رزكار عقراوي أبو ذكاء إصطناعي ؟ لو أبو استعلاء تقني؟
جاسم سلام عادل
2025 / 3 / 27 - 21:21
يابه، من قريت مصطلح "محو الأمية الرقمية للقيادات اليسارية"، حسّيت أكو شي ينطعن، مو بس بالمصطلح، بل بكل ذاكرة نضالية كانت ترفض الذل، حتى وهي بالسجون.
شنو يعني محو أمية؟ منين جايب هاي؟ كأنو رفيقنا رزكار ناسي، أو متناسي، إنو ذيج القيادات اللي يريد "يمحو أميتها"، هي اللي علّمته أبجدية النضال من الأساس.
وأنا أكتب هالكلام، مو من موقع المراقب، ولا من جيل لاحق. آني رجل بالسبعينات من عمري، وكنت ويا هذيج القيادات بليالي الخوف، وبالمقرات، وبالهتافات والمظاهرات.
هذولا ما يحتاجون دروس، يحتاجون احترام. ما نقصهم وعي، بل وعيهم هو اللي بنى كل البدايات.
اليسار ما فشل لأن رفاقه كبروا بالعمر، ولا لأنهم "ما لحقوا على التكنولوجيا"، مثل ما يوحي الكتاب.
اليسار تعرّض لحصار، لحرب طبقية مفتوحة، لضربات من كل أدوات الإمبريالية، ومن داخل وخارج، من السجون إلى المنافي، من التجويع إلى التشويه، من العملاء إلى ...........
المشكلة مو بالقيادات، ولا بأعمارهم، ولا بـ"تأخرهم عن اللحاق بركب الحداثة"، مثل ما يحب رزكار يلمّح. المشكلة إنو مشروع تحرري كامل كان مستهدف، وما زال، لأنّه الوحيد اللي يهدد مصالح الطغاة.
بعدين تعال، رزكار عقراوي، انت مو صغير، رجل بطريقه للستين.
شلون تصير بهاي المرحلة من العمر وتتبنى نظرة كأنو الرفاق اللي مثلك، صاروا عبء؟
شلون تتعامل وياهم وكأنك انت الحداثة، وهم الماضي؟
ماكو أسهل من لوم الناس، بس الأصعب هو الوقوف وياهم، مو فوقهم.
يسار إلكتروني، قاعد على تويتر ويفكر الثورة هي هاشتاغ، والنضال هو لايف من المطبخ!
يسار يحب يحلل كلشي، بس ما ينظم شي
يتعارك بنص الليل على جملة بمنشور، بس ما يعرف يوصل كراس لعامل بالمنطقة الصناعية
هذا يسار الشاشة، مو يسار الشارع
يسار الـ"لايك والشير"، يسار التقارير والتنظير، بس إذا سألته عن تنظيم نقابي، يدوّخ
همه ترتيب الكلمات، مو ترتيب الصفوف
وهذا مو يسار، هذا خيال يسار
الكتاب، بدل ما يكون صرخة يسارية جديدة، صار أشبه بمحاضرة طويلة، يگعد بيها رزكار على منصة خيالية، يشرح بيها للحركات العمالية شلون لازم تتطور، وشلون ما يفيد النضال بدون تحديث، وشلون اليسار يحتاج دورة تقوية.
مو كأنو هو جزء من نفس اليسار اللي عاش وتعب وناضل، لا، كأنو مراقب خارجي، بس يتفلسف ويحكم.
الاستعلاء واضح، مو بس بالكلام، بل بالنية.
إلغاء مو تطوير. تهميش مو تجديد.
تريد تعيد صياغة التاريخ، بس مو بقلم ماركسي، بل بلغة باردة ناعمة، متعالية، كأنها تقرير منظمة دولية، مو صوت ناس يتعذبون ويشتغلون ويقاومون.
والمضحك؟
أنه ولا كلمة بالكتاب عن التعب، عن السجون، عن القمع، عن رفيقة باعت ذهبها حتى يطبعوا جريدة.
لا، كلشي محذوف لصالح "تصور جديد"، وكأنو التاريخ صار عبء، مو كنز.
كأنو كل السنوات اللي مضت، مجرد خطأ لازم ننساه، ونبدي من صفحة جديدة، يكتبها رزكار بوحده.
يابه، النضال مو سبورة تمسحها وتكتب غيرها
النضال ذاكرة، النضال أصوات، ووجوه، ودم، وأمل
وإذا القيادات التاريخية صارت عبء برأيك، فالمشكلة مو بيهم، المشكلة بيك، لأنك ما عاد تقدر تشوفهم إلا من فوق، مو من يمهم
بانتظار مشروع رزكار القادم: "إعادة تأهيل الماضي دورات في كيف تنسى نضالك وتبدأ من رزكار ويساره الالكتروني!!!!!!!" تبريك