أهداف العفو عن الإرهابين
كوسلا ابشن
2025 / 4 / 9 - 22:47
في كل المناسبات ذات الطابع الذاتي أو بخلفية دينية, يبادر المقيم العام العروبي بالعفو عن بعض السجناء و بعض المعتقلين, خاصة العفو عن الجماعات الظلامية الإرهابية, إلا أن هذا العفو السياسي مشروط بشروط و لإهداف محددة.
عملية العفو السياسي المشروط في فترة المقيم العام العروبي محمد ابن الحسن, أصبحت عملية إستمرارية ضرورية للنظام الكولونيالي من جهة للتحكم في الفكر السلفي و من جهة لإستخدام هذا الفكر الظلامي و منظريه ضد الفكر التنويري الحداثي العلماني و خاصة ضد الأطروحة الأمازيغية التحررية. في هذا السياق, فقد شمل هذا العفو عن المشاركين و المحرضين و المدعمين للتفجيرات الإرهابية الإسلامية التي ضربت كازا بلانكا يوم 16 ماي 2003, ومنهم منظري الفكر الظلامي الإرهابي أمثال محمد الفززي المحكوم ب 30 سنة سجنا نافذا, و قد وصل عدد المعفو عنهم 196 أرهابي إسلامي في سنة 2012.
عملية العفو على الإرهابين لم تتوقف طيلة السنوات الماضية, و كان آخرها العفو, بمناسبة عيد الفطر الأخير (2025), عن مجموعة من المجرمين قتلة أبناء الشعب, ومن بينهم البربري الارهابي عبد القادر بلعيرج المدان سنة 2009 بالمؤبد.
يلاحظ أن العفو السياسي يشمل فقط عناصر البنية العروإسلام, المستسلمة لشروط الإندماج في خطة النظام الرامية الى إحتواء الأصوات الخارجة عن البنية المخزنية, في إطار إستراتيجية إعادة هيكلة المجتمع في سياق الحفاظ على الظروف القديمة بالولاء المطلق لمؤسسة "إمارة المؤمنين", بإلغاء التصادم الديني (الإسلام), و التكيف مع توجهات و سياسة مؤسسة "إمارة المؤمنين" في الحقل الديني, بإعتبار المقيم العام هو القائد الروحي للإيمان الإسلامي.
العفو السياسي المشروط يضمن للنظام عناصر لها خبرة في الدعاية الظلامية و التضليلية القادرة على التأثير على وعي الناس, أمثال الفززي أو الكتاني و غيرهما, عناصر موالية للنظام و تكون في خدمة القصر آل علوي, كما يضمن هذا العفو أدواة القيادة العنفية, قد يمثلها عبد القادر بلعيرج, لإرهاب الجماهير الشعبية أثناء الإحتجاجات الشعبية و الإنتفاضات السلمية, عامة و التصادم مع المطالب التحررية الأمازيغية بشكل خاص. التصالح مع الإرهاب الإسلامي هو ضرورة للنظام الكولونيالي, من جهة لتعزيز دور المؤسسة الدينية في البلاد و داخل الهياكل الإجتماعية لهدفين, أولهما: كسب الشرعنة الدينية, و ثانهما: تمتين التحالف العروبي بشقيه الإسلامي و القومجي في مواجهة الشعب الأمازيغي في نضاله ضد الإضطهاد القومي و الطبقي.