يا نساء العالم ! لنحوّل يوم 8 مارس 2025 إلى يوم نضال ضد كره النساء و العنصريّين الفاشيّين !
شادي الشماوي
2025 / 3 / 8 - 15:26
منظّمة نساء 8 مارس ( إيران – أفغانستان )-8Mars.org
يقترب 8 مارس ، اليوم العالمي للمرأة ! وهو يوم مسيرات نسائيّة عبر العالم قاطبة ، يوم تمرّد ، يوم وحدة النساء و تضامنهنّ!
إلى أخواتنا !
إن كنّا نبحث عن تحرير أنفسنا من البطرياركيّة ، إن كنّا نبحث عن وضع نهاية للهيمنة الذكوريّة على النساء ، إن كنّا نبحث عن إنشاء عالم خال من العنصريّة و معاداة المهاجرين ، إن قلوبنا تدقّ لملايين الفلسطينيّين و الفلسطينيّات و نبحث عن وضع حدّ للتطهير العرقي ، إن كنّا نبحث ‘ن إنهاء معاداة المثليّين و المزدوجين و المتحوّلين جنسيّا ، إن كنّا نبحث عن إنقاذ الكوكب من مزيد تدميره على يد الرأسماليّة ، إن كنّا نبحث عن العلم و معارضة الجهل و الأصوليّة الدينيّة ، إن كنّا نبحث عن عالم خال من الحروب و الإبادة الجماعيّة ، إن كنّا نبحث عن إلغاء عقوبة الإعدام ، إن كنّا نبحث عن عالم حيث لا يسجن أيّ أحد بسبب معتقداته و إن كنّا ...
لنطلق و نواصل نضالنا بأيّ شكل و طريقة و في كلّ ألأماكن بأيّة مبادرة و إبداع في 8 مارس ، اليوم العالمي للمرأة ، بالقتال ضد كارهي النساء و العنصريّين الفاشيّين كي نتمكّن من تنظيم الآلاف و الآلاف من النساء على طريق هذا النضال و بالتعويل على الصفوف العريضة من النساء المطّلعات و الواعيات و المنظّمات ، و على هذا الأساس ، يكون بوسعنا توحيد المزيد من النساء اللواتي تتحمّلن العبء الأكبر من عنف و عبوديّة النظام الرأسمالي البطرياركي/ الأبوي / الذكوري الحاكم للتقدّم بالنضال عبر العالم !
و مثلما نعلم ، النظام الرأسمالي الإمبريالي المهيمن على العالم نظام فاشيّ ، نظام قائم على الإضطهاد و الإستغلال ، لكن في الوضع الراهن هذا النظام في حاجة ماسة إلى المزيد و المزيد من الفاشيّة السافرة لأتجاوز أزمته الكامنة الناجمة عن إحتدام التناقض الجوهري للرأسماليّة . إنّما إستجابة لهذه الحاجة ، إتّخذت الفاشيّة شكلا أكثر سفورا في الولايات المتّحدة و ألمانيا و إيطاليا و فرنسا و هولندا و أنجلترا و بلدان إمبرياليّة أخرى . و إنسجاما مع ذلك ، في البلدان الإمبرياليّة الغربيّة، توفّرت الفرصة لقوى اليمين المتطرّف لتنشر وجهات نظرها الفاشيّة ضد المهاجرين و النساء و المثليّين و المزدوجين و المتحوّلين جنسيّا إلخ .
في الولايات المتّحدة ، بتشكيل الحكومة الفاشيّة ، ترامب يمضى نحو تنظيم دكتاتوريّة الطبقة الرأسماليّة بشكل فاشيّ سافر أكثر ، و على هذا الأساس ، سيقوم بإضطهاد و إستغلال الجماهير الشعبيّة عبر العالم قاطبة بطرق أعنف بكثير و فالتة من العقال مقارنة بما سبق لتتخطّى هذه الأزمات ، لذا بوسعه أن يستخدم هذا للقضاء على منافسين إمبرياليّين آخرين من ساحة المعركة .
إستنادا على هذا الأفق الفاشيّ ، من المخطّطات الأوّليّة لترامب و إدارته الهجوم على النساء بُغية الإلتفاف على مكاسب نضالاتهنّ و" لوضعهنّ في مكانهنّ " . و في الوقت نفسه ، إنطلقت الهجمات على المثليّين و المزدوجين و المتحوّلين جنسيّا بزعم أنّه ليس لدينا سوى جندران إثنان ؛ الذكر و الأنثى . و في الواقع ، يسعى ترامب كممثّل ل " الإلاه " إلى تنظيم هجمات أكثر سفورا و عدوانيّة ضد النساء و المثليّين و المزدوجين و المتحوّلين جنسيّا بمزيد التعويل على أوامر الأصوليّين المسيحيّين ، لأجل تشكيل جمهوريّة رجال يتمتّعون ، حسب كلمات آلون ماسك الفاشيّ ، بمكانة عليا لأخذ القرار و هكذا يوسّعون و يعزّزون تفوّق البيض ، خاصة الرجال البيض .
هذا هو ذات التفكير الكاره للنساء الفاشي و هذه ذات الإيديولوجيا الدينيّة للنسخة الأصوليّة الإسلاميّة التي إستُخدمت في الشرق الأوسط ، و خاصة في أفغانستان و إيران ، للتشديد من الإضطهاد القومي و أقصى الإستغلال للعمّال و الشغّالين و معاداة المهاجرين و معاداة المثليّين و المزدوجين و المتحوّلين جنسيّا ، و الإنقسام الجندري لتعميق الهيمنة الذكوريّة على النساء و لإبقاء النساء في المنازل للقيام بمهامهنّ .
لكن لا في الولايات المتّحدة و لا في أوروبا ، لا سيما النساء و الناشطات التقدّميّات و تنظيماتهنّ الراديكاليّة لن يعودوا ما قبل 1940 ؛ و كذلك لن تعود النساء الإيرانيّات حتّى إلى عهد ما قبل تمرّد " النساء ، الحياة ، الحرّية " و أيضا في أفغانستان، لن تستسلم النساء و ستواصل النضال لبلوغ أهدافهنّ . كافة هذه النساء المصمّمات ستواصل النضال خدمة لمستقبل خال من الإضطهاد الجنسيّ و الجندريّ .
في الوضع الراهن ، من الحيويّ أن تقود الحركة النسائيّة الراديكاليّة في أوروبا و أمريكا و أفغانستان و إيران و حول العالم بأسره نضالا موحّدا ضد الفاشيّين البطرياركيّين الحاكمين ، و على أساس هذه النضالات ، تُطلع و تُنظّم ملايين النساء لتكريس ثورة حقيقيّة خدمة لتحريرهنّ و تحرير المضطهَدين الآخرين . 8 مارس ن اليوم العالمي للمرأة ، هو المناسبة و الفرصة المناسبتين للتسريع في قطع خطوات إلى الأمام في هذه النضالات .