هل النسخ في القرآن ترميم وتحريف له؟


عزالدين مبارك
2025 / 3 / 27 - 14:55     

النسخ في القرآن هو إجراء زمني وقع لتغيير محتوى نص موجود مسبقا وهذا نتيجة لحدوث ظروف جديدة لم تكون معلومة في زمن إنتاج النسخة الأولى من القرآن وهذا ينفي عن القرآن أزليته وكماله ووجوده في لوح محفوظ وينفي عن إله القرآن معرفته الكلية للغيب والمستقبل وبذلك يكون النسخ دليلا مؤكدا على بشرية القرآن لأن البشر فقط هم من ينسوا ويغيروا آراءهم وأفكارهم ونصوصهم حسب تغير الظروف والمستجدات والأحداث تحت تأثير الزمن. فالإله كلي المعرفة لا ينسى ما قاله مسبقا ولا يغير نصوصه أبدا لأنه يعلم ما سيقع في المستقبل. فالنسخ إذا هو عملية ترميم وتحريف لنص القرآن المنسوب لإله لكي يتماشى مع أهداف ومستجدات وظروف الجماعة التي أنتجت هذا النص وهو يشبه تماما ما يقوم به السياسيون في عصرنا الحالي عندما يغيرون الدساتير والقوانين (mise à jour ) لتلائم الظروف المستجدة والتطور الإجتماعي والثقافي والإقتصادي.