![]() |
غلق | | مركز دراسات وابحاث الماركسية واليسار | |
![]() |
خيارات وادوات |
|
أوروبا تبكي غباء قادتها
أوروبا الاستعمارية التي نهبت ثروات العالم ومنها الدول العربية والإفريقية وبنت قوتها على الانتهازية والغدر وتحرشت بروسيا وقد غزتها العديد من المرات مثلما فعل نابوليون وهتلر فجاء ترامب لتتوجه أمريكا شرقا نحو القوة الصاعدة الصين التي تهدد زعامتها على العالم. ومنذ 1948 تمثل أوروبا عبئا ثقيلا على الأمريكان وحان الوقت لتعتمد على نفسها ومواردها أو تتفكك ككيان مصطنع انتهت صلوحيته بما أن الحرب الباردة بين الشرق والغرب لم تعد موجودة ولم يعد هناك الإتحاد السوفياتي وحلف وارسو. وستدفع أوروبا الفاتورة الباهظة نتيجة غباء قادتها واحتسابهم أن القوة تكمن في عدد الدول فقط. وتمدد الناتو شرقا لتهديد أمن روسيا واتساع الإتحاد الأوروبي ليشمل الكثير من الدول ذات القيمة المضافة الضعيفة في عدد السكان والثروة مما جعل الدول المؤثرة فرنسا وألمانيا تتحمل تكلفة إضافية ولا تقدر على مجاراة القوة العسكرية الهائلة الروسية وهي التي تتذلل للحماية الأمريكية منذ نهاية الحرب الكبرى. فبعد أن صمدت روسيا في حربها مع أوكرانيا ولم تتأثر بالعقوبات الغير مسبوقة في التاريخ وبعد أن ورطتهم أمريكا في الحرب الأوكرانية الروسية و نصبت لهم فخا باصطفافهم وراءها فيما يخص العقوبات الشديدة ضد روسيا مما جعلهم يتحملون عبئا كبيرا وقد انقطعت عنهم إمدادات الغاز الرخيص والمواد الأولية الروسية زهيدة الثمن بحكم القرب الجغرافي وكل ذلك تبين أنه يخدم مصالح أمريكا وجاء ترامب أخيرا ليعصرهم عصرا وبدون رحمة وهذا جزاء السياسة الغبية التي اتبعوها نحو أوكرانيا والاندفاع نحو سياسة العقوبات المضرة لاقتصادهم وتسليح أكرانيا وتوسيح الناتو إلى الحدود الروسية بدون فائدة استراتيجية سوى استفزاز الدب الروسي وخدمة المشروع الأمريكي.وأغلب الظن أن أوكرانيا مع ترامب ستقسم لمناطق نفوذ بين الروس والأمريكيين وربما البولونيين من أجل تقاسم الغنائم والثروات والموارد مثلما حدث لأمانيا عقب الحرب العالمية الثانية وسيكون زيلنسكي في هذه العملية مجرد مهرج على خشبة المسرح وسيسكت الصغار إذا تكلم الكبار حسب منطق القوة على الساحة العالمية. فأوروبا ستتفكك وستعود الدول إلى حدودها الوطنية وتنكفئ كل دولة على نفسها كنتيجة للإستقطاب العالمي الجديد وعودة اليمين المتطرف بقوة في جميع دول أوروبا للسلطة وسيزيد وجود ترامب البراغماتي والذي شعاره أمريكا أولا وجعلها قوية وتتمتع بمزايا المزاحمة على الصعيد الدولي أمام الدول الصاعدة وخاصة الصين وهذا ما جعل ترمب يتقارب مع روسيا بوتين للاتفاق على حل يرضي الطرفين على حساب زيلنسكي وأوروبا بحثا عن ابتعاد روسيا عن التحالف الفعال مع الصين المحتاجة للطاقة بشره لا محدود. فأمريكا ترى أن التحالف الروسي الصيني سيجعلها ضعيفة جدا وستخسر مكانتها الريادية في العالم لو لم تتحرك قبل فوات الأوان وما انتخاب ترامب بصفة حاسمة وحصوله على تفويض شعبي كبير إلا دليل على إحساس الدولة العميقة بضرورة التغيير والقيام بإصلاحات جوهرية ستدفع أكرانيا وأوروبا ثمن ذلك بعد أن تذيلا طويلا لأمريكا وها هي تغدر بهما وتنحاز في النهاية لمصالحها الحيوية وأول بشائر هذا التوجه التقارب الأمريكي الروسي تحت أنظار الهلع الأوروبي والصمت الصيني المريب.
|
|