من شبيحة الأسد إلى شبيحة الجولاني
مازن كم الماز
2025 / 3 / 16 - 14:02
مؤسف ألا يكون لدى شبيحة الطغاة خيال خصب ، تشعر أنهم جميعًا نسخة واحدة مكررة ، يرددون نفس الهراء عندما يتعلق الأمر بإنجازات سيدهم و نفس الهراء عندما يتعلق الأمر بمجازر سيدهم و الأمران متطابقان فما عدا الموت و الجوع لا يمكن اتهام الأسد أو خليفته الجولاني بإنجازات أهم ، نحن للأسف أمام ذات الهراء مع طغاة مختلفين و شبيحة جدد … في بداية الثورة السورية كان مدهشًا كيف استطاع شبيحة النظام ، وقتها ، إنكار كل شيء ، من المظاهرات إلى إطلاق النار العشوائي و غير العشوائي إلى المجازر بحق المتظاهرين و الاعتقالات و التعذيب الخ … و كم كان مدهشًا تطبيل هؤلاء لسيدهم و حديثهم عن الأمان و الاستقرار ، لم تكن مقولة السلم الأهلي قد اكتشفت بعد و لم تكن دارجة كما هي اليوم و لم يكن التكفير أيضًا شائعًا في شتمهم لمعارضي سيدهم كما هو اليوم ، ما عدا ذلك فالتطبيل و التخوين هو واحد في الحالتين ، ذات التطبيل و التخوين و التهديدات ، مملون شبيحة الطغاة تمامًا كسادتهم ، ذات "الإنجازات" و ذات الهراء … مع ذلك يحاول المرء ملاحقة تطور المجتمع المتسارع أو تحويل الألم إلى تسلية بأن يتساءل بماذا يختلف قتلة الجولاني عن قتلة الأسد ، الجواب المباشر هو لا شيء اللهم إلا بطول ذقونهم ، توصل النظام الأسدي إلى فكرة البراميل بعد خمسين عامًا قطعها الجولاني في ثلاثة شهور لكننا ما نزال ننتظر إضافات الرجل و إبداعاته الخاصة عن سلفه خاصةً و أن الإسلاميين أصحاب تخصص في قطع الرؤوس و لا أدري هل كان استخدامهم للرصاص في جبلة و بانياس انتكاسة إلى الوراء أم تطبيقًا مبتكرًا لشرعة حقوق الإنسان و لا أستطيع أن أجزم أيضًا ما إذا كان ذلك مخيبًا لآمال شبيحتهم أم لا … و رغم كل شيء فمن غير المدهش إفراط شبيحة الجولاني الرئيس المؤمن باستخدام الشتائم الجنسية بأقذع من سلفهم و لو أن تكرارها بكثرة يفقدها بريقها و سحرها المرتبط بما يعيشه الشرق من كبت و محرمات ، و ممل أيضًا بقدر ما هو مرعب و مؤلم محاولة اكتشاف أيهما أكثر إبداعًا في التشبيح و التسبيح لطاغيته