2025 : الآن ، أكثر من أيّ زمن مضى : لنكسر السلاسل و نطلق العنان لغضب النساء كقوّة جبّارة من أجل الثورة !
شادي الشماوي
2025 / 3 / 8 - 15:25
إنّ الحياة في ظلّ هذا النظام كانت على الدوام كابوسا بالنسبة إلى النساء و الغالبيّة الساحقة من الإنسانيّة . و الآن يشهد النظام أزمة . : بوسعنا و نحتاج إلى دفنه و إلى إنشاء عالم آخر أفضل بكثير . . و هناك إمكانيّأت ثوريّة هائلة كامنة في صفوف النساء و غيرهنّ للقيام بذلك . و قد شاهدنا هذا في مسيرات مئات الآلاف في الصفوف الأماميّة ضد عديد الفظائع الأخرى لهذا النظام ، مطالبات بالعدالة و التحرّر . و في الوقت الحاضر ، تشدّد الفاشيّة في الولايات المتّحدة و بلدان أخرى من الإضطهاد البطرياركي / الأبوي / الذكوري الأكثر فجاجة و عنفا ، معزّز بالأصوليّة الدينيّة و أخلاقها القروسطيّة . هذا الأمر مريع إلاّ أنّه يحدث إنقسامات بين من هم في الأعلى و يغذّى السخط و التمرّد بين الذين هم في الأسفل . و ستنهض النساء بدور حيويّ في إلحاق الهزيمة بهذه الفاشيّة و في كنس النظام الرأسمالي الذى ولّدها . لنناضل اليوم من أجل تشكيل قوّة واعية و منظّمة و مسلّحة لفهم علميّ ضروريّ لقيادة الجماهير لدفن الرأسماليّة و إنشاء مجتمع آخر مغاير تماما و أفضل بكثير .
و الفاشيّة التي يتراّسها دونالد ترامب تهزّ العالم هزّا . إنّها دكتاتوريّة أزالت عن نفسها قناع " ديمقراطيّة " النظام الرأسمالي- الإمبريالي وهي تفرض تفاقما صارما في قمع و عذابات النساء و المهاجرين و المثليّين و المزدوجين و المتحوّلين جنسيّا و الشعوب المضطهَدَة و الفقراء عامة ، و ليس في الولايات المتّحدة وحسب بل على الصعيد العالمي . إنّها تزيد من النهب الرأسمالي و التوسّع الإمبرياليّ بلا قيود و الإبادة الجماعيّة للفلسطينيّين و التدمير الوحشي للوسط البيئي . لهذا يتصاعد الخطر الحقيقي لحرب عالميّة حقيقيّة أخرى بين القوى الإمبرياليّة يمكن أن تُفضي إلى إضمحلال الإنسانيّة .
تنمو الإحتجاجات في الولايات المتّحدة ضد الهجمات الفاشيّة لكن هناك حاجة إلى المزيد و المزيد منها . و قد دعا بوب أفاكيان و الشيوعيّ,ن الثوريّون قوى أخرى و وحّدوها في نضال هدفه الإطاحة بهذه الفاشيّة قبل أن تعزّز سيطرتها الكلّية، و ذلك بإنشاء حركة قويّة بحيث تخلق أزمة سياسيّة عميقة تحول دون تمكّن ترامب من الحكم و تطبيق برنامجه الفاشيّ . نحتاج إلى دعم هذا النضال هنا و عبر العالم قاطبة ، بغاية تحرير الإنسانيّة .
ليسقط تواطؤ حكومة المكسيك !
بالرغم من خطابها القومي المضلّل ، فإنّ حكومة شاينباوم تدعو إلى التعاون و بالفعل تتعاون مع حكم ترامب الفاشي ، مرسلة 10 آلاف من الحرس الوطني إلى الحدود الشماليّة لقمع و ترحيل المزيد من المهاجرين ، بعد أن إغتيال ثمانية منهم في تشياباس و تشهواوا ( في أكتوبر 2024 ) . لكن تهديدات ترامب تتواصل : ليس فقط برفع التعريفات الجمركيّة بل أيضا بالتدخّل العسكري . و للولايات المتّحدة ما لا يقلّ عن 3 آلاف جنديّ على الحدود و قد سجّلت تقارير بعدُ حدوث 18 طلعة جوّية للتجسّس على خليج كاليفرنيا . و يهدّد بالتدخّل العسكريّ المباشر" ضد عصابات / كرتالات المخدّرات " و الهدف الحقيقي هو مزيد تعزيز تحكّمها في هذه العصابات و في هذه البلاد .
لنضع حدّا لقتل النساء ! عقاب نموذجي للمغتصبين العسكريّين !
تتحدّث الحكومة المكسيكيّة بنفاق عن " زمن النساء " و " سنة المرأة من السكّان الأصليّين " بينما تحمى بلا خجل الجنود الذين يضربون و يغتصبون بوحشيّة أرنستينا أسنثيو روزاريو ، امرأة ناهواتي عمرها 73 سنة ، في سيارا دى زنغوليكا ، فراكروز ، سنة 2007 . أربعة حكومات من أحزاب PAN و PRI و حكومتان لمورينا ، غطّت جميعها على الجنود الذين إقترفوا هذه الجريمة و أنكروا أيّة مسؤوليّة للجيش . و يستمرّ الأقارب و المحامون و نشاطات و فلاّحون من المنطقة و صحفيّون و أناس من البلاد بأسرها في فضح هذه الجريمة و في المطالبة بالعدالة .
و لم تسمح أيّة حكومة مكسيكيّة حتّى بشهادة إبنتها ، مارتا إيناس أسنسيو . و إلى هذه السنة ، أخيرا تمكّنت من التصريح أمام محكمة حقوق إنسان عبر القارة الأمريكيّة . و روت أنّها عثرت على أمّها طريحة على الأرض على بعد 300 متر من معسكر الجنود ، و على جسدها آثار الضرب و تنّورتها مرفوعة . قالت لها إنّ " الجنود هاجموها " . " الجنود إبنتى. هاجمونى و إعتدوا على شرفى كإمرأة . و كمّموا فمى " . و لم تحصل أرنستينا على الرعاية الطبّية إلاّ بعد عشر ساعات و لفظت أنفاسها الأخيرة في المستشفى في اليوم التالي . و الأطبّاء الذين عالجوها أشاروا إلى أنّ سبب وفاتها كان الإعتداء الجنسيّ . و مع ذلك ، يتجرّأ ممثّل الحكومة المكسيكيّة على أن يقول أمام المحكمة إنّه " لا توجد قرائن " ضد الجيش !
نحتاج و بوسعنا أن نُنشأ طريقة حياة جديدة :
ما من حاجة إلى أن يظلّ العالم على هذا النحو . بثورة حقيقيّة ، سيكون كلّ شيء مغاير تماما . يمكن للشعب تشكيل قوّات أمن تحميه حقّا ، بدلا من الجنود و الشرطة المغتصبين ، المجرمين و المدافعين عن النظام الرأسمالي . ستُستعمل المعرفة و التكنولوجيا الموجودة بعدُ لتلبية الحاجيات الأساسيّة للجميع على هذا الكوكب ، بموارد أيضا للجميع من أجل النشاطات الثقافيّة و الفكريّة و الفنّية و العلميّة و الترفيهيّة . إنّه لأمر عبثيّ و إجراميّ أنّ أكثر من 500 ألف طفل يموتون يوميّا بسبب الإسهال في العالم في السنة الفارطة ( إحصائيّات OMC ) ! لا يمكن القبول و لا داعى لتواصل العنف البطرياركي الرهيب ، و الضرب العنيف و قتل 10 نساء كلّ يوم في المكسيك ، و فقدان 12500 شخص في 2024.، أكثر من 3700 منها نساء : مجموع 20 امرأة نفقدها يوميّا . بمقدورنا أن نوقف التهجير القسري لعشرا آلاف السكّان الأصليّين من قراهم خدمة لمشاريع رأسماليّة و عصابات إجراميّة تتحكّم في و تدمّر الأراضي و المياه و الغابات . نحتاج و بإمكاننا أن ننشأ شكلا مغايرا تماما لتنظيم المجتمع ، بإقتصاد و نظام سياسي موجّهين لتلبية الحاجيات و خدمة أعلى مصالح الجماهير ، و إيجاد ثقافة جديدة و علاقات جديدة بين الناس يكونان مغايرين راديكاليّا و ملهمين .
العالم الراهن إضطهادي للغاية و غير عادل و قاسي لسبب جوهريّ واحد : النظام الرأسمالي - الإمبريالي العالمي الذى فيه طبقة صغيرة من أصحاب المليارات يستغلّون و يضطهدون النساء و الرجال و الأطفال في العالم بأكمله ، و يتحكّمون في الثروة التي ينجونها و يستثمرونها في المزيد من الإستغلال ، حسب ما يدرّ عليهم أوفر الأرباح . يجب القطيعة مع هذه الشبكة الرأسماليّة بواسطة ثورة فعليّة و إنشاء مجتمع جديد إشتراكي تحريري أفضل بكثير .
و الآن بلغ النظام الرأسمالي منتهاه بمحاولة فرض الفاشيّة في الولايات المتّحدة و بلدان أخرى ، ما يُبرز طبيعته الفاسدة تماما و التي فات أوانها و غير الشرعيّة . و تحتدم الصدامات بين القوى العظمى و الحكومات الرجعيّة الأخرى ، و تشتدّ الصراعات الداخليّة بين الأغنياء و الأقوياء وفى الوقت نفسه تزداد جرائمهم الدمويّة ضد الناس ، من غزّة إلى السودان ، و من أوكرانيا إلى الريو برافو . نشاهد و سنشاهد صدامات و إضطرابات كبرى في ظلّ هذا النظام الذى فات أوانه و الإضطهادي ، لن تجلب المزيد من العذابات فقط بل أيضا إمكانيّات كبرى لدفنه بواسطة الثورة .
دعم النضال الجسور للنساء في إيران و التعلّم منه :
في النضال في سبيل هذه الثورة التحريريّة ، بإمكاننا و يجب علينا أن نتعلّم من النضال البطولي للإيرانيّات . من سجون النظام الأصولي و الكاره للنساء في إيران ، تنمو المقاومة و أصوات الثورة . ففي سنة 2022 ، هزّ البلاد تمرّد ضد الإضطهاد البطرياركي لمّا قتلت شرطة " الأخلاق " ضربا جينا مهسا أميني ، شابة كرديّة لعدم تطيتها تغطية كلّية لشعرها. و دامت الإنتفاضة 5 أشهر إلى أن تمكّنت الدولة الإسلاميّة من قمعها بسفك الكثير من الدماء ، قاتلة أكثر من 500 شخص و ساجنة 22 ألف آخرين . لكنّ المقاومة مستمرّة – في ظروف مريعة و في مواجهة قمع رهيب . و النظام يشنق أكثر من سجينين يوميّا . لكن في كلّ أسبوع ، هناك إضرابات جوع و إحتجاجات ل " ثلاثاء دون إعدامات " في 51 سجنا في إيران . و السجينات و السجناء ، بمساندة من حركات خارج البلاد ، توصّلوا إلى تحقيق بعض الإنتصارات الهامة . لقد حقّقوا تحرير بعض المساجين السياسيّين و على الأقلّ التراجع عن عقوبة الإعدام لآخرين ، مثل توماج صالحي ، صانع موسيقى الراب متمرّد دعّم تمرّد " المرأة ، الحياة ، الحرّية " و لا يزال يدعمه من السجن .
و مثلما تقول سميّة كرغر ، سجينة سياسيّة سابقة تتحدّث باسم الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي – اللينيني – الماوي) (cpimlm.org ) ، نحتاج إلى خوض النضال " خارج إطار هذا النظام ، لكي يكون النضال نضالا يعبّد الطريق لتحرير جميع الناس في إيران و في العالم ، في شكل ثورة إشتراكيّة عبر العالم قاطبة . يجب النضال و جعل العدوّ يتراجع و بالتوازي مع ذلك يجب تغيير تفكير الناس – إحداث قطيعة مع التأثير الفكري و الإيديولوجي للنظام و تطوير طريقة علميّة لرؤية الواقع و تحليله ، بما يعبّد الطريق للإطاحة بالجمهوريّة الإسلاميّة في إيران . و يحتاج هذا النضال أن يتطوّر بصفة تعلّم الناس كيفيّة التفكير و كيفيّة النضال و كيفيّة جعلهم سادة و متحكّمين في المجتمع في غد إشتراكي ".
و هذا هو النضال الذى ينبغي خوضه في كافة أنحاء العالم و في كلّ البلدان ضد النظام الرأسمالي . تدعو الحركة من أجل الثورة و المنظّمة الشيوعيّة الثوريّة جميع الذين يرغبون في النضال فى سبيل هذا الغد التحريري إلى التنظّم معنا لتغيير العالم .