وانتدبهم ثم نسيانهم عندما يصلون إلى القصر والكرسي فهل تغير شيء منذ زمن "بوعنبة" ؟ العقلية المتخلفة الهدامة التي تتحكم في عقول النخب خاصة هي سبب البلاء فهم لا يعملون ولا يكدون فقط يستعملون الريع الديني والحقوقي والنضالي المزيف ليقبضوا ولا يفقهون غير الدجل وتدمير الذات والآخر من أجل الرفاهية الخاوية والوقوف على الربوة بعيدا عن غبار المعارك الحقيقية التي تغير الواقع . ومن مازال يعتقد أنه قام بثورة في 2010 -2011 فهو واهم ويتغابى ولم يفهم شيئا أبدا فليراجع دروسه ونفسه ويعود لرشده حتى يغادر الزيف الثوري وأكاذيب الساسة المجنحة فلا حاجة لتونس بثورة تعيدها للماضي وتجعل أناسها عبيدا وغلمانا ونساءها جواري في حريم السلطان والحاكم فيها نائبا للإله والعقل مغيبا وحبيس الفكر القروسطي قادما من زمن العصور الوسطى. فلا تقدم بدون قطيعة معرفية مع فكر بالي وبائد ومجتمع علمي يحتكم للمنطق والعقلانية يعبد العمل والكد والعطاء وحب الوطن ولا يهمه من يحكم أو من بيده السلطة في حضرة المؤسسات وسلطة القانون بحيث كل الناس رؤساء وزعماء ومسؤولين في الأماكن التي يوجدون فيها وضمائرهم هي من تراقبهم وتحاسبهم وكل فرد من الشعب يقول في نفسه ماذا قدمت لتونس قبل تفكيره في ما قدمت له هذه الأرض الطيبة المعطاء وقد تكفيه ذرة تراب أو هبة نسمة أو قطرة ماء.
|
|