مجزرة حماة في نسختها الجولانية


مازن كم الماز
2025 / 3 / 10 - 18:17     

في الثاني من شباط فبراير 1982 سيطر مسلحون من الإخوان المسلمين على مدينة حماة بعد أن هاجموا مؤسسات السلطة الأمنية و الحزبية في المدينة و سيطروا عليها أو حاصروها و قتلوا في هجومهم هذا العشرات و حتى المئات من قادة و منتسبي أجهزة و مؤسسات الدولة الأسدية ، ستحاصر المدينة المتمردة أولًا قبل أن يطلق حافظ الأسد قواته ضدها لعدة أسابيع ، استغل الأسد استيلاء مسلحي الإخوان على المدينة ليطلق ضدها قوة نارية هائلة ثم لتشهد إعدامات ميدانية للمدنيين و استباحة تذكر فقط بما كان يجري في القرون الوسطى كما في استباحة الحجاج للمدينة المنورة ، سيقتل في الهجوم ما بين عشرة آلاف إلى أربعين ألف مدني في ما سماه أحد الإخوان المسلمون في سوريا بمأساة العصر … ما جرى و يجري في الساحل السوري منذ أيام ليس إلا استعادة لأحداث شباط فبراير قبل 42 سنة ، كما فعل الأسد من قبل أطلق الجولاني قطعان قتلته لتذبح و تقتل و تدمر و تنهب تمامًا كما لو أننا في مشهد قروسطي لسقوط مدينة بيد الغزاة ، ما فعلته قطعان شبيحة الجولاني في الساحل السوري لا يمكن وصفه بأقل من جريمة إبادة جماعية و بمبرر واحد فقط هو الانتماء الطائفي للضحايا … ما بعد 6 آذار مارس في سوريا لن يكون أبدًا كما قبلها ، حكم الجولاني ليس فقط على نفسه و على شبيحته و مجرميه بالحكم الوحيد الممكن بحق قاتل مجرم إبادي بل أيضًا على كل من تباهى بالدماء التي على يديه أو حاول تبريرها بانتماء الضحايا الطائفي … شهدت سوريا و الشرق و الأرض حتى نوبات من العنف المنفلت و من هستيريا القتل من قبل لكن مكان هؤلاء المجانين و القتلة في عالم طبيعي يعيش فيه بشر حقيقيون هو السجون أو المصحات النفسية ، هذا هو المكان الوحيد الجدير بالجولاني و شبيحته