![]() |
غلق | | مركز دراسات وابحاث الماركسية واليسار | |
![]() |
خيارات وادوات |
|
الممالك العربية وانتشار الفكر السلفي لماذا؟
الممالك العربية بحكم ديمومتها بالسلطة الوراثية هي من قاومت التقدمية الحديثة والتي حلت في المنطقة بعد انهيار الدولة العثمانية وقيام الجمهوريات والدول الوطنية تحت تأثير التنوير الأوروبي. وخوفا من القومية العربية وتوحيد العرب خاصة مع وجود عبد الناصر في مصر كأقوى دولة عربية وعدد سكانها الكبير وظهور النفط في الخليج وتدفق الأموال الطائلة وقع شق الصف العربي من طرف الدول الاستعمارية المتنفذة خاصة عند حلول أمريكا كلاعب قوي ووجود الكيان كعنصر فوضى وصراعت وتجاذبات وحروب مما خلق أزمات في هيكلية الدول العربية بين ملكيات تأخذ شرعيتها من الشريعة وجمهوريات شكلية.فما يسمى بالربيع العربي وجلب الاسلام السياسي للسلطة وما جرى حديثا في سورية وتمكين المتطرفين من السلطة فيها هو صنيعة اتفاق مصالح بين الممالك العربية الغنية والتي لا يتماشى نظام الحكم فيها مع العصر الحديث والتي لا تريد التغيير والتحديث والبقاء في الحكم عن طريق التوريث في محيط متحرك ومتغير وشعوب تواقة للحرية والديمقراطية والدول الغربية وعلى رأسها أمريكا لتفتيت الدول العربية وتقويض سلطتها وإفشال تنميتها عن طريق الدين والإسلام السياسي وتنظيم الإخوان المسلمين والسلفيين عموما وذلك لإلهاء شعوب الممالك وجعل الدول المحيطة بها ضعيفة من الناحية الإقتصادية وتنتشر بها الفوضى والإضطرابات وموالية لها وتدور في فلكها وتحكمها سلطات سلفية متأسلمة. فالخوف من أنظمة ديمقراطية وبها حريات وانتخابات وحقوق للإنسان وخاصة المرأة وتكون هناك عدوى للداخل وهذا ما حرك الممالك من الاستعانة بالغرب والأمريكي والكيان لأسلمة المنطقة العربية بكل الطرق وهذا ليس بجديد فقد حدث الأمر مع عبد الناصر وبورقيبة وغيرهم. فالصراع في المنطقة العربية متعدد الأبعاد ويتلخص في ثلاثة وجود ممالك عربية تتشبث بالنظام الوراثي القديم والمؤسس على الدين وتريد تحويل مشاكلها الداخلية إلى الدول المحيطة والتي وصلت إلى مرحلة معينة من الديمقراطية والحرية والتمثيل الانتخابي من خلال تمكين الإسلام السياسي من الحكم بمساعدة الغرب وقد عملت بما لها من أموال منذ ستينات القرن الماضي من بناء المساجد ونشر الكتب الدينية والسلفية في كل الدول العربية وبعث العديد من القنوات التي تبث ليلا نهارا الفكر السلفي الرجعي للتحكم في عقول الناس ودمغجتهم وما ظهور المتطرفين الإسلاميين إلا نتيجة لهذا التوجه وقد اتفقت هذه الرؤيا مع الاستراتيجية الأمريكية الباحثة عن الهيمنة على المنطقة العربية الغنية بالنفط وحماية ربيبتها إسرائيل. فالإسلام السياسي هو لعبة بيد الممالك العربية وأمريكا والغرب عموما لتفتيت الدول العربية الباحثة عن استقلالية قرارها التي تقف حجر عثرة أمامهم ولا تتماشى مع مصالحهم وأجنداتهم ولا علاقة ذلك أبدا بغياب الديمقراطية والحريات والحقوق المتقدمة والمتطورة في الجمهوريات مقارنة بما هو موجود بالممالك العربية.
|
|