بعد ارتحالي . . من يحملك بعدي


أمين أحمد ثابت
2025 / 1 / 28 - 15:05     

من يصدق - اني . . حامل زهرة - رائعة الجمال بين يدي ؛ لونها ابيض مشرق كقلب مخلوق صغير . . لحظة انفتاح عينيه على الوجود الصعب - في وطني - تتسلل خيوط بنفسجية كالحرير على بتلاتها الرقيقة ؛ وينسكب لون برتقالي بحمرة غروب الشمس كشعاع من اعلى كأسها إلى اخمصه - من يصدق . . اترفق بها من اكثر من خمسة عقود ماضية . . ولم اجد لها موضعا لغرسها - فكل الأراضي منهوبة - اداريها من حمى اللصوص والقتلة - ولم اجد اين اغرسها ؛ وبما ان العمر لم يعد فائضا ؛ أخاف عليها عند غسق الدجى ؛ وحين ينسدل الظلام ؛ واخاف الا تجد حاميا لها . . من الضباع السائمة ؛ ومن وطن . . لا يعرف . . كيف يحافظ على زهرة الوجود . . وهي سره - إلا ان الغباء حين يستحكم على وطن ؛ يفقد تاريخه ؛ ويذهب متسكعا في ردهات القدر .