كشف مترائيات العلمية والنقد العلمي (2- ب)


أمين أحمد ثابت
2025 / 2 / 20 - 15:36     

وغالبا لا يرى العالم او الباحث او المفكر العربي والاجنبي بوجود فرق بين لفظي اصطلاح الأسلوب والمنهج ( العلمي ) ، وهو سبب من مختلف الأسباب التي تقود الفكر او التعميمات او الاحكام الى بنية الخطأ المترائي الخادع للعقل .
ف الأسلوب العلمي : يقصد به نظامية نسق الطريقة المستخدمة لدراسة أية ظاهرة – مادية او حتى مجردة – والتي تعتمد مبادئ وأصول قواعدية تحكم مسار تلك الدراسة – او الاستقراء او التحليل او التعميم او الحكم . . إلخ – وبعد اكتمالها وطرحها فإن ذات تلك القواعد تمثل مصدر التأكد من صحة الرؤية او الفكرة او الطروحة النظرية او مجرى التطبيق الميداني صحيحا او خاطئا او نسبة الصح الى الخطأ في تلك الدراسة التطبيقية .
وتتمثل تلك المبادئ والقواعد الحاكمة لسياق ما يعرف بالأسلوب العلمي :
- بدء وضع افتراضية – حول الفكرة المراد دراستها او الحكم عليها – وذلك للتأكد خلال تطبيق الأسلوب العلمي للبحث والذي أوصل الى نتائج تقود الى استنتاج حول صحة تلك الافتراضية من عدمها ..............← مبدأ
- تحديد المتغيرات ( شبه الثابتة المتأثرة المراد دراستها ) – مثلا كم العدد لفأر ألبينو بوزن 150جرام المستخدمين في التجربة بين مجموعة تحكم ( يقاس مقارنة بها ) وبين مجموعات تجريبية - والمتغيرات التابعة كتغير في المدة الزمنية للتجربة ، والمدة الزمنية للتعرض للإضاءة او الاظلام ، نوع العقار المستخدم ومتغير مقدار الجرعة المستخدمة في – التي يغير في قيمها الباحث وفق زوايا البحث او اتجاهاته ............. ← مبدأ
القواعد وتعد مجموعة الأدوات المستخدمة . . مثل :
1- تحديد الأدوات العملية اللازمة لإجراء التجربة او التطبيق الافتراضي النظري المماثل محاكاة لإجرائه الميداني .
2 - الملاحظة
3 - التتبع
4 - تسجيل نتائج التجربة او التطبيق المحاكي للتجربة
5 - التحليل الاحصائي للنتائج المتحصل عليها
6 - التحليل اللغوي الاستنتاجي المجزأ المقارن بين مجموعات التجربة ومجموعة التحكم ومن جانب آخر المقارنة بين نتائج مجموعات التجريب ومضاهاتها بمجموعة التحكم .
7 - الاستنتاجات المتحصل عليها من خلال نظم التحليل المختلفة سابقة الذكر .
8 - استخراج التعميمات والاحكام العامة والخاصة حول موضوع الدراسة البحثية او الفكرية .

9 - وأخيرا وضع الخلاصة الموجزة شديدة الاقتضاب المحتوية جوهر نتائج البحث ومضامينه .

أما المنهج العلمي فيقصد به بنية حقيقة الطابع أو النهج او المسار بجوهره المستخدم لبحث ظاهرة او فكرة او تنظير أو نقد أو إطلاق احكام أو تعميمات . ولذا فعلمية المنهج وراء أية طروحه او فكرة او تنظير او نقد تقوم على دقة المعلومات المتناولة ودرجة صحة وجودة الأدوات المستخدمة وكفاءة مجري التجريب او مطلق التنظير – على الصعيد الفكري النظري والعقلي التحليلي ومن جانب اخر مستواه على الصعيد الممارسي والخبراتي في مجالية دراسة الظاهرة المبحوثة او الفكرة المعروضة .
وعلى سبيل المثال تقدم طروحة نظرية ( سياسية ) وتسوق بكونها معتمدة على النهج العلمي في الطرح ، وإذا بها تعتمد جوهرا في طروحتها على البعد الأيديولوجي في الفكر ، ويكون أصل الموضوعة المطروحة مخادعا مرائي لأصل الحقيقة في ذات الظاهرة او الموضوع المتحدث عنه ، والتي هي بعيدة جوهرا من حيث الصحة في الطرح ، وهو قناع توهيمي خداعي الاقناع للعقل مزيف للحقائق ، حيث تمثل الأيديولوجية رافعة أساسية وجوهرية للفكرة المطروحة او الظاهرة المدروسة أداة غير ملائمة ومن جانب آخر حين يعتمد عليها كغالبة للتنظير المطروح او التحليل او النقد فإنها تخلق موهمات وتعد أداة غير علمية بذاتها في موضعها غير الملائم استخداما ، ولطبيعتها كأداة موسومة في ذاتها كخالقة لوعي زائف في وضع طروحة التفكير او الاستنتاج او اطلاق التعميمات والاحكام – وهنا يتكشف لنا كيف تصنع التوهيمات غير العلمية في طروحات مسوق لها أنها علمية .