الذكاء الاصطناعي والرياضة، سؤال غائب في زمن الرأسمالية، تعقيب على كتاب رزكار عقراوي حول الذكاء الاصطناعي
لوله حميد
2025 / 4 / 17 - 16:01
ألف مبروك صديقي العزيز رزكار عقراوي على إصدار الكتاب: الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: التكنولوجيا في خدمة رأس المال أم أداة للتحرر؟ قرأته باهتمام، واستفدت من طرحه العميق والجريء. كرفيق وصديق مقرب، تشاركنا العمل الطوعي لأكثر من أربعة عشر عامًا في مؤسسة الحوار المتمدن وكذلك في صفوف اليسار.
استمتعت كثيرًا في هذا الكتاب بطرح العلاقة بين الذكاء الاصطناعي والرأسمالية، وكيف يتحول هذا التقدم التكنولوجي السريع إلى أداة بيد القوى المهيمنة، تتحكم في الاقتصاد والمعرفة وسوق العمل. التحليل كان واقعيًا، موجّهًا لكل الشرائح الاجتماعية وبالاخص العمال والكادحين، ويحمل رؤية منطقية في زمن يزداد فيه الاستغلال والصراع الطبقي.
لكن، كيساري وناشط في المجال الرياضي، وكلاعب سابق في الدوري العراقي، شعرت بغياب محور مهم جدًا لم يُطرح في سياق الكتاب، وهو العلاقة المتنامية بين الذكاء الاصطناعي والرياضة. الواقع يبيّن بوضوح أن هذه العلاقة أصبحت وثيقة، وأن التداخل بين الرأسمالية وعالم الرياضة بات أعمق مما نتخيل. وللأسف، الكثير من اليساريين لم يتعرضوا لهذا الموضوع المهم بشكل معمّق، رغم تأثير الرياضة الكبير على الشباب.
لم يعد الذكاء الاصطناعي مجرد أداة لتحليل الأداء الرياضي أو تتبع اللياقة البدنية، بل تحوّل إلى بنية أساسية في تنظيم البطولات، التسويق، إدارة الجمهور، وقراءة السوق. كما أصبحت الأجساد الرياضية تُعامل كبيانات، يتم تحليلها وتقييمها وتسويقها ضمن منطق رأسمالي صارم. الشركات الكبرى التي تقف خلف الأندية تستثمر اليوم مليارات الدولارات في هذا القطاع، لا لأنها تحب الرياضة، بل لأنها ترى فيه سوقًا مربحة جدًا، واختبارًا عمليًا للهيمنة الرأسمالية الناعمة.
من هنا، أطرح السؤال: أين يقف اليسار من هذه التحولات؟ كيف نفهم هذا التوسع الرأسمالي الجديد في مجال لطالما ارتبط بالجسد، واللعب، والعمل الجماعي؟ وأين موقع العدالة الاجتماعية والرياضة حين تُستخدم التكنولوجيا لتضخيم الفوارق بين الرياضيين في الدول الغنية والفقيرة، أو بين الذكور والإناث، أو بين من يملك القدرة على الوصول إلى هذه الأدوات ومن لا يملك؟
أعتقد أن هذا الموضوع يستحق التعمق مستقبلًا، وأن يكون جزءًا من النقاشات القادمة، لا بوصفه قضية ثانوية، بل كموضوع مهم ومحوري.
كل المودة والاحترام، وأحييك مجددًا على هذا الجهد الفكري المميز.