حول الاصطفاف والنزعة الذيلية تجاه السلطة
سعيد العليمى
2025 / 3 / 3 - 16:43
-سياسات الحكم والسلطة والقوى السياسية ليست إختيارات تحكمية اعتباطية عرضية ومزاجية . ومصدر الاخطاء والانحرافات فى التقييم ينبع من تجاهل المضمون الطبقى والصراع الطبقى الداخلى .فهم يفهمون ,ويتحدثون عن القوى السياسية ورموزها ومن ضمنها سلطة الدولة كما لو كانت بلا ماض ولاحاضر يحدد المستقبل اى بوصفها قوى أو أفرادا وشخصيات محلقة منفصلة عن المجال لاقتصادى الإجتماعى تبدو سياساتها تعبيرا مجردا انتقائيا , واختياريا يخضع لنزعات متناقضة يمكن المفاضلة بين بدائل منها مهما كانت على طرفى نقيض : ثورية أو مناهضة للثورة . وهكذا يجرى الحديث عن النظام ومؤسساته ورموزه بوصفه قوى منفصلة ومنبتة عن طبقات المجتمع ليست لها سياسات تقريبية ثابتة منهجية ترتبط بأعمق ميولها ومصالحها ولاعلاقات اقليمية ودولية تشكل منظومة معينة , مهما تراوحت مساحة التلاوين بين موقف وآخر مغاير . وبطبيعة الحال فإن التحليل والتركيز على المواقف الفعلية وحدودها وإدراك حقيقة من تخدم السياسات المعنية هو الذى يحسم حقيقة الموقف لا الادعاء الذى تبديه وتعلنه هذه القوى أوتلك . فلسنا مطالبين بقبول ادعاءات الاحزاب السياسية وتصوراتها وأوهامها عن نفسها . وسيظل الكتاب يتخبطون فى تحليلاتهم ماداموا يحكمون على كل مسألة سياسية جزئيا وعلى حدة بمعزل عن جذرها الطبقى , وعن كليتها وارتباطاتها السياسية الشاملة . ناسين ان لكل طبقة سياسة متماسكة الى هذا الحد او ذاك , ويبلغ الشطط بالبعض الى ان يعتقد ان سياسات السلطة ناجمة اما عن خطأ ( قابل للتصويب ) , او جهل ( قابل للتنوير ) , او عناد ( قابل للتليين والإقناع ) , او غباء ( يعالج بحكمة البعض ودورهم الاستشارى ) او عدم خبرة بالعمل السياسى ( التى يمكن أن تكتسب بالممارسة ) . لذا يتجاهلون التبعية الاقتصادية والسياسية والعسكرية الشاملة للامبريالية -وهى اعمق مايحكم مواقف اى نظام - التى تتناقض تناحريا مع مصالح الطبقات الكادحة كما يتجاهلون الصراع الطبقى الداخلى فيتحدثون عن " الاصطفاف والصم وضرورة التوحد" متجاهلين ان خط القوى الوطنية الديموقراطية والشيوعية يتناقض جذريا مع خط التفريط فى المسألة الوطنية والقومية والتهادن والاستسلام الذى تنتهجهه الطبقات والنظم الجاكمة -- فيهللون عند ادنى بوادر الصدام اللفظى مع القوى الامبريالية ويعتدون بالكلمات ويعطون وزنا كبيرا للمواقف الجزئية التى لاتعنى تغيرا جذريا وهكذا يسهمون فى تضليل قوى الثورة . ولابد ان نقول مع لينين "دعونا لانسمح اذن بأن تضللنا الكلمات – التى تليق بثرثارى الديموقراطية البورجوازية فحسب – دعونا الا ننسى للحظة ان القوة يبرهن عليها بالانتصار فى خضم النضال , واننا لازلنا حتى الان بعيدون عن ان نكون قد حققنا انتصارا كاملا بعد . دعونا لانصدق الكلمات الجميلة , لأننا نعيش فى ازمنة لازال الصراع المكشوف فيها جاريا , وتختبر فيها كل الكلمات والوعود على الفور فى تحققها العملى , بينما توظف الكلمات والبيانات والوعود ... لخداع الشعب , ولاضعاف قوته , وبعثرة صفوفه , واغواءه بأن يتخلى عن سلاحه . مامن شئ يمكن ان يكون اكثر زيفا من هذه الوعود والكلمات ",
موقف الشيوعيون الثوريون يتحدد من النظم القائمة كليا من زاوية رفض التبعية الاقتصادية والسياسية والعسكرية للامبريالية والروابط المماثلة التى تربطها بإسرائيل ومن ثم يتحدد موقفنا الكلى من القضية الفلسطينية ودولة اسرائيل : التهجير او الاعمار امور جزئية قد يحدث اتفاق عرضى فيها مع السلطة مشكوك في ثباته وغير مؤكد فلا يمكن للثورة المضادة ان تتحول الى ثورة ولايمكن لسلطة تابعة اثيتت تفريطها فى القضية الوطنية منذ زيارة السادات للقدس واعادت صياغة كل اقتصادها وسياستها وجيشها وفق الاتفاقيات المعروفة ان تتحول فجأة بعكس كل تاريخها فى العقود الاخيرة الى سلطة وطنية جاهزة لشن الحرب . السير منفردين والضرب منفردين وتمييز شعاراتنا ومواقفنا هو التاكتيك الصحيح . الضغط من اجل عدم اعتراض المظاهرات الشعبية حتى يعبر الشعب المصرى عن مواقفه - الافراج الفورى عن المعتقلين السياسيين المتضامنين مع القضية الفلسطينية - تجميد معاهدة كامب دافيد - سحب السفير المصرى من اسرائيل - الانضمام لمجموعة لاهاى الداعمة للشعب الفلسطينى . لاذيلية ولاتبعية ومحاربة التضليل الهادف لدعم نظام الثورة المضادة .