عرض لكتاب: الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة - رزكار عقراوي

كوران عبد الله
2025 / 4 / 1 - 11:59     

ترجم عن الكردية نقلا عن الموقع اليساري الكردي المعروف - Dengekan الاصوات –

هذا الكتاب متوفر حاليا باللغتين الإنجليزية والعربية على منصة أمازون، وكذلك مجانا على موقع الحوار المتمدن. وجدير بالذكر أنه يتم العمل حاليا على ترجمته إلى اللغة الكردية، بهدف نشره لاحقا بشكل ورقي في كردستان. من المفيد هنا تقديم لمحة موجزة عن مضمون الكتاب، وأهدافه، وأسباب تأليفه ونشره.

هدف المؤلف من تأليف هذا الكتاب:
يسعى المؤلف من خلال هذا الكتاب إلى خلق أرضية للنقاش داخل الأوساط اليسارية والاشتراكية حول مسألة الذكاء الاصطناعي، التي من المؤكد أنها ستؤثر بشكل كبير على معظم المجالات السياسية الاجتماعية والاقتصادية والفكرية خلال السنوات القادمة. من الواضح أن هذه التأثيرات، إذا استمرت في الاتجاه الرأسمالي الحالي، ستؤدي إلى تعميق الأرباح وتعزيز السيطرة الفكرية الرأسمالية، كون أدوات الذكاء الاصطناعي محكومة وموجهة من قبلها. وهنا يُطرح السؤال: ما هو دور وموقع اليسار والاشتراكيين في مواجهة هذا التحول التاريخي الذي يترافق مع تطور الذكاء الاصطناعي؟


محتوى الكتاب:

يتناول الكتاب العلاقة بين الذكاء الاصطناعي والنظام الرأسمالي، خاصة من زاوية سياسية واجتماعية، موضحا أن هذا التطور التكنولوجي هو نتاج للرأسمالية ويخدم استمراريتها، وأن قوى اليسار لا تواجهه كعامل خارجي، بل كأداة ضمن منظومة الهيمنة الطبقية. يركّز الكتاب على الطريقة التي يُستخدم بها الذكاء الاصطناعي داخل الإطار الرأسمالي لتعزيز سلطة الشركات الكبرى، وتقليص فرص العمل، وزيادة التفاوتات الاجتماعية والاقتصادية. فشركات كبرى مثل Google، Microsoft، Amazon وMeta، تسيطر على الجزء الأكبر من تقنيات الذكاء الاصطناعي، مما أدى إلى تراكم هائل في السلطة والثروة بين أيديها. كما يسلّط الكتاب الضوء على التفاوتات الجندرية الواضحة التي تظهر في استخدام وتوظيف هذه التكنولوجيا.


الهدف والرؤية:

يحاول الكتاب أن يوجّه نداء إلى قوى اليسار والاشتراكيين، يدعوهم فيه إلى التعامل النشط مع الذكاء الاصطناعي، والعمل على تطوير إطار بديل لاستخدامه بما يخدم مصالح المجتمع، وليس فقط مصالح الشركات الكبرى والأسواق. كما يدعو إلى نقد الطريقة التي يُستخدم بها الذكاء الاصطناعي اليوم تحت سيطرة الرأسمالية، وتحذير من المخاطر التي قد تنجم عن سوء استخدام هذه التكنولوجيا.


البدائل الممكنة:

رغم أن الكتاب يركّز بشكل رئيسي على نقد الأبعاد الرأسمالية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، إلا أنه لا يكتفي بذلك، بل يقدّم ضمن محاوره الداخلية عددا من المقترحات البديلة لتطوير ذكاء اصطناعي أكثر عدالة وتقدّما يخدم مصالح المجتمعات، ومن أبرز هذه المقترحات:

• مشروع مفتوح المصدر: دعم وتطوير الذكاء الاصطناعي من خلال منصات وأدوات مفتوحة المصدر، تدار بشكل ديمقراطي، بما يسمح بمشاركة جماعية في تصميم وتوجيه هذه التكنولوجيا.

• الملكية العامة: التفكير في نماذج جديدة للملكية العامة أو التشاركية للذكاء الاصطناعي، بحيث لا تبقى هذه التكنولوجيا بيد الشركات الكبرى فقط، بل تصبح ملكا عاما يمكن للمجتمع أن يستفيد منه ويوجّه مساره.

• تنظيم ديمقراطي: تأسيس هيئات وتنظيمات تشاركية تساهم في الرقابة المجتمعية والإشراف الديمقراطي على تطوير الذكاء الاصطناعي، من أجل ضمان الشفافية، والمساءلة، والتوافق مع القيم الإنسانية والاجتماعية.


*****************

نشر النص لأول مرة بالكردية في الموقع اليساري الكردي المعروف - dengekan الاصوات -
https://dengekan.info/archives/48699