![]() |
غلق | | مركز دراسات وابحاث الماركسية واليسار | |
![]() |
خيارات وادوات |
|
من وهم العلمية في الفهم - من واحدية تماثل الموقف بين النخبة والعامة
نظريا يميز الفكر العلمي وفكر اليسار الأيديولوجي الافعال عن الاقوال ، أي تمييز العمل او الفعل الملموس موضوعيا عن الفكر أو الرأي الذي يعد امرا مجردا لا يمتلك قوة التثبيت المادي لطابع نهجه وتصوراته - أي بدون فعل يفرضه كقوة واقع - ولكننا نكتشف أن المثقفين والاكاديميين بشهاداتهم العليا هم انفسهم مخدوعين في فهمهم ويخدعون بخطاب الانتهازيات من الرموز السياسية المروج لها ايديولوجيا - أي تمرر عليهم الكذبات والخداع فتكون بالنسبة لهم حقائق - مثلهم مثل العامة والاميين والجهلة ، حيث يغيب عن فهمهم أن قول الرأي او الخطاب او طرح الفكر قولا او كتابة كلها تعد ( افعالا موضوعية ملموسة - وفق القياس العلمي ) ، ولذا يجدون انفسهم يتشكلون وعقولهم وقناعاتهم وفق قول او خطاب او فكرة يضعها رمز او طرف او ايمانيات معتقدية قبلية ينقاد إليها عاطفيا بإدراك واعي ساذج او سطحي - بينما يعتقده معقدا - أو بنزوع عاطفي غرائزي او فطري غير مدرك وعيا - مثال هذا الاخير ، كلام يكتبه رمزا انتهازيا مصنوع حزبيا او غيره ، رغم مكرر الفكرة المستهلكة بآلاف المرات و المقصد للخطاب او المقال المنشور لهذه الشخصية الألعبانية إلا مئات وآلاف تتابع بانقياد عاطفي من يخدعونهم ويميزون مقاله اعجابا وتناقلا - رغم حقيقة تفككه الداخلي وطابعه الترويجي اكثر من كونه فكرا منتجا - بينما ذات فكرة ومقصد المقال المسبوق نشرها من قبل آخرين غير مروج لهم فلا يقرأهم سوى اعداد يحصون بكفي اليد او اقل - لذا يتكرر في خصوصيتنا المجتمعية أن المجتمع يعيد انتاج البطولات الزائفة والابطال ( الرموز ) الزائفين ، فما أن يأتي زمن مستقبلي يكشف ظلال قناعاتنا وتصوراتنا الماضية ، إذا بنا وقد اعدنا انتاج ابطال رموز زائفين مجددا - ونحن لا نعي ما نعمله - إذا ما خرج علينا من يكشف عورة اعتقدنا الواهي وتصوراتنا المخدوعة نهاجمه ونعاديه ونجرده من كل حقوق الانسانية - إذا كيف ننتظر التقدم الى الامام بينما نحن نعيد انتاج الماضي من المراحل والفترات القديمة ولكن في ظروف عصرية مختلفة - ليست اصيلة في طابعنا المجتمعي .
|
|